وزير التجارة الـداخلية من المسيلة: إطــــلاق مشـــاورات تحضيــــرا لعملية إحصـــاء الإنتـــــاج الوطني قريبــــا

* تعويض 10 متعـاملين اقتصاديين في مجال استيراد وتحويل القهـوة
كشف، أمس الإثنين، وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، الطيب زيتوني، عن الشروع قريبا في عملية إحصاء الإنتاج الوطني بمشاركة جميع الفاعلين الاقتصاديين والمنتجين الصناعيين والمستوردين ومنظمات حماية المستهلك بالتشاور مع الوزارة الأولى، وهذا من أجل رصد جميع المؤشرات الإقتصادية للبلاد وبعث الحركية الإنتاجية.

و أوضح الوزير أن ذلك لن يكون إلا من خلال معرفة دقيقة لكل ما ينتج وطنيا وما هي نسبة استهلاك واحتياجات الساكنة، مؤكدا في هذا الصدد عن التحضير كذلك لقوانين جديدة لمحاربة التضخم والتلاعب بالأسعار واحتواء التجارة غير الشرعية.
وقال الوزير خلال لقاء مع بعض المتعاملين الاقتصاديين والمنتجين وجمعية حماية المستهلك في اختتام زيارة عمل و تفقد لولاية المسيلة، أن «الإحصاء الوطني بات اليوم حتمية تقتضيها التغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم وتعزيزا لحماية الأمن الوطني و الأمن الغذائي الذي لا يمكن أن يلقى على عاتق الأجهزة الأمنية والجيش الوطني الشعبي وحدهم، وإنما بات ضرورة تقتضيها أيضا ما تصبو إليه الجزائر بداية من رسم خريطة طريق جديدة لاقتصادنا من الحفاظ على التوازنات المالية ومواردنا من العملة الصعبة التي تتأتى بالحد من عملية الاستيراد العشوائية التي بلغت خلال سنوات مضت 60 مليار دولار سنويا».
و قال الوزير أن مسألة تقوية الجبهة الداخلية مهمة الجميع وليس دور الأمن فقط، مشيرا إلى أن المساس بالقدرة الشرائية للمواطنين الجزائريين بمحاولة خلق الندرة والمضاربة هي محاولة يائسة لضرب الاستقرار وهو ما يتطلب، مثل ما أكد، اتحاد الجميع من وزارة ومتعاملين اقتصاديين، خصوصا و أن البعد الاجتماعي للدولة، يضيف الوزير، تم تأكيده ضمن ميزانية سنة 2025 حيث تم رصد غلاف مالي يقدر بـ 27 مليار دولار لدعم المواد الاستهلاكية والسلع التي يتم استيرادها لتغطية حاجيات المواطنين، وهذا ما هو حاصل، وفق الوزير، بالنسبة لدعم مادة القهوة التي رصد لها مبلغ 300 مليون دولار.
وفي هذا الشأن جدد عضو الحكومة الالتزام بقرارات رئيس الجمهورية بأن لا رجوع عن دعم مادة القهوة، مؤكدا أنه سيتم الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه التلاعب بأسعارها وبيعها بأكثر من السعر المحدد ، وهنا دعا أصحاب المقاهي إلى العودة إلى السعر القديم بالحسنى، و «إلا سيتم تفعيل دور المصالح الرقابية لردعهم ودفعهم إلى الالتزام بالأسعار المعقولة لتكون في متناول المواطنين».
و قد كشف الوزير في هذا الصدد، أنه تم تعويض 10 متعاملين اقتصاديين ينشطون في مجال استيراد وتحويل القهوة ممن أودعوا ملفات ضمن دعم الدولة لأسعار هذه المادة بعد أن شهدت ارتفاعا كبيرا في السوق العالمية.
وأوضح السيد زيتوني خلال تفقده لوحدة إنتاجية مخصصة لطحن القهوة أن مبلغ التعويض الذي تحصل عليه المتعاملون المذكورون بلغ 523 مليون دج.
الوزير الطيب زيتوني شدد على أهمية القوانين الجديدة التي يتم التحضير لسنها من قبل وزارة التجارة الداخلية لضبط السوق الوطنية والتي تهدف إلى محاربة جميع أشكال التضخم والتلاعب بالأسعار، حيث ستكون هذه النصوص القانونية كآلية للقضاء على من وصفهم بـ «مصاصي الدماء الذين ليسوا سوى أطراف تسعى لتبييض أموالها من خلال التدخل كوسطاء بين الفلاحين والمستهلكين دون أن تجد لها أثر قانوني في الواقع»، وهو ما سيمكن القانون الجديد، يضيف الوزير، من تحديده بدقة بعد معرفة مسارات السلع والمنتجات.
و ذكر الوزير، بأن الجزائر تحصي اليوم حوالي 168 ألف منتج وهو ما يؤكد المنحى التصاعدي للاقتصاد الوطني الذي بات يأخذ نفس المنحى في تصدير الكثير من المنتجات، يؤكد الوزير، في صورة الشوكولاتة التي كانت بلادنا، مثل نا قال، تستورد قبل سنة 2020 ما يفوق 350 مليون دولار، قبل أن تغزوا مؤخرا منتجاتنا أسواق أوروبا و أمريكا، و الأمر ذاته بالنسبة لمادة المايونيز، يضيف زيتوني، التي قاربت 700 مليون دولار من قيمة استيرادها، لتتحول المعادلة حاليا إلى تصدير 45 مليون دولار من هذا المنتج.
يذكر أن برنامج زيارة الوزير لولاية المسيلة تضمن زيارة لوحدة مغرب بايب اندستري لصناعة قنوات الألياف الزجاجية بالمنطقة الصناعية، وزيارة وحدة إنتاجية لطحن القهوة تابعة للقطاع الخاص وكذا تدشين مركز تجاري ومركز ألعاب وتسلية فيزامول ببلدية المسيلة.
فارس قريشي