ابتكرت طالبة متخرجة من جامعة قسنطينة 2 فكرة مشروع، عبارة عن منصة إلكترونية، موجّهة لفئة المتقاعدين بغية الاستفادة من خبراتهم من خلال تقديم خدمات استشارية، حيث تحصّلت الفكرة مؤخرا على وسم مشروع مبتكر.
وقدّمت الطالبة، مليكة لعلاوي، ضمن القرار الوزاري 1275 ومن خلال حاضنة الأعمال لجامعة قسنطينة 2، فكرة مشروع مبتكر يتمثّل في منصة إلكترونية أطلق عليها تسمية «خبرة تك»، حيث ذكرت في حديثها مع النّصر أنّها متخرجة من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بذات الجامعة، كما تشتغل كموظفة بمديرية التشغيل بولاية ميلة، مضيفة بشأنّ فكرة المشروع أنّها قد استعانت بزميل لها مختص في الإعلام الآلي، نوفل بوفاس، كما أشرفت عليه البروفيسور خديجة شناف، وهي موجّهة لفئة المتقاعدين بصفة عامة على اختلاف اختصاصاتهم، بحيث تسعى إلى دمجهم ضمن المنصة والاستفادة من خبراتهم المهنية لمن يحتاجها أو يطلبها من المواطنين، عبر تقديم خدمات استشارية في الميادين التي ينتمون إليها أو حتى حرف ومجالات أخرى متمكّنون منها.
ولفتت المتحدّثة أنّ فكرة المشروع ظهرت نتيجة معايشتها الميدانية واحتكاكها اليومي مع شريحة واسعة من المتقاعدين، إذ لاحظت تأثرهم نفسيا وشعورهم بنوع من الاكتئاب والانعزال الاجتماعي بعد الإحالة على التقاعد وانقضاء مسارهم المهني، في المقابل لاحظت وجود طلب من الأشخاص الذين يرغبون في الاستعانة بخبراء ضمن جوانب ومواضيع على اختلافها، وبالتالي ارتأت من خلال فكرتها إعادة فتح المجال لهذه الفئة واستقطابها للاستثمار في الخبرة التي تكوّنت لديها في شتى المجالات ليستفيد منها المواطنون، خاصة وأنّ عدد المتقاعدين في الجزائر حسبها لافت و هم في تزايد مستمر حسب المتحدّثة.
وترى صاحبة المشروع أنّ ما يميّز فكرتها هو عدم تقيّدها بعدد معيّن من المتقاعدين إذ تسعى لفتح الأبواب للالتحاق ما يجعلها قادرة على جذب أعداد كبيرة، غير أنّه يتم الأخذ بعين الاعتبار تقييمات وآراء المواطنين حول أداء المعنيين، بحيث يخضع المتقاعدون لعملية متابعة للوقوف على رضا العملاء على أدائهم، وعلى ذلك تتوقّف عملية الاحتفاظ بالعاملين، وأردفت المتحدّثة أنّ المنصة يراد لها أن توفّر خدماتها عبر كل ولايات الوطن بحيث تقسّم إلى أقاليم، مع الأخذ في الحسبان خصوصية ومميزات كل منطقة وبالتالي يتم توظيف المختصين من المتقاعدين لتغطية المناطق حسب ذلك.
وتحرص المنصة على التنوّع من خلال تقديم خدمات في مجالات شتى واختصاصات عديدة، على غرار الصناعة، الزراعة، البيئة، القانون وغيرها، حيث تقول المتحدّثة أنّها ارتأت فتح سوق جديدة تنافس الوكالات والهيئات الخاصة بالتشغيل أو القروض، على اعتبار أنّ كثيرا من المتقاعدين لا يزالون يتمتّعون بالقدرة على العمل على الأقل من ناحية الإنتاج الفكري، مؤكّدة أنّه يمكن توسعة مجال نشاط المنصة فيما بعد من خلال العمل على تجسيد أفكار تسمح بالولوج إلى الإنتاج في عدد من القطاعات على غرار الفلاحة.
وأوضحت، لعلاوي، أنها ستسعى إلى تقديم خدماتها بأسعار تنافسية، موضحة أنّ الجزء الأكبر من العائدات سيستفيد منه المتقاعدون، فيما ستعود النسبة المتبقية من الأرباح إلى المنصة، وتقول المتحدثة إنّها في هذه المرحلة تسعى لإيجاد مستثمرين ومموّلين يؤمنون بجدية المشروع وجدواه للمساعدة على تجسيده، إذ تحصّلت مؤخرا على وسم مشروع مبتكر صالحة لسنتين وقابلة للتجديد لسنتين، من قبل اللجنة الوطنية لمنح علامة مؤسسة ناشئة، مشروع مبتكر وحاضنة أعمال. إسلام. ق
