الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 الموافق لـ 4 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

وزير الخارجية في اليوم الوطني للدبلوماسية: الجزائـر تعمـل على تعزيـز دورهـا البنـّاء في العالـم

 

أكّد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج ، أحمد عطاف، أن الجزائر تعمل اليوم تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، على تعزيزِ دورِها الدبلوماسي الإيجابي والبَنَّاء على الساحة الدولية، في مختلف فضاءات انتمائها العربية، والإفريقية، والمتوسطية، بالارتكاز على وفائها وإخلاصها للقيم والمبادئ التي صَقَلَتْ هُوِّيَةَ سِياسَتِها الخارجية.
أحيت وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج أمس، "يوم الدبلوماسية الجزائرية" المصادف للثامن أكتوبر من كل سنة، وهو تاريخ انضمام الجزائر المستقلة رسميا لمنظمة الأمم المتحدة سنة 1962.
وفي كلمة له بالمناسبة أمام رؤساء وممثلي الهيئات والمؤسسات الوطنية، وممثلي البعثات الدبلوماسية و المنظمات الإقليمية والدولية المعتمدة بالجزائر، وإطارات وموظفي وزارة الشؤون الخارجية، عرج أحمد عطاف، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج على مختلف المراحل والإسهامات التي ميزت الدبلوماسية الجزائرية منذ أزيد من ستة عقود ، واعتبر أن الثامن من أكتوبر 1962 هو اليوم الذي رُفِعَت فيه الرايةُ الوطنية شامخةً في الصرح الأممي، لِتُرَسِّمَ عودةَ الجزائر إلى الحياة الدولية من واسع أبوابها، كدولةٍ كاملةٍ ومُكْتَمِلَةِ السيادة، وكدولةٍ افتكّت استقلالَها ومكانَتَها بتضحياتٍ قَلَّ نَظِيرُهَا في تاريخ الأمم، وكدولةٍ ألهمت المعمورة برمتِّها بثورةٍ تحريريةٍ مُظَفَّرَةٍ جَعَلتْ منها مَرْجِعاً في دحرِ الاستعمار وفي إعلاءِ حق الشعوب في تقرير مصيرها.
و أبرز الوزير أن اقتران يومِ الدبلوماسية الجزائرية بيومِ انضمامِ الجزائر لمنظمة الأمم المتحدة، لم يكن من قبيل الصُدْفَة، وَلاَ من فِعْلِ الظروف العابرة أو العَرَضِيَة، بل كان نِتَاجُ العلاقة المتميزة والمتفردة بين الجزائر ومنظمة الأمم المتحدة، تلك العلاقة التي بعثت من روح نوفمبر الخالدة، وتجلت في ما قدمته الثورةُ الجزائرية من إسهاماتٍ لتكريس حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها، وفي مقدمة هذه الإسهامات اللائحة التاريخية 1514 للجمعية العامة، وهي علاقة تَرَسَّخَتْ بالعهد الذي قطعتهُ الجزائرُ على نفسِها حين انضمامِها لهذا المحفل الأممي، بأن لا تَدَّخِرَ جُهداً في سبيل المساهمة قولاً وفعلاً، مرافعةً وممارسةً، في سبيل إعلاء القيم والمبادئ التي قامت عليها ومن أجلها منظمةُ الأمم المتحدة.
وانطلاقا مما سبق ذكره شدد عطاف على أن الجزائر سجلت طيلة العقودِ السِّتِّة الماضية "حُضورَها المتميز" و"انخراطَها الفعلي" في جُلِّ الجهود الرامية لتحقيق المقاصد النبيلة المكرسة في الميثاق الأممي، في ظل منظومة دولية كانت ولا تزال الجزائر تطالب بضرورة أن تحتكم لمبادئ المساواة السيادية، والترابطية المنصفة، والاحترام المتبادل، وتحريم المساس بالشأن الداخلي للدول.
واستعرض وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في كلمته ما راكمته الدبلوماسية الجزائرية من إرث تاريخي مشهود يبعث على الفخر والاعتزاز، في مجال قيادة المد التحرري، و تقدم صفوف المرافعين من أجل نظام عالمي جديد، و تقديمِ مُساهماتٍ بارزة في إطفاء فتيل العديد من الأزمات والنزاعات والصراعات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
