يجب توسيع التعاون مع موسكو بعيدا عن صفقات السلاح
يحل غدا الأربعاء بالجزائر رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين في زيارة عمل وصداقة تدوم يومين بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة يلتقي خلالها عدد من المسؤولين السامين في الدولة في مقدمتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وقالت مصادر برلمانية أن الزيارة تكتسي أهمية سياسية كبيرة إذ انها تأتي في ظرف سياسي صعب تمر به روسيا في الوقت الحالي بعد تدخلها العسكري في سوريا وما نتج عنه من تداعيات، كما تأتي بعد الرسالة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والتي طلب منه فيها صراحة استعمال خبرته لحل الأزمة السورية، وقال أن الجزائر قوة إقليمية معتبرة يمكن ان تلعب دورا كبيرا في حل مشاكل الشرق الاوسط وعلى رأسها المعضلة السورية.
وحول إمكانية استعانة روسيا بالجزائر لحل الأزمة السورية يقول رئيس لجنة الصداقة الجزائرية الروسية عبد القادر عبد اللاوي أن ذلك غير مستبعد بالنظر للحكمة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية وخبرته الطويلة في حل الكثير من النزاعات الاقليمية، وتسبيقه الحل السياسي على التدخل العسكري دائما، مضيفا أن الحل العسكري أثبت أنه غير ممكن بالنسبة للأزمة السورية التي تدخل عامها الخامس، وأن جميع القوى الدولية والإقليمية اقتنعت مؤخرا أن الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد لحلها.
لكن في مجال التعاون الاقتصادي يرى رئيس لجنة الصداقة الجزائرية الروسية في تصريح «للنصر» أمس أن الجانب الروسي كان يركز دائما على التعاون العسكري وبيع الأسلحة الروسية للجزائر، ما خلق نوعا من عدم التوازن في هذه العلاقة، ويقول محدثنا انه زار روسيا العام الماضي وطلب من رئيس مجلس الدوما العمل على خلق نوع من التوازن في علاقات التعاون لأن الجزائر بإمكانها تصدير العديد من المنتجات نحو روسيا، وكذا تنويع هذه العلاقة نحو مجالات عديدة على غرار البحث العلمي والمجال التكنولوجي والمجال المنجمي خاصة لما للروس فيه من خبرة طويلة وجيدة.
وبحسب محدثنا فإن التعاون المنجمي بين البلدين كان قويا في الستينيات والسبعينيات لكنه انقطع فيما بعد، وعلى هذا الأساس يطالب الجانب الجزائري من الروس توسيع التعاون ليشمل قطاعات أخرى غير التعاون العسكري.
وأبدى المتحدث تخوفه من سياسة تتبعها روسيا حاليا في المجال الغازي بعد مدها أنبوبين نحو أوروبا الشيء الذي يؤدي بطريقة غير مباشرة إلى منافسة الجزائر في هذه السوق مستقبلا، وقد يؤدي بها إلى غلق الأبواب في وجه الغاز الجزائري إذا استمرت الحال هكذا، خاصة وأن الروس متطورين أكثر في مجال التنقيب عن الغاز واستعمالاته وقد بلغوا مستوى بعيدا في مجال التنقيب عن الغاز الصخري.
ومن هذا المنطلق يوصي رئيس لجنة الصداقة الجزائرية الروسية بأن تطالب الجزائر دائما من الجانب الروسي بناء على العلاقات التاريخية بينهما بتوسيع التعاون وعدم حصره في الجانب العسكري فقط كما يرغب بذلك الروس، ويقول أن صفقات السلاح وصلت في أوقات معينة الى 12 مليار دولار لكن الجانب الروسي لم يقم مقابل ذلك بتوسيع التعاون إلى مجالات أخرى.
وسيستقبل رئيس مجلس الدوما من طرف مسؤولين سامين في الدولة على رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والوزير الاول عبد المالك سلال وعدد من المسؤولين الآخرين، كما سينشط ندوة فكرية غدا الأربعاء بفندق الأوراسي.
م- عدنان