* فرنسا متناقضة مع قيمها وتحاول إلهاء الرأي العام الفرنسي
يرى خبراء ومحللون، أن هناك العديد من الاعتبارات التي جعلت اليمين المتطرف الفرنسي، في حالة تيهان و تخبط وانخراط في حملة تضليل ضد الجزائر، وأشاروا في هذا الصدد إلى خلفيته الإيديولوجية المشحونة بالتمييز العنصري وخطاب الكراهة وانزعاجه من النجاحات التي حققتها الجزائر على مختلف الأصعدة، كما اعتبروا أن فرنسا غير قادرة على الخروج من الذهنية الكولونيالية وأن منظومة الحكم الفرنسية، تتصرف خارج التقاليد الدبلوماسية والعرف السياسي والالتزامات الفرنسية، في الوقت الذي اتسم فيه الرد الجزائري بالعقلانية والهدوء و رفض كل أشكال الاتهامات، حيث تصرفت الجزائر كدولة محترمة و ملتزمة بكل التقاليد و التفاهمات المسبقة وهي ماضية و واثقة من خياراتها.
و أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عمار سيغة في تصريح للنصر، أمس، أنه ليس غريبا على اليمين المتطرف الفرنسي، أن يخرج مثل هكذا خرجات وتصرفات وهجمات ضد الجزائر نظرا لخلفيته الأيديولوجية المشحونة بالتمييز العنصري وخطاب الكراهية، حيث يهرول، إعلاميا وسياسيا ومن خلال تصريحات قادته في كل مرة تثار فيه قضية.
كما أشار المتحدث، إلى انزعاج اليمين المتطرف الفرنسي، مما باتت تحققه الجزائر من انتصارات دبلوماسية واستقلالية في القرار ونجاحات على الصعيد الاقتصادي، من خلال تحقيق أرقام هامة ومؤشرات خضراء، بشهادة المؤسسات الدولية، أضف إلى ذلك العودة القوية إلى المشهد الدبلوماسي في العمق الإفريقي و الحضور الهام في مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الدولية الرسمية، حيث يحاول اليمين المتطرف في فرنسا التشويش على الأدوار الهامة التي تلعبها الجزائر في إطار المنتظم الدولي وفي المؤسسات الدولية.
وأضاف أن ما يحدث الآن هو تحصيل حاصل ونتيجة تغول هذا اليمين المتطرف وهيمنته على المؤسسات السياسية في فرنسا وتدخله في توجيه البوصلة الدبلوماسية الفرنسية والتشويش على العلاقات التي تربط بين الجزائر وفرنسا في هذا التوقيت بالذات، حيث تعيش فرنسا تململا اقتصاديا داخليا وتراجعا في مستويات الأداء السياسي، على الصعيد الداخلي الفرنسي بالإضافة إلى البعد الإفريقي و أيضا على المستوى الأوروبي، لافتا في هذا السياق، إلى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها فرنسا اليوم وارتفاع مستويات العجز بالنسبة للميزانية، حيث تعيش فرنسا اليوم مخاضات ضعف وهوان الجمهورية الخامسة.
وأشار إلى العديد من الاعتبارات التي جعلت اليمين المتطرف الفرنسي، في حالة تيهان و تخبط وتململ في البوصلة السياسية الداخلية في فرنسا ومحاولة توريط فرنسا في مأزق دبلوماسي وتاريخي و تأزيم العلاقات بين فرنسا والجزائر.
وأضاف المتدخل، أن رد فعل الخارجية الجزائرية، اتسم بالعقلانية والهدوء ورفض كل أشكال الاتهامات، لافتا إلى أن الجزائر اكتفت بالردود الدبلوماسية و الرسمية و لم تنخرط في منطق التصعيد أو المزايدة.
من جهة أخرى، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية، و التحلي بالحكمة و مواصلة المسير نحو تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات في البعد القاري الإقليمي والدولي.
و من جانبه اعتبر المحلل السياسي الدكتور إسماعيل دبش في تصريح للنصر، أمس، أن منظومة الحكم الفرنسية، تتصرف خارج التقاليد الدبلوماسية والعرف السياسي والالتزامات الفرنسية كدولة، لافتا إلى أن الانحرافات بدأت مع الرئيس الفرنسي والذي يقول شيئا ويفعل شيئا أخر، فيما يتعلق بملف تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية والعلاقات الجزائرية الفرنسية و غيرها من الأشياء.وأضاف أن فرنسا و على رأسها ماكرون والتي يفترض أنها دولة تقليدية وعريقة، تتصرف ضمن الالتزامات الأخلاقية والدبلوماسية في علاقاتها الثنائية و الدولية، أصبحت سجينة تصور غريب عن الدولة الفرنسية والعلاقات بين البلدين.
وأكد المحلل السياسي، أن الجزائر تصرفت كدولة محترمة، ملتزمة بكل التقاليد التي تجمع الدولتين، سواء في الجانب السياسي أو القانوني أو الاقتصادي، لكن فرنسا تصرفت خارج ذلك، لافتا إلى أن بيان وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، أول أمس، كان واضحا.
وأضاف أن فرنسا هي التي يجب أن تعتذر للجزائر التي لم ترتكب خطأ سياسيا أو دبلوماسيا.
من جانبه، اعتبر أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة الجلفة، البروفيسور بن شريط عبد الرحمان، في تصريح للنصر، أن الجانب الفرنسي ، أصبح طرفا غير موثوق في بناء علاقات دبلوماسية دائمة ومستقرة، لافتا إلى تحامل وانخراط اليمين المتطرف الفرنسي المعروف بخطاب الكراهية في حملة التضليل ضد الجزائر.
وأكد المتدخل، أن الجزائر تبقى متماسكة في مواقفها و وفية للتفاهمات المسبقة مع فرنسا والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية، وماضية و واثقة من خياراتها.
وأضاف أن الطرف الفرنسي، له حساباته الداخلية، حيث يريد كل طرف في فرنسا الاستثمار في الأزمة وتضخيمها وجعلها شماعة لتبرير التدهور الاقتصادي الفرنسي و الأزمات الاجتماعية التي يعيشها الفرنسيون. واعتبر أن فرنسا أصبحت متناقضة مع قيمها و تحاول إلهاء الرأي العام الفرنسي بافتعال الأزمات و تصدير الأزمة التي تعيشها على المستوى الداخلي وفي نهاية الأمر -كما أضاف-، فرنسا غير قادرة على الخروج من الذهنية الكولونيالية و لاتزال تراهن على إفريقيا، وهي لم تتحمل ولم تهضم الصفعة التي تلقتها من طرف الأفارقة.
مراد -ح