أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، صورية مولوجي، أمس، الأهمية البالغة للتكنولوجيا في تذليل الصعوبات والعراقيل التي تعترض الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، من أجل الأخذ بيدهم لاكتساب المعارف الضرورية والكفاءات المعرفية والمهارات الأكاديمية، وكل مقتضيات الحياة، معلنة عن وضع الآليات التي تتماشى و وضعيتهم لاسيما الترتيبات القانونية و التأطير البيداغوجي المتخصص بالاعتماد على التكنولوجيا المساعدة المتمثلة في الوسائل والتجهيزات المتخصصة والمكيفة. و في كلمة لها قرأها نيابة عنها رئيس الديوان بالوزارة، أبو بكر الصديق بوزيدي، خلال لقاء بالعاصمة، إحياء لليوم العالمي للغة البرايل نظمته، المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين، تحت عنوان: «البرايل في زمن التكنولوجيا»، أوضحت مولوجي أن قطاعها، يتبنى سياسة شاملة و تشاركية في مجال حماية حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وترقيتهم، لا سيما حقهم في التربية والتعليم المتخصصين. وأبرزت الوزيرة أن القطاع يواصل جهوده لضمان حق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في التعليم، مشيرة إلى أنه تم وضع الآليات التي تتماشى و وضعيتهم، لا سيما الترتيبات القانونية و التأطير البيداغوجي المتخصص، بالاعتماد على التكنولوجيا المساعدة المتمثلة في الوسائل والتجهيزات المتخصصة.
وأشارت مولوجي بالمناسبة، إلى أن «لغة البرايل» تأتي في مقدمة التقنيات التواصلية المساعدة كونها تمكن الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية من القراءة والتحصيل والنبوغ، وفي شتى أصناف المعرفة والعلوم والفنون على حد سواء، مشيرة إلى أن أهم إنجاز حققته لغة البرايل على هذا الصعيد هو أنها مكنت هذه الفئة من الاندماج في المجتمع، لتصبح بذلك – كما ذكرت - بوابة لتحصيل المعرفة، إضافة إلى التواصل مع الآخرين من خلال تسهيل الوصول إلى مصادر العلم والمعرفة والحصول على الخدمات المتاحة لهم بحرية واستقلالية. وخلال إبرازها لجهود التكفل بمختلف فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، أوضحت وزيرة التضامن الوطني، بأن القطاع يشرف على شبكة مؤسساتية في مجال التربية والتعليم المتخصصين تتكون من 239 مؤسسة متخصصة و 19 ملحقة تتكفل بما يفوق 36 ألف طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة من بينها 24 مدرسة للأطفال ذوي الإعاقة البصرية، حيث تضمن هذه المؤسسات تكفلا نفسيا وتربويا وتعليميا». و في ذات السياق أشارت مولوجي إلى دور المؤسسات المتخصصة التي تعمل على تكييف البرامج التعليمية والتربوية وفق طرق و وسائل بيداغوجية تتماشى مع خصوصيات مختلف الاحتياجات الخاصة بالأطوار التعليمية، إلى جانب توفير ما يقارب 15 ألف بيداغوجي وتربوي متعدد الاختصاصات. كما تطرقت إلى العناية الخاصة التي يوليها قطاع التضامن الوطني لتعزيز استخدام التكنولوجيات المساعدة في المدارس المتخصصة، على غرار الكتب المدرسية بلغة البرايل لمختلف الأطوار التعليمية، منوهة بدور الجمعيات ومساهمتها في التكفل التربوي بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال فتح مراكز متخصصة في هذا المجال. بدورها، أشارت مديرة المعهد الوطني للبحث في التربية، راضية برناوي، إلى أن المعهد يحرص على تكثيف الجهود وإعداد دراسات تهدف إلى تطوير أساليب تعليم المكفوفين وتعزيز استخدام تقنية البرايل كأداة تعليمية، مشيرة إلى أن المعهد خصص فضاء للمكفوفين ضمن مكتبة متعددة الوسائط تحتوي على جناح خاص بالرصيد الوثائقي بتقنية البرايل.
من جانبه، نوه رئيس المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين، محمد لحوالي، بجهود الدولة في مجال التكفل بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما من خلال الإمكانيات التي توفرها في مجال التربية والتعليم لهذه الفئة من بينها ذوي الإعاقة البصرية. تجدر الإشارة إلى أن اليوم العالمي لخط البرايل، الذي يحتفي به في الرابع جانفي من كل سنة، يعد مناسبة ذات بعد إنساني وثقافي، تسلط الضوء على أهمية تعزيز حقوق المكفوفين وضعاف البصر في جميع أنحاء العالم. وقد أقرت الأمم المتحدة هذا اليوم اعترافا بالدور الجوهري الذي يلعبه خط البرايل في تمكين المكفوفين من الاندماج الكامل في المجتمع، سواء من خلال التعليم أو التوظيف أو المشاركة الاجتماعية. وفي الجزائر، كما هو الحال عالميا، يشكل الاحتفاء بهذا اليوم فرصة لتجديد الالتزام بضمان وصول المكفوفين إلى الأدوات التي تعزز
استقلاليتهم. ع.أسابع
