* تطابق وجهات النظر حول فلسطين والصحراء الغربية و أوكرانيا
توجت المباحثات الثنائية ، بين وزيري خارجية الجزائر و سلوفينيا، أمس الجمعة، بتوقيع الوزيرين على بيان مشترك يؤكد على الإرادة السياسية القوية التي تحدو البلدين في تحقيق المزيد من المكتسبات على درب التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي بينهما، وقد تم تخصيص حيز هام من هذا البيان المشترك للتأكيد على تطابق مواقف البلدين من القضية الفلسطينية ومن قضية الصحراء الغربية، وكذا من الحرب المتواصلة بأوكرانيا، كما جاء في بيان للوزارة.
استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، أمس الجمعة، من طرف رئيس الوزراء السلوفيني، السيد روبرت غولوب، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى جمهورية سلوفينيا بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
وأوضح بيان للوزارة أن اللقاء "سمح ببحث متابعة تنفيذ المخرجات الهامة للمباحثات القيمة التي أجراها رئيس الوزراء السلوفيني مع السيد رئيس الجمهورية بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها إلى الجزائر شهر ماي الماضي، بما يكفل الرقي بالعلاقات بين البلدين في الميادين الاقتصادية وغيرها من المجالات ذات الأولوية بالنسبة للتعاون الثنائي". وفي هذا الإطار - أضاف البيان- "أعرب الجانبان الجزائري والسلوفيني عن بالغ ارتياحهما لوتيرة تجسيد القرارات المتخذة بمناسبة هذه الزيارة".
من جهة أخرى، أجرى أحمد عطاف، أمس، محادثات ثنائية مع نائبة رئيس الوزراء و وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية السلوفينية، تانيا فايون، حسب ذات المصدر.
وسمحت المباحثات -حسب البيان- ب"إجراء تقييم شامل للعلاقات الجزائرية-السلوفينية التي تشهد طفرة نوعية في الفترة الأخيرة، سواء فيما يتعلق بتكثيف التعاون الطاقوي الذي يشكل حجر الأساس للتعاون الثنائي، أو فيما يخص توسيع قائمة أولويات هذا التعاون لتشمل مجالات أخرى على غرار الصناعة الصيدلانية، والذكاء الاصطناعي، والتعليم العالي، والنقل البحري، وكذا تكنولوجيات الفضاء والطاقات المتجددة والمناجم".
كما تبادل الطرفان - يضيف ذات المصدر- الرؤى والتحاليل حول مستجدات الأوضاع الدولية والإقليمية، و أكدا على "ضرورة مواصلة التنسيق الوثيق بين البلدين في إطار عهدتيهما كعضوين غير دائمين بمجلس الأمن، لاسيما و أن سلوفينيا تتأهب لتولي الرئاسة الدورية لهذه الهيئة الأممية شهر سبتمبر المقبل".
فبخصوص مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، "جدد الطرفان في بيان مشترك الدعوة إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة لتحقيق وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، بما يضمن الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع ووصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسلس إلى الشعب الفلسطيني"، يضيف البيان.
كما شددا على "حتمية اضطلاع المجموعة الدولية بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها من أجل الدفع قدما بالمسار السياسي نحو تحقيق حل عادل ودائم ونهائي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة".
أما فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، فقد أكد الوزيران على دعم البلدين للمسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة "بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ونهائي يكفل ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير"، وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن على حد سواء، بحسب المصدر نفسه.
وفيما يخص أخيرا الأزمة الأوكرانية، "فقد أعرب الطرفان عن عميق انشغالهما إزاء تواصل هذا الصراع بكل ما يحمله من تداعيات، وجددا الدعوة إلى حل سلمي يضمن الأمن المستدام وفق مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة"، كما جاء في البيان.
عطاف : العلاقات الجزائرية-السلوفينية تشهد "طفرة نوعية"
وخلال ندوة صحفية مشتركة نشطها مع نظيرته السلوفينية، أعرب وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، عن إعتزاز الطرفين الجزائري والسلوفيني ب "الطفرة النوعية" التي تشهدها العلاقات بين البلدين، سواء من ناحية تصاعد وتيرة تبادل الزيارات على أعلى مستوى أو من ناحية ارتفاع حجم التعاون الثنائي، مشيرا إلى التوافق السياسي "حول ما يحيط بنا في عالم اليوم من تطورات متسارعة و اضطرابات مقلقة واختلالات في موازين القوى الكبرى"، كما أكد الالتزام المشترك بمضاعفة الجهود لتحقيق المزيد من المكاسب، سواء فيما يتعلق بالمجال الطاقوي، أو فيما يخص عديد المجالات الأخرى.
ولفت السيد عطاف أن "الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الجزائرية-السلوفينية يتجسد أيضا في التنسيق المحكم والهادف بين البلدين في إطار عهدتيهما كعضوين غير دائمين بمجلس الأمن، وهو التنسيق الذي يستمد قوته من التزامهما المشترك بمنظومة القيم والمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة". و أبرز الوزير أن لقاءه مع تانيا فايون كان "فرصة للتأكيد على موقف البلدين المشترك والموحد بشأن التطورات المتعلقة بغزة بصفة خاصة وبالقضية الفلسطينية بصفة عامة"، مثنيا على قرار سلوفينيا الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.
و أشرف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، أمس رفقة نظيرته السلوفينية، على مراسم تدشين سفارة الجزائر بليوبليانا.
و نوه البيان إلى أن "افتتاح السفارة الجزائرية بليوبليانا الذي يأتي في أعقاب قيام جمهورية سلوفينيا بفتح سفارة لها بالجزائر شهر ماي الماضي، يندرج في إطار تجسيد التوجيهات السامية لقيادتي البلدين القاضية برفع التمثيل الدبلوماسي الثنائي إلى مستوى سفيرين مقيمين بغية مرافقة ومواكبة الحركية المتزايدة التي تشهدها العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات".
وفي اختتام مراسم التدشين، وقع السيد عطاف ونظيرته السلوفينية على السجل الذهبي للسفارة، معربين عن "تطلعهما لبداية عهد جديد ومتجدد في تاريخ علاقات الصداقة والتعاون والشراكة بين البلدين"، يضيف ذات البيان.
كما استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، أمس، من قبل رئيسة المجلس الوطني السلوفيني، السيدة أورشكا كلاكوشار زوبانشيش. و شكل اللقاء -حسب بيان للوزارة- "فرصة لاستعراض الحركية التي يشهدها التعاون البرلماني بين الجزائر وسلوفينيا ومناقشة الدور المنتظر من الهيئات التشريعية في البلدين بغرض الإسهام في تعزيز الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة".
عبد الرزاق.م