دعا رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة إلى بناء حزام وطني من أجل التصدي لكل المخاطر التي تحذق بالبلاد، و إلى حوار وطني سياسي واقتصادي، واستهجن بقوة الهجمة الفرنسية الأخيرة على الجزائر، مجددا الإشادة بمواقف الجزائر الدبلوماسية التي يقودها الرئيس عبد المجيد تبون.
واعتبر عبد القادر بن قرينة في كلمة له أمس بالمقر الوطني للحركة بالجزائر العاصمة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتخرج الدفعة الرابعة للمعارف المقدسية، أن الهجمة الفرنسية الأخيرة على الجزائر هي "صدى" للهجمة الصهيونية، بسب اتخاذ الجزائر خطوات متقدمة في مجالات عدة على غرار حماية السيادة الوطنية والأمن القومي بكل أبعاده، والدفاع عن الذاكرة الوطنية ورفض عودة الاستعمار الجديد إلى ساحتها، وحماية وحدة الوطن ووحدة الشعب وتماسك النسيج الاجتماعي، وضع ركائز التنمية و وضع حد لامتيازات غير مستحقة على حساب مصالح الجزائر الحيوية.
وتأسف المتحدث لما أسماه "المستويات الواطئة و الهابطة" التي وصلت إليها بعض النخب المحسوبة على الثقافة أحيانا وعلى المعارضة أحيانا أخرى، والتي اختارت أن تكون أبواقا تردد السردية الصهيونية والمخزنية اتجاه الجزائر واتجاه سيادتها وتاريخها الشريف، وهي النخب التي قال إن دوائر اللوبيات الفرنسية الاستعمارية اليمينية المتطرفة، التي لم تهضم حقيقة الجزائر المستقلة، هي التي تحركها.
بن قرينة الذي اعتبر كرامة الوطن خطا أحمر، أشاد بمستوى الحس الوطني الذي ظهر في البلاد وفي المؤسسات الأمنية المختلفة، وبما تملكه من قرون الاستشعار والتحكم في إدارة المعلومة، لحماية المجتمع والوطن أمام مخططات المساس بأمنه واستقراره واختراق سيادته، كما عبر عن ثقته في متابعة العدالة الجزائرية لكل أولئك المتجرئين على السيادة والتاريخ معا، مشيدا في نفس الوقت بيقظة النخب الوطنية ووعيها العالي و بحساسيتها تجاه قضايا السيادة، وكذا بوعي كل المواطنين والتحامهم مع نخبهم الوطنية ومؤسسات دولتهم.
على المستوى الداخلي قال رئيس حركة البناء الوطني أن أمام الحكومة الجديدة الكثير من الواجبات والمسؤوليات للتكفل بإنجاز وعود رئيس الجمهورية واهتمامات المواطنين الطارئة، والتي هي أهداف طموحة ولكنها واقعية، ومثالها التزاماته الأخيرة مع الفلاحين وقطاع الفلاحة من أجل استكمال الأمن الغذائي عبر مرافقة المؤسسات المالية للفلاح من جهة والمستثمرين في القطاع من جهة أخرى.
وأضاف بأن الوصول إلى إنجازات عملاقة يتطلب أن يقوم كل طرف بدوره في ظل صرامة حكومية جادة ومستمرة لأن "قوتنا تجاه فلسطين تبدأ من قوة أمننا الاقتصادي وصلابة جبهتنا الداخلية".
وفي انتظار الحوار الاستراتيجي الذي وعد به رئيس الجمهورية دعا بن قرينة إلى "حوارات أخرى مستعجلة" متعلقة بتحصين مؤسسات الدولة والمجتمع جراء الهجمات السافرة، على غرار حوار سياسي مسؤول بين الأحزاب السياسية، وحوار بين الحكومة و الشريك الاجتماعي والاقتصادي دون إقصاء، وحوار جاد وصريح بين النخب الجزائرية.
واعتبر أن كل هذه الحوارات المختلفة ذات الاهتمام البالغ و الأولوية القصوى من أجل التعبئة الجماعية لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد بشكل جماعي في ظل التحولات الخطيرة التي تشهدها المنطقة وتفرضها المرحلة.
وفي سياق متصل جدد الدعوة إلى ضرورة بناء حزام وطني "من أجل التعبئة الواسعة للتصدي لكل التحديات والمخاطر، التي أصبحت بعض أبواق ودوائر جار السوء المغربي تدق طبولها، أو توفر ملاذاً أمناً ومنابر لمن باعوا ضمائرهم للتهجم على الأمة الجزائرية ومؤسسات الجمهورية".
كما ثمن المتحدث في هذا السياق أيضا المواقف الدبلوماسية للجزائر خاصة اتجاه القضية الفلسطينية، تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وقال إن حركة البناء الوطني في انسجام تام مع كل ما تقرره الدولة الجزائرية في القضايا الدبلوماسية والأمنية والإستراتيجية.
وبالمناسبة جدد بن قرينة كل الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني وطالب بوقف العدوان الصهيوني عليه، واعتبر أن انتصار المقاومة في لبنان سيكون انتصارا لغزة قريبا.
إلياس -ب
