* صبري بوقادوم: الجزائر تعزز دورها الدبلوماسي والاستثماري على الساحة الدولية
أكد سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، صبري بوقادوم، أن الجزائر بصفتها عضو غير دائم بمجلس الأمن تتحمل مسؤولية كبرى في الدفاع عن الاستقرار والسلام العالمي. وقال في حوار مع صحيفة أميركية، إن أولويات الجزائر في عام 2025 تتضمن تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الدفاع، وكذا زيادة الاستثمارات الأميركية في الجزائر.
قال سفير الجزائر في واشنطن، صبري بوقادوم، أن المشهد الجيوسياسي العالمي الحالي يحمل في طياته تحديات وفرصًا للجزائر، مشددًا على أهمية تحقيق التوازن بينهما عبر الدبلوماسية الفاعلة. وأوضح بوقادوم في حوار مع صحيفة “توداي بيزنس فوكيس»، أن الجزائر بصفتها عضو غير دائم في مجلس الأمن، وبدعم واسع من إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي، تتحمل مسؤولية كبرى في الدفاع عن الاستقرار والسلام العالمي.
وأشار إلى أن الجزائر تبذل جهودًا مكثفة لإنهاء العدوان على غزة وتحقيق وقف لإطلاق النار، حيث تواصل مشاوراتها مع الولايات المتحدة والدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، كما أولت الجزائر خلال رئاستها لمجلس الأمن اهتمامًا خاصًا بقضية الإرهاب في الساحل، داعيةً إلى إيجاد حلول دائمة لمشكلات المنطقة، إلى جانب تركيزها على الأزمات في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان. وفيما يخص العلاقات الجزائرية- الامريكية، قال بوقادوم إن الجزائر تواصل انخراطها مع الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث جرت محادثات بين وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، كما شهدت الفترة الأخيرة مناقشات موسعة حول سبل تعزيز التعاون الثنائي والمساهمة في الأمن العالمي.
وأشار بوقادوم بهذا الخصوص، إلى توقيع مذكرة تفاهم مؤخرًا بين الجزائر ووزارة الدفاع الأمريكية، ممثلةً في قيادة “أفريكوم”، لتعزيز التعاون في مجالات البحث والإنقاذ وتبادل المعلومات الاستخباراتية، فضلًا عن دعم الأمن في منطقة الساحل.وفي الشق الاقتصادي، تشهد الاستثمارات الأمريكية في الجزائر نموًا ملحوظًا، خصوصًا في قطاع الطاقة، الذي تمتد شراكة الجزائر والولايات المتحدة فيه لأكثر من 60 عامًا. كما يتم توسيع نطاق التعاون ليشمل قطاعات الزراعة والطاقة المتجددة، مع استمرار الاتصالات المكثفة بين الجانبين لتعزيز هذه الشراكات.
الجـزائر وجهـة استثمـارية واعدة
وأكد بوقادوم أن الجزائر تمتلك إمكانات استثمارية كبيرة، حيث تُعد أكبر دولة في إفريقيا والعالم العربي من حيث المساحة، وتزخر بموارد طبيعية غنية وقوة عاملة شابة. وأشار إلى أن قطاع الطاقة لا يزال أولوية استثمارية، لكن هناك اهتمامًا متزايدًا بالزراعة، مشيرًا إلى استيراد شركة جزائرية خاصة 25,000 رأس من الأبقار الأمريكية، في خطوة تعكس تطور التعاون الزراعي بين البلدين. كما تشهد قطاعات التعدين والطاقة المتجددة اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين الدوليين.
وعلى الصعيد السياحي، شدد بوقادوم على أن الجزائر تُعد وجهة سياحية فريدة، مشيرا إلى الجهود المبذولة لتغيير الصورة النمطية عن الجزائر كوجهة استثمارية وسياحية، عبر تنظيم زيارات لمشغلي السياحة الدوليين لاكتشاف إمكانات البلاد على أرض الواقع. وفي المجال الطاقوي، تعمل الجزائر لاستغلال إمكاناتها الطبيعية في مجال الطاقة المتجددة، حيث تمتلك الصحراء الجزائرية 330 يومًا مشمسًا سنويًا، مما يجعلها بيئة مثالية للاستثمار في الطاقة الشمسية. كما ستستمر الجزائر في تطوير قطاع الهيدروجين باعتباره مصدر طاقة مستقبليًا، إلى جانب البحث في استخراج المعادن النادرة.
واختتم بوقادوم بالتأكيد على التزام الجزائر بتأمين إمدادات الطاقة لشركائها، لافتًا إلى أن النفط الجزائري يتميز بجودته العالية وانخفاض نسبة الكبريت فيه، مما يجعله مطلوبًا في الأسواق العالمية.وجاءت تصريحات سفير الجزائر بواشنطن، لتأكيد المؤشرات التي برزت مؤخرا بشأن توجه استراتيجي نحو تعميق العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة، سواء الدبلوماسية والسياسية، إضافة إلى العلاقات العسكرية دون إغفال الاقتصادية، وذلك من خلال التوقيع على اتفاقية للتعاون العسكري، بالتزامن مع إعلان شركة شيفرون العملاقة دخولها السوق الوطنية في مجال الاستكشاف النفطي في المياه الإقليمية. وتجسدت أولى ملامح هذا التوجه على الصعيد العسكري، خلال الزيارة التي قام بها الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، إلى الجزائر للمرة الثالثة. حيث التقى خلالها الرئيس عبد المجيد تبون، وقبلها التقى رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع الفريق أول السعيد شنقريحة، حيث أجرى الطرفان محادثات تناولت حالة التعاون العسكري بين البلدين، وتبادلا التحاليل ووجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك، قبل توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري، بين وزارتَي الدفاع للبلدين.
كما تعزز التعاون الطاقوي، حيث دخلت سوناطراك في مباحثات مع عدة شركات أمريكية كبرى على غرار «شيفرون» لتطوير علاقات التعاون، لاسيما في مجال تطوير الموارد النفطية والغازية، تجسيدا لمذكرة التفاهم الموقعة مؤخرا بين الطرفين، والتي تم بموجبها منح الشركة الامريكية صفقة إنجاز دراسة حول إمكانات موارد المحروقات في السواحل الجزائرية. وتهدف هذه الاتفاقية، التي تمتد لمدة 24 شهرا، وفق بيان لوزارة الطاقة، إلى إنجاز دراسة معمقة لتقييم إمكانيات الموارد النفطية في المنطقة البحرية الجزائرية، كما تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون بين الجزائر وشركة “شيفرون” في مجال الدراسات التقنية والجيولوجية، مما يمهد الطريق لمشاريع استكشاف وتطوير مستقبلية تهدف إلى تثمين موارد المحروقات الوطنية. ع سمير