واستلهاما من هذا الإرث التاريخي أكد عطاف أن الجزائر « تَعْمَلُ اليوم، تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على تعزيزِ دورِها الدبلوماسي الإيجابي والبَنَّاء على الساحة الدولية، وكذا في مختلف فضاءات انتمائها العربية، والإفريقية، والمتوسطية»، ودليلها في ذلك وفاؤُها وإخلاصُها للقيم والمبادئ التي صَقَلَتْ هُوِّيَةَ سِياسَتِها الخارجية، قيمُ الحرية، والعدالة، والتضامن، والتعاون، و مبادئُ احتِرَامِ ميثاقِ الأمم المتحدة، والتقيُّدِ بالشرعيةِ الدولية، والوفاءِ بالالتزامات المعقودة. كما عرج المتحدث على الوهن الذي أصاب المنظومة الدولية اليوم، وغياب سلطة القانون الدولي، وفشل منظومة الأمن الجماعي الذي جعل اللجوء المفرط لاستعمال القوة لحل النزاعات يطغى، وخير مثال على ذلك ما يحدث منذ عام في فلسطين من حرب إبادة مفروضة على الشعب الفلسطيني.
و أضاف بأن هذا الوضع هو الذي كرس اللاعقاب واللامساءلة وسمح للاحتلال الإسرائيلي بأن يستبيح كُلَّ ما هو مُجَرّمٌ وَمُحَرَّمٌ ومُعاقبٌ عليه بالنسبة للآخرين كُلِّهِمْ، ويوسع حرب الإبادة إلى الضفة الغربية، و يصعد بشكل محموم في كامل المنطقة.
وثمن عطاف التعليمات الصارمة التي أصدرها رئيس الجمهورية بأن تجعل الجزائر من نصرة القضية الفلسطينية ومن التصدي للجرائم الإسرائيلية في المنطقة شُغْلَهَا الشَّاغِلْ، وأولويةَ أولوياتِها، وَمَبْلَغَ جميعِ تَحَرُّكَاتِها، منذ بداية عهدتها بالمجلس مطلع العام الجاري، مشيرا إلى أن الأقدار شاءت أن تنضم الجزائر إلى مجلس الأمن الدولي في ظل هذا الوضع المأساوي الصعب بالنسبة للشعب الفلسطيني وبالنسبة لدول الجوار الفلسطيني.
وشدد في هذا الصدد على أن الجزائر ستبقى تطالب بعقدِ الاجتماع تلو الاجتماع، واتخاذِ المبادرة تلو المبادرة، وطرحِ الفكرة تلو الفكرة، حتى تتحمل الجمعية العامة، ومجلس الأمن المسؤولية الملقاة على عاتقهما تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه كافة دول وشعوب المنطقة التي تطالُها يدُ العدوانِ و الإجرام و التنكيل الإسرائيلي.
كما جدد عطاف موقف الجزائر الثابت من القضية الصحراوية، التي انتصرت منذ أربعة أيام فقط أعلى هيئة قضائية أوروبية لها، واعتبر أن القرارات الأخيرة لمحكمة العدل الأوروبية جاءت لتؤكد حقائقَ راسخة أَقَرَّتْهَا محكمةُ العدل الدولية منذ ما يقارب الخمسين عاماً بأن القضية الصحراوية ستبقى قضية تصفية استعمار، وأن الشعب الصحراوي يبقى مؤهلا لممارسةِ حَقِّهِ غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره.
وبالنسبة لمنطقة الساحل وما تمر به من ظروف صعبة أكد عطاف أن الجزائر لن تدير ظهرها لأشقائها في هذا الفضاء و ستكون سندا لهم، وعلى الصعيد القاري ستواصل الجزائر التعويل على العمل الإفريقي المشترك لرفع الرهانات التي يُمليها الظرفُ الحالي، والدفاع عن حقوق الدول الإفريقية.
أما على الصعيد المتوسطي ستواصل الجزائر مساعيها و جُهودَها الرامية لإقامة شراكة متوازنة ونافعة وهادفة في جوارها المتوسطي، ومع الإتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، مشيرا إلى ما قاله رئيس الجمهورية قبل يومين في حواره الإعلامي حول التطلع إلى مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي في جوٍ من الثقة والسلاسة والتفاهم، لإعادة التوازنات المطلوبة في هذا الاتفاق.
وفي الختام جدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج التأكيد على أن الدبلوماسية الجزائرية ستواصل العمل في كل فضاءات الانتماء سالفة الذكر، وخارج هذه الفضاءات، تحت توجيهات رئيس الجمهورية، من أجل تعزيز العلاقات التي تَجمعُ الجزائرَ مع أشقائِها وأصدقائِها وشُركائِها، وَضَمِّ جُهودِها مَعَهُمْ في سبيل رفع التحديات الكبرى التي ترمي بِثُقلها على المجموعةَ الدوليةَ في الوقت الراهن، وأنها ستكون طرفا فاعلا في هذا المسعى . إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com