تكشف اليوم فرق من الباحثين عن نتائج جهود متواصلة استمرت لثلاث سنوات، ينتظر أن تحقق قفزة نوعية في مجال تحقيق أمن صحة المواطنين وضمان الأمن الغذائي، من بينها ابتكار حلول لتحسين نسبة المحاصيل من الحبوب، وإنتاج مواد صيدلانية لعلاج السرطان.
أعلن المدير العام للوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة بشير بن عربة «للنصر» عن عرض نتائج 100 مشروع بحثي في إطار نشاط تنظمه الوكالة اليوم، المندرج ضمن المتابعة المستمرة للمشاريع البحثية الوطنية، وتثمين المنتجات البحثية القابلة للتجسيد على أرض الميدان بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين.
وينتظر في هذا الصدد أن تعرض فرق من الباحثين النتائج الرئيسية للمشاريع التي قاموا بتجسيدها على مدار ثلاث سنوات، من أجل تقييمها من قبل فريق من الخبراء، قصد وضعها تحت خدمة وتصرف القطاع الاقتصادي والاجتماعي لتحويلها إلى منتجات قابلة للتسويق، تتعلق أساسا بميادين ذات أولوية، وهي الأمن الغذائي وصحة المواطنين.
وأضاف مدير الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة بأن الدولة حددت ثلاث أولويات في مجال البحث العلمي، وهي الأمن الصحي والأمن الغذائي والأمن الطاقوي، وتولت الوكالة على عاتقها التكفل بمعالجة المسائل المتعلقة بالأمن الصحي والأمن الغذائي، عبر إطلاق عدة مشاريع بحثية ذات طابع وطني، بالتنسيق مع الجامعات والمراكز البحثية المختصة.
ويعد الشركاء الاجتماعيون والاقتصاديون عناصر جد فاعلة في تجسيد المشاريع البحثية الوطنية، التي يتم تقييمها بصفة دورية في إطار المرافقة التي تضمنها الوكالة لصالح حملة المشاريع البحثية، بغرض إنضاجها وتثمين نتائجها، وضمان تحويلها إلى مجال التصنيع يقول الأستاذ بشير بن عربة.
ويتم مرافقة المشاريع البحثية بالتعاون أيضا مع حاضنات الأعمال التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما يتم السهر أيضا على تنظيم دورات تكوينية لفائدة حاملي المشاريع البحثية من أجل الحصول على براءة الاختراع لحماية الملكية.
ويؤكد المدير العام للوكالة بأنه بعد إنضاج المشروع البحثي وتثمين نتائجه يتم عقد لقاء نهائي بين حملة المشاريع البحثية والشركاء الاقتصاديين لتجسيد نتائج البحث على شكل منتجات قابلة للتسويق، بعد أن قضت الفرق البحثية المختصة ثلاث سنوات في العمل الدؤوب للتوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات المرتبطة بضمان صحة المواطنين وتحقيق الأمن الغذائي.
وكشف الأستاذ بن عربة بشير بأن نتائج المشاريع البحثية المزمع عرضها اليوم، التي تم الانطلاق في تجسيدها قبل ثلاث سنوات، ينتظر منها أن تحدث ثورة في مجال الأمن الصحي والغذائي، بفضل الجهود المضنية التي بذلتها الفرق البحثية.
وكشف المصدر عن التوصل من قبل الباحثين إلى تصنيع مواد صيدلانية تساعد في علاج السرطان ومواجهة الأوبئة والأزمات الصحية، بما سيمكن من تقليص الواردات من الأدوية، أما فيما يتعلق بالأمن الغذائي فقد تم تطوير «روبوت» يعمل تحت سطح البحار يتم التحكم فيه عن بعد، ويستعمل في مراقبة المرجان ومتابعة نموه، وحمايته من عمليات النهب.
كما توصل الباحثون إلى استخدام تقنية عالية الجودة بالاعتماد على مادة الأوزون للمحافظة على محاصيل القمح والحبوب، وكذا في رفع محصول الحبوب في الهكتار الواحد، بهدف مضاعفة الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وشملت الأعمال البحثية أيضا تصنيع أدوية مبتكرة لعلاج الأمراض المستعصية منها السرطان، إلى جانب استخدام الرقمنة في الطب الدقيق وفي الزراعات الذكية، كما خلصت المشاريع البحثية الوطنية إلى تقديم حلول رقمية من أجل تسيير ناجع للموارد المائية، وهو ما سيتم عرضه اليوم للتقييم النهائي، تحسبا لدخول هذه النتائج مرحلة الاستغلال الفعلي من قبل القطاعات المعنية، بتحويلها إلى منتجات ملموسة قابلة للتسويق.
وأضاف المدير العام للوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة بأنه تم الاعتماد على مخطط استراتيجي لتثمين خرجات البحث من قبل القطاع الاقتصادي، وذلك بتحديد مخرجات المشاريع البحثية الوطنية القابلة للتثمين والتحويل الصناعي.
وأضاف المتحدث بأنه تم خلال هذه السنة وحدها القيام بـ 1000 خبرة تقييمية للحصائل البحثية، تجسيدا لفلسفة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي المتضمنة تحويل مخرجات البحوث العلمية إلى منتجات لتثمينها من طرف القطاع الاقتصادي.
وأضاف المتدخل بأن 100 رئيس مشروع بحث وطني سيعرضون خلاصة أعمالهم أمام 7 لجان مكونة من خبراء في المجال، موضحا بأن المشاريع البحثية اقترحها شركاء اجتماعيون واقتصاديون الذين عبروا عن احتياجاتهم أمام الفرق البحثية قصد إيجاد حلول لها.
ويشار في هذا السياق أن الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة تشرف على عدد هام من مشاريع البحث الوطنية، إلى جانب فرق البحث التي تقوم بتقييمها بشكل دوري من طرف مجموعات من الباحثين العلميين والشركاء الاجتماعيين.
وأطلقت الوكالة مؤخرا عديد الشبكات الموضوعاتية، من بينها الزراعة الصحراوية والنباتات العطرية والطبية والبنوك الحيوية، إلى جانب الشبكة الفرعية للبحث والترويج لشجرة الأرقان، تحت عنوان «أرقان دي زاد».
لطيفة بلحاج