أكد وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، التزام الجزائر بتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، انطلاقاً من موقعها الجغرافي المتميز ومواردها الغنية من الطاقة الشمسية والريحية، وبنيتها التحتية المتقدمة في قطاع الطاقة. وشدد على أن الجزائر تسعى لتكون مركزاً إقليمياً لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا، بما يساهم في تنويع إمدادات الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
شهد مشروع ممر الهيدروجين الذي يستهدف ربط شمال أفريقيا بأوروبا خطوة هامة من شأنها تسريع وتيرة تنفيذ المشروع العملاق. حيث احتضنت العاصمة الإيطالية «روما» الاجتماع الوزاري الأول لوزراء الطاقة المعنيين بمشروع ممر الهيدروجين الجنوبي بمشاركة 6 دول، من بينها الجزائر وتونس.
وتوج هذا الاجتماع الوزاري الرفيع المستوى بالتوقيع على الإعلان المشترك للنوايا السياسية بشأن مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي، بحيث تؤكد الأطراف الموقعة نيتها لتعزيز التعاون لتطوير هذا المشروع الاستراتيجي الذي يربط مواقع الإنتاج في الجزائر بالاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال تعزيز التعاون ضمن مجموعة عمل خماسية مشتركة. وبمقتضى الإعلان المشترك الموقع.
وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أكد وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، التزام الجزائر بتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، انطلاقاً من موقعها الجغرافي المتميز ومواردها الغنية من الطاقة الشمسية والريحية، وبنيتها التحتية المتقدمة في قطاع الطاقة. وشدد على أن الجزائر تسعى لتكون مركزاً إقليمياً لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا، بما يساهم في تنويع إمدادات الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
كما أبرز الوزير أن المشروع يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التكامل الطاقوي بين الجزائر وأوروبا، مع التركيز على إنشاء إطار قانوني وتنظيمي ملائم، وتطوير القدرات البشرية والتكنولوجية، وجذب الاستثمارات اللازمة لتسريع الانتقال الطاقوي. كما دعا إلى تكثيف التعاون الدولي لتسهيل نقل التكنولوجيا وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مؤكداً أن المشروع يجسد رؤية الجزائر الطموحة لتحقيق التنمية المستدامة وتجاوز التحديات المناخية.
دعم استثمارات الطاقات المتجددة في الجزائر
وبمقتضى الإعلان المشترك، تُقرّ الأطراف بالإمكانات الكبيرة لموارد الطاقة المتجددة في الجزائر وتونس، وإمكاناتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وضرورة تعزيز أمن الطاقة بين شمال أفريقيا والاتحاد الأوروبي لدعم النمو الأخضر. وأكد موقّعو الإعلان أهمية تطوير محطات الهيدروجين والبنية التحتية المرتبطة، وتسريع الانتقال الطاقي المستدام لتحقيق الأهداف المناخية العالمية، مع التركيز على جذب الاستثمارات في الجزائر وتونس لدعم السوق المحلية وخلق فرص عمل وتعزيز الابتكار.
وشدد الاتفاق على أهمية ممر الهيدروجين بصفته بنية تحتية لنقل الهيدروجين بين الجزائر عبر تونس وأوروبا، مع الحاجة إلى تعزيز القدرات وتطوير المهارات اللازمة، وتحديد احتياجات التمويل وآليات تقليل المخاطر. كما يلتزم الأطراف بتنسيق السياسات وتبادل الخبرات لضمان التنفيذ الفعّال للمشروع، مع المتابعة الدورية من خلال فريق عمل مشترك يجتمع كل 6 أشهر.
وللإشارة، شهد هذا اللقاء الوزاري تنظيم منتدى أعمال، شارك فيه الرؤساء المدراء العامون لسوناطراك وسونلغاز، السيد رشيد حشيشي ومراد عجال، والذي جمع شركات الدول المعنية لرسم خارطة طريق تتضمن المراحل المستقبلية من أجل التجسيد الفعلي لهذا المشروع الطموح، ويتعلق الأمر بكل من شركات سوناطراك وسونلغاز و «في ان جي» الألمانية، و «سنام» الإيطالية، و «سي كوريدور» (شراكة بين إيني وسنام) و «فيربوند جرين هيدروجين» النمساوية.
وشارك في الاجتماع كل من وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، ونائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أنطونيو تاجاني، ووزير البيئة والأمن الطاقي الإيطالي جيلبرتو بيشيتو فراتان، ووزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني فيليب نيمرمان، وممثل وزارة العمل المناخي والبيئة والطاقة في النمسا، بالإضافة إلى السفير التونسي لدى إيطاليا، وممثّلي مفوضية الاتحاد الأوروبي وسويسرا بصفة مُلاحظين.
ع سمير