أجمع ممثلو الفصائل الفلسطينية بالجزائر, أمس الاثنين, على أن وحدة الصف الفلسطيني هي الطريق نحو تحقيق النصر ضد الاحتلال الصهيوني, مشيدين بالموقف الثابت للجزائر في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
جاء ذلك في الندوة الفكرية التضامنية التي نظمها التجمع الوطني الديمقراطي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة «طوفان الأقصى», بحضور ممثل عن سفارة دولة فلسطين بالجزائر وممثلي الفصائل الفلسطينية وممثل الجالية الفلسطينية بالجزائر, بالإضافة إلى أساتذة وباحثين.
وفي مداخلته الافتتاحية, دعا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي, مصطفى ياحي, كل القوى الفلسطينية إلى وحدة الصف من أجل تحقيق النصر على الاحتلال الصهيوني مثلما فعلت الثورة الجزائرية التي انتصرت على الاستعمار الفرنسي بفضل تجاوز كل الاختلافات والخلافات.
وثمن السيد ياحي مواقف الجزائر ودبلوماسيتها تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, الداعمة لدولة فلسطين «قولا و فعلا», مؤكدا أنها «كانت الدولة الوحيدة وراء قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العام للأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية في زمن الخذلان».
من جهته, أكد المستشار بسفارة دولة فلسطين بالجزائر, جهاد حسن, أن «الوحدة هي الأساس من أجل تحقيق النصر و أن المعركة موجهة نحو الاحتلال وحده», مضيفا: «قد نختلف في الأساليب لكننا لا نختلف في الهدف», معربا عن يقينه من تحقيق النصر. وبعد أن استعرض الدبلوماسي الفلسطيني الفاتورة الباهظة التي قدمها الشعب الفلسطيني في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني عليه منذ عام, أكد أن ما حدث في 7 أكتوبر 2023 هو «نتيجة ل70 سنة من الاحتلال».
من جانبه, رافع ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس), يوسف حمدان, من أجل وحدة الصف الفلسطيني ومن أجل المقاومة بكل الوسائل لطرد الاحتلال و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة, مشددا على أن «طوفان الأقصى» أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد, و أكد للعالم أن «الشعب الفلسطيني يرفض الانكسار, وأن كل المحاولات لتصفية قضيته مآلها الفشل...».
و بعد أن أكد أن محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني مصيرها أيضا الفشل, أشاد المتحدث بجهود الجزائر في دعم القضية الفلسطينية.
أما ممثل حركة «فتح» في الجزائر محمود سليم, فأكد أن «معركة طوفان الأقصى غيرت التاريخ والمفاهيم وفضحت الدول الكاذبة», مستنكرا الصمت الدولي تجاه جرائم هذا الكيان المارق ومشيدا بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني, رغم حرب الإبادة الجماعية في غزة.
كما حيا المتحدث, موقف الجزائر الثابت على الصعيد السياسي والأخلاقي والقانوني تجاه القضية الفلسطينية, والذي لم يتغير عبر التاريخ.
وهو ما أكد عليه ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين, محمد الحمامي, حيث أشاد بمواقف رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, والتي -يقول- «إنه لم يجرأ عليها أي رئيس دولة, حيث عبر منذ البداية عن دعمه للمقاومة الفلسطينية».
وشدد السيد الحمامي هو الآخر على «ضرورة وحدة الصف الفلسطيني من اجل تحقيق النصر», قائلا : «هناك قواسم مشتركة بين كل القوى الفلسطينية ويجب الاتحاد من اجل انتزاع الحقوق و إحباط مخطط قبر حقوق الشعب الفلسطيني».
من جانبه, أكد ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, نادر القيسي, أن مشروع التحرر الفلسطيني «لن يتم إلا بالوحدة و وضع اليد في اليد», وهو ما شدد عليه,
كما قال, رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, الذي أكد على قناعته بأن «الوحدة هي أساس التحرير».
وتم بالمناسبة تقديم محاضرة فكرية تحت عنوان «الشعب الفلسطيني على طريق الثورة الجزائرية», نشطها رئيس مركز التحليل و الاستشراف بالتجمع الوطني الديمقراطي, تناولت بالتحليل والنقاش الأبعاد المختلفة لما بعد معركة «طوفان الأقصى».
كما عرض شريط فيديو يتناول أهم محطات «طوفان الأقصى» وبداية العدوان الصهيوني المتواصل وما ارتكبه الاحتلال بحق المدنيين في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة, مع استعراض مواقف الجزائر الثابتة إزاء القضية الفلسطينية.
(وأج)