يلتحق اليوم تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة بالأقسام لاستئناف الدراسة مع بداية الفصل الثاني، في ظل مستجدات عدة شهدها قطاع التربية الوطنية بعد الإفراج عن القانون الأساسي لعمال القطاع الذي تضمن ترتيبات عدة ترمي إلى تحسين الظروف المهنية والاجتماعية والمهنية لمختلف أسلاك التربية.
تفتح المؤسسات التعليمية أبوابها من جديد أمام حوالي 12 مليون تلميذ بعد انقضاء عطلة الشتاء لتنفيذ المقرر الدراسي الخاص بالثلاثي الثاني للموسم الدراسي 2024/ 2025 في ظل نفس الترتيبات المعتمدة منذ بداية السنة، وفي إطار توجيهات من الوزارة الوصية لاستكمال كافة العمليات المسطرة.
ويستأنف بدورهم الأساتذة مهامهم بعد أن تم تخصيص الأسبوع الأول من العطلة الشتوية لاستقبال التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية من أجل دروس الدعم، تجسيدا لتعليمات وزير التربية الوطنية بضرورة ضمان مرافقة التلاميذ الذين واجهوا صعوبات في الفصل الأول من أجل تصحيح الاختلالات، في خطوة نحو تقليص انتشار الدروس الخصوصية وتحقيق تكافؤ الفرص بين كافة التلاميذ. ويعد الإفراج عن القانون الأساسي لعمال التربية الوطنية من بين أهم المستجدات الخاصة بالموسم الدراسي الحالي، بعد أن تم الكشف عن جزء هام من مضامينه من قبل وزارة التربية الوطنية في إطار اللجنة الخاصة التي كلفت بصياغة النص، تلبية لمطالب نقابات التربية الوطنية التي جعلت من مراجعة القانون الأساسي محورا أساسيا لنضالها النقابي من أجل تحسين الظروف الاجتماعية والمهنية لأساتذة كافة الأسلاك المنتمية للقطاع، والنهوض بمستوى أداء المنظومة التربوية.
ويؤكد في هذا السياق رئيس المنظمة الوطنية الجزائرية لأستاذة التربية بوجمعة شيهوب «للنصر» بأن نقابات التربية الوطنية ما تزال تنتظر من الوصاية الكشف عن باقي تفاصيل القانون الأساسي.
وأكد المصدر فيما يخص الشق البيداغوجي على ضرورة بذل مزيد من الجهود من قبل التلاميذ لتحقيق نتائج أفضل في الثلاثي الثاني، باغتنام الوقت المتوفر في الدراسة، بعد أن انقضى جزء هام من الموسم الدراسي بانتهاء الثلاثي الأول الذي يضم أكبر عدد من الدروس.
وأفاد المتدخل بالنسبة لتفشي الدروس الخصوصية بأن موقف نقابته كان واضحا بشأن هذا الملف الذي يشغل بال الأسرة التربوية، مؤكدا بأن لجوء التلاميذ إلى التسجيل في هذه الدروس ناجم في الغالب عن كثافة البرامج، وعدم توفر الوقت الكافي للقيام بالتطبيقات داخل القسم.
وقال من جهته رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري في اتصال معه إن الثلاثي الثاني يحتاج إلى تركيز وعمل أكثر من قبل المتمدرسين بالنظر إلى محدودية عدد أسابيع الدراسة مقارنة بالفصل الأول، سيما وأن الثلاثي الثاني سيتزامن مع شهر رمضان الذي يفرض على القطاع تكييف الحجم الساعي مع طبيعة الظرف، للتخفيف على التلاميذ والأساتذة، من خلال اعتماد توقيت خاص يقوم على تقليص مدة الحصة الواحدة بـ 15 دقيقة. ويعتقد المصدر بأن تحقيق الأهداف المرجوة يدعو التلاميذ إلى تنظيم محكم للوقت بين المراجعة والقيام بالتطبيقات والدراسة في الأقسام، استعدادا لانطلاق الفروض المزمع تنظيمها بعد حوالي ثلاثة أسابيع من استئناف الدراسة، وذلك باستدراك النقائص والقيام بمراجعات شاملة بهدف ربط المقرر الدراسي بتسلسل، مشددا على ضرورة أن يحرص التلاميذ على اغتنام كافة الوقت المتاح لإنجاز الدروس المقررة بالتنسيق مع الأساتذة.
وتنسجم توجيهات نقابات التربية الوطنية مع تعليمات وزير القطاع محمد صغير سعداوي في آخر ندوة وطنية، بضرورة الحرص على إتمام العمليات المرتبطة بالفصل الثاني من السنة الدراسية الحالية على أحسن وجه، والسهر على حسن سير المرفق العام، مع تفادي بعض الاختلالات والتأخر المسجل في بعض العمليات الخاصة بالثلاثي الأول.
لطيفة بلحاج
