شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، أمس، على ضرورة رص الصفوف والتماسك بين كافة المواطنين لأجل تقوية الجبهة الداخلية والتصدي لكل ما يستهدف البلاد من مؤامرات ومحاولات لوقف قطار التنمية، كما دعا المواطنين لجعل رمضان شهرا للرحمة والتضامن، وليس للأكل والشرب والإسراف.
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي خلال انعقاد ندوة وطنية لإطارات القطاع بدار الإمام بالعاصمة، بأن رمضان هو شهر رحمة وتعاون وتضامن، وأنه على الأئمة توجيه رواد المساجد للاغتنام من فضائل هذا الشهر، بجعله فرصة للعبادة والطاعة وتغذية الروح وسمو النفس، بعيدا عما ألفه كثيرا من الناس بأنه شهر أكل وشرب وتبذير وإسراف، حتى يتفرغ الناس للعبادة والطاعة، والسمو بالأخلاق خدمة للمجتمع.
وحث الوزير المواطنين على التماسك وإشاعة الأخلاق النبيلة ومحاربة الآفات الاجتماعية، وشحذ همم الشباب للرجوع إلى الأخلاق الاجتماعية وتقاليد أبائنا وسنة النبي، لتأمين الوطن، وقضاء الشهر الفضيل في كنف السكينة والطمأنينة والروحانية.
وأوضح يوسف بلمهدي بأن الندوة الوطنية التي عرفت مشاركة واسعة من المؤسسات التابعة لوزارة الشؤون الدينية، من مساجد ومدارس قرآنية وأوقاف ومعاهد التكوين والمراكز الإسلامية، ترمي إلى توجيه القائمين على شؤون القطاع إلى ما فيه خير للبلاد والعباد.
وأضاف المصدر بأن البرنامج المسطر من قبل الوزارة يهدف إلى الاندماج مع سياسة رئيس الجمهورية وتقوية الجبهة الداخلية، عبر التصدي للمؤامرات والتحديات وتجاوز الصعوبات المراد فرضها على بلادنا، التي يراد لها التقهقر والتأخر، وأن لا تتقدم أو تزدهر.
وأكد يوسف بلمهدي توجيه تعليمات لمديريات الشؤون الدينية والأوقاف ومستشاري وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لتحديد الأولويات، في إطار ضبط البرنامج الخاص بشهر رمضان، وتم في هذا السياق تحديد ثلاث ورشات بهدف ضبط النشاط الديني ليتماشى وتطلعات المواطنين ورواد المساجد والمجتمع بأسره طيلة شهر الصيام، باعتباره موسم خير يغتنمه الفرد ليتزود لسنة كاملة.
وشدد المصدر في ذات الندوة على أهمية الرقي بالجانب الروحي والأخلاقي للأفراد من خلال توجيه الخطاب الديني عبر المساجد والزوايا والمدارس القرآنية، ومختلف المؤسسات الواقعة تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية، لتعزيز روابط الوحدة الوطنية.
كما أكد يوسف بلمهدي على أهمية الترويج الإعلامي للنشاطات الدينية التي تقوم بها مؤسسات القطاع، وذلك باستغلال مختلف وسائط التواصل الاجتماعي لمواجهة الأفكار المشوهة والمدمرة للنسيج المجتمعي ووحدته، كما حث على الاستغلال الأمثل للمرافق والهياكل التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، مع ترقية فروع المركز الثقافي الإسلامي عبر كافة ربوع الوطن، بشكل يؤهلها لاستقطاب أكبر عدد من الشباب.
وعاد الوزير في مداخلته إلى التحضيرات الخاصة بموسم الحج 2025، قائلا إن ما يقوم به الديوان الوطني للحج والعمرة من جهود وعمل كبير للإعداد لموسم الحج المقبل لا يستهان به، مذكرا بأنه وراء كل حاج أسرة، وأن العمل القائم يهدف إلى التكفل الأحسن بالحجاج الجزائريين تجسيدا لأوامر رئيس الجمهورية لإنجاح الموسم الذي شرع في التحضير له مبكرا، بغرض الاندماج مع البرنامج الذي وضعته وزارة الحج السعودية.
كما ثمن بلمهدي قرار رئيس الجمهورية برفع منحة الحاج إلى ألف دولار لجعله أكثر راحة، ورحب أيضا بقرار الحفاظ على نفس تكلفة الحج للسنة الماضية، والمقدرة بـ 84 مليون سنتيم شاملة لتذكرة السفر ذهابا وإيابا من المملكة العربية السعودية.
ويشار في هذا السياق إلى أن تسديد تكلفة الحج ينطلق اليوم على مستوى فرع بنك الجزائر عبر مختلف الولايات، استعدادا للشروع في إنهاء آخر الترتيبات قبل سفر الحجاج الجزائريين إلى المملكة العربية السعودية لأداء الركن الخامس في ظل تحضيرات وترتيبات محكمة تم القيام بها من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة.
لطيفة بلحاج