أعلن رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم يوغالي، أمس الثلاثاء، إطلاق تطبيق إلكتروني مبتكر يتيح تحويل وإرسال الأسئلة الكتابية والشفهية بين النواب وأعضاء الحكومة بطريقة رقمية وآمنة، وهو ما من شأنه تعزيز التواصل الفعال بين المجلس والحكومة في إطار السعي إلى تشييد صرح التحول إلى البرلمان الرقمي.
وجاء إعلان بوغالي عن إطلاق هذا التطبيق في كلمة له خلال إشرافه أمس بمقر المجلس، رفقة وزير البريد والمواصلات السلكية واللسلكية، و الوزيرة المحافظة السامية للرقمنة، على التوقيع على اتفاقيتين، الأولى بين المجلس الشعبي الوطني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة في مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني «سيريست» لبناء بيئة رقمية تحفز استغلال الذكاء الاصطناعي لدعم العمليات التشريعية والإدارية، والثانية مع وزارة البريد والمواصلات السلكية و اللاسلكية عبر السلطة الحكومية للتصديق الإلكتروني، لتعزيز أمن التبادلات الرقمية من خلال التصديق و التوقيع الإلكترونيين.
واستعرض بوغالي في كلمته الافتتاحية الأشواط التي قطعها المجلس الشعبي الوطني على درب تحديث و رقمنة مصالحه وعمله، في سبيل تشييد صرح التحول إلى «برلمان رقمي» انسجاما مع توجيهات رئيس الجمهورية الداعية إلى تسريع وتيرة الرقمنة ومواكبة التطورات في هذا المجال الحيوي.
وعليه أوضح بأن المجلس على وشك إطلاق المرحلة الثالثة من هذا المشروع استكمالا لما تحقق في المرحلتين السابقتين اللتين شهدتا قطع خطوات في غاية الأهمية على صعيد تجديد البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات تتمثل في إنشاء مركز بيانات حديث مع تحديث شبكات المنصات الافتراضية، مما رفع من كفاءة تأمين البيانات وضمان خدمة تقنية متقدمة للنواب والموظفين، إلى جانب تطوير أنظمة معلوماتية تدعم النشاط البرلماني والإداري.
أما المرحلة الثالثة من هذا المسار فتتمثل- حسب بوغالي- في توقيع الاتفاقيتين سالفتي الذكر، والتي تجسد التزام المجلس الراسخ بتحقيق تحول رقمي شامل في عمل المؤسسة التشريعية عبر توظيف أحدث التقنيات التي ترتقي بالكفاءة وتكريس الشفافية في مختلف العمليات، مبرزا بأن كل هذه الإنجازات كانت بفضل جهود وطنية خالصة جعلت من السيادة الرقمية حقيقة ملموسة تتجسد على أرض الواقع يوما بعد يوم.
وبالمناسبة ثمن رئيس الغرفة السفلى للبرلمان جهود المحافظة السامية للرقمنة التي ستستضيف مركز البيانات الثانوي للمجلس، الذي سيعزز تأمين مركز البيانات الرئيسي ويربطه بشبكة الاتصالات المؤمنة للدولة بما يتيح الاستفادة من الخدمات الرقمية المتقدمة عبر المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية بعد دخولها حيز الخدمة.
بعد ذلك أعلن بوغالي إطلاق «تطبيق إلكتروني مبتكر» يتيح تحويل وإرسال الأسئلة الكتابية والشفهية بين النواب وأعضاء الحكومة بطريقة رقمية وآمنة، وذلك بالتنسيق مع وزارة العلاقات مع البرلمان، مشيرا أن هذا التطبيق الذي أبدعته كفاءات المجلس يعد خطوة نوعية نحو تعزيز التواصل الفعال بين المجلس والحكومة بما يسهم في الارتقاء بمستوى الأداء والتنسيق المؤسسي.
وفي الختام اعتبر بوغالي أن كل هذه الانجازات ما كانت لتتحقق لولا تضافر وتكامل جهود كفاءات جزائرية كثيرة في القطاعين العام والخاص لتجسيد هدف سيادي يتمثل في بناء صرح رقمي يخدم عمل وإدارة أحد أبرز مؤسسات الدولة.
بعد ذلك أشرف إبراهيم بوغالي، و وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، و الوزيرة المحافظة السامية للرقمنة، مريم بن مولود، والأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي عبد الكريم ين تليس، على مراسم التوقيع على اتفاقيتي إطار بين المجلس من جهة وكل من السلطة الحكومية للتصديق الإلكتروني التابعة لوزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، و مركز البحث والإعلام العلمي والتقني التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وتهدف الاتفاقية الأولى إلى القيام بأعمال مشتركة ومنسقة في مجال تأمين التبادلات الرقمية عبر التصديق والتوقيع الإلكترونيين وفقا لأحكام القانون15-04، بينما ترمي الاتفاقية الثانية إلى القيام بأعمال مشتركة ومنسقة في مجال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بما فيها الذكاء الاصطناعي، وتصميم وتطوير برامج لتسيير أنشطة المجلس، بالإضافة إلى المساعدة التقنية والخبرة.
إلياس -ب
