وافق، أمس الأحد، مجلس الوزراء على تحديد 40 ألف دينار جزائري سعر وطني موحّد لأضحية عيد الأضحى للمواشي المستوردة، و ذلك باقتراح من وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري.
و أفاد بيان لرئاسة الجمهورية، أعقب اجتماع مجلس الوزراء أمس، أنه «باقتراح من وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري وافق مجلس الوزراء على تحديد 40 ألف دينار جزائري سعر وطني موحد لأضحية عيد الأضحى للمواشي المستوردة».
و استقبل ميناء الجزائر العاصمة، فجر أمس، أول شحنة للأضاحي المستوردة ضمت 15 ألف رأس غنم من دولة رومانيا، تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية باستيراد 1 مليون أضحية، على أن تتبع العملية باستقبال بواخر أخرى عبر تسعة موانئ في ظل ترتيبات محكمة.
أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري في بيان لها عن رسو في الساعات الأولى لصبيحة أمس الأحد أول باخرة بميناء العاصمة محملة بـ 15 ألف رأس ماشية قادمة من دولة رومانيا، تجسيدا لبرنامج استيراد مليون رأس غنم بمناسبة عيد الأضحى 2025.
وتم تفريغ الباخرة بحضور أعضاء اللجنة القطاعية المشرفة على تنظيم و تأطير هذا البرنامج وفق ذات المصادر، من بينهم الأمناء العامون لوزارتي الفلاحة و النقل، بغرض الوقوف على الظروف والإمكانيات المسخرة لاستقبال أولى الشحنات للمواشي المستوردة، وضمت الشحنة الأولى 15 ألف من القطعان، في ظل توفير الوسائل والإمكانيات لضمان استقبالها في ظروف مثالية، من بينها البياطرة الذين شاركوا عملية التفريغ للتأكد من الحالة الصحية للماشية.
كما حرصت ذات اللجنة على إتمام كافة إجراءات الجمركة من طرف مفتشية أقسام الجمارك، مع تطبيق الإعفاء الكامل من الحقوق والرسوم الجمركية بهدف تسهيل دخول الشحنة، وتوفير الأضاحي بأسعار معقولة تناسب القدرة الشرائية لعامة المواطنين.
وكشف بالمناسبة الأمين العام لوزارة الفلاحة حميد بن سعد في زيارة قام بها لميناء العاصمة رفقة ممثلين عن وزارة النقل، عن تسخير تسعة موانئ لاستقبال البواخر المحملة برؤوس الماشية المستوردة، مؤكدا بأن الدفعة الأولى التي وصلت فجر أمس من دولة رومانيا، سيتم توزيعها على الولايات المعنية وفق التقسيم الذي قامت به اللجنة القطاعية التي تشرف عليها مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم.
ونفى المتدخل تحديد أسعار الأضاحي المستوردة، موضحا بأن الأمر يتعلق بعملية اقتصادية وتجارية، موضحا بأن الأسعار سيتم الكشف عنها في الأيام المقبلة، وهي تضمن تكاليف الشحن والنقل، لكنه أكد بأنها ستكون في متناول المواطنين قصد توفير الظروف المناسبة لإحياء مناسبة عيد الأضحى في أحسن الظروف.وأضاف ممثل وزارة الفلاحة بأن استيراد الأضاحي وتوزيعها على نقاط البيع هي عملية تنسيقية بين القطاعات المعنية، مجددا التأكيد على جاهزية الموانئ المهيأة لاستقبال الأضاحي المستوردة في أحسن الظروف، مشيدا بالجهود التي بذلها الولاة لإنجاح العملية التي تأتي تجسيدا لقرار رئيس الجمهورية لخفض سعر الأضاحي والحفاظ على الثروة الحيوانية بتوفير الظروف الملائمة لتجديدها وتنميتها بعد أن تضررت من الجفاف.
وتخضع عملية استقبال المواشي المستوردة لترتيبات مشددة قامت بضبطها وزارة الفلاحة، بداية برسو البواخر المحملة برؤوس القطعان وتحويلها إلى مراكز الحجر الصحي لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 5 أيام، ثم توزيعها على نقاط البيع المباشر للمواطنين عبر ولايات الوطن، مع الحرص على ضمان المراقبة الصحية والأمنية من قبل الهيئات والمصالح المخولة.
كما يتضمن ذات المخطط تحديد حصة كل ولاية من رؤوس الأغنام المستوردة، ضبط كيفية تنظيم نقاط البيع وتاريخ بداية بيع الأضاحي بالتنسيق مع السلطات الولائية التي قامت بتحديد الفضاءات التي ستخصص لعرض الأضاحي المستوردة بأسعار مدروسة بما يلبي تطلعات المواطنين الذين رحبوا بقرار رئيس الجمهورية.
وتم تخصيص 9 موانئ لاستقبال المواشي المستوردة خلال شهري أفريل و ماي، إلى جانب تسخير عشرات الشاحنات لنقلها إلى الحجر الصحي في ظل مراقبة صارمة من قبل الفرق البيطرية التي أجرت فحوصات لرؤوس الماشية للتأكد من سلامتها، على أن تليها فحوصات معمقة تحسبا لانطلاق عملية البيع.
وتستمر ترتيبات استقبال باقي الأضاحي المستوردة تباعا على مستوى الموانئ المعنية، في انتظار استلام حوالي 12 ألف رأس اليوم، ثم 35 ألف رأس أخرى يوم 24 من الشهر الجاري، وصولا إلى استيراد 1 مليون أضحية، وتم تكليف أربع شركات عمومية بالاستيراد وفق دفتر شروط مفصل لتنظيم العملية، من بينها الشركة الجزائرية للحوم الحمراء «ألفيار»، وتم لهذا الغرض إطلاق مناقصة دولية لاستيراد مليون رأس غنم موجهة للذبح.
وينص دفتر الشروط جملة من المعايير، من بينها أن تكون الأغنام المستوردة من سلالة لحمية خالية من العيوب وذكورا فقط، بعمر لا يقل عن ستة أشهر، و بوزن يتراوح ما بين 35 و45 كلغ، كما يلزم المستوردين بتقديم شهادات صحية من بلد المنشأ. لطيفة بلحاج