زيتوني يدعو المجاهدين إلى نبذ التراشق بالتصريحات المتضادة
دعا وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أمس السبت، المجاهدين المتراشقين بالتصريحات حول جوانب من الثورة التحريرية، إلى نبذ هذا التراشق و إلى ضرورة تغليب المصلحة العامة للوطن، و السعي لتكريس الوحدة بين الجزائريين، حتى و إن كان ما تتناقله وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة من تصريحات وتصريحات مضادة بين مجاهدين صنعوا تاريخ الثورة التحريرية، هوـ كما قال ـ إنعكاس لمستوى الديمقراطية التي تعيشها الجزائر، وهو أمر إيجابي حسب الوزير لأن الأسرة الثورية بدأت تتكلم، وأن ما يجمعنا أكبر من الذي يفرقنا فالوضع يستدعي تعزيز الوحدة الوطنية بحسب تعبيره.
أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، خلال لقائه بالأسرة الثورية بمقر منظمة المجاهدين بوهران، أنه يتم حاليا فتح ورشات لإعادة النظر في بعض النصوص القانونية والمراسيم التي لم تطبق أو بها خلل و كذا تنقيح قانون المجاهد والشهيد، من أجل تفعيل بعض البنود التي لم تجسد لغاية اليوم لأسباب مختلفة، و أنه حان الوقت لتطبيقها لتسهيل التكفل بالأسرة الثورية، و من ذلك حسب الوزير المواد 59 و60و61 و62، مشيرا لكل الإنجازات التي جاءت في هذا الصدد لصالح الأسرة الثورية وفق برنامج رئيس الجمهورية الذي ركز أساسا على تحسين وضعية هذه الفئة إجتماعيا ونفسيا، وكذا التكفل بكتابة التاريخ. وفي هذه النقطة، ذكر الوزير بأنه تم لغاية اليوم، تسجيل 13 ألف ساعة من شهادات المجاهدين وذوي الحقوق وكل من شارك في الثورة.
وفي ذات الإطار، طلب الوزير من المجاهدين الإندماج في هذه المنظومة ومواصلة لعب الدور المناط بهم في ترقية وحماية البلاد وعدم الإنزواء والإبتعاد عن الساحة، لأن دورهم في الوقت الحالي ـ كما قال زيتوني ـ يخيف الكثيرين من الذين يريدون المساس باستقرار البلاد.
أما بخصوص الأرشيف، فقال زيتوني أن المفاوضات مع فرنسا تسير في الإتجاه الصحيح ولكن ببطء، وأن القضية ستطرح في بداية 2016 خلال لقاء اللجنة العليا الجزائرية ـ الفرنسية من أجل تسريع وتيرة تسليم أرشيف الثورة للجزائر، ولكن مثلما أضاف، فإن الوزارة لم تنتظر هذه الخطوات من أجل كتابة تاريخ ثورتها حيث أن القاطرة بحسبه، تسير وتتدعم يوما بعد يوم بأرشيف يأتي من بعض الدول العربية ومن مكتبات بعض المجاهدين.
من جانب آخر، أضاف وزير المجاهدين أنه يتم العمل حاليا على إحصاء وضبط ملفات الأجانب الذين شاركوا في الثورة التحريرية بأي شكل من الأشكال، وأنه سيتم الكشف عن القائمة لاحقا عند الإنتهاء من العملية بضبط بطاقية خاصة بهم، لتكون شهادة إعتراف بالأعمال التي قام بها أصدقاء الثورة الذين منهم من يوصي حاليا بأن يدفن بالجزائر. وفي نفس السياق، كشف الوزير عن تلقيه عدة مكالمات من الأجانب الذين شاركوا في الثورة لكي يدفنوا بالجزائر. من جهة أخرى، لم يفوت الوزير الفرصة للقول بأن المجاهدين في فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني لم يتم إستثناؤهم من التعويضات والتسهيلات التي تقوم بها الوزارة فهم جزء من الأسرة الثورية عموما.
وثمّن الوزير أيضا، دور الجيش الشعبي الوطني الذي يحرس البلاد ويحافظ على استقلالها، معرجا على الإنجاز الكبير الذي قام به أفراد الجيش في الحدود الغربية من نزع تام للألغام وتسليم الأراضي للبلديات المعنية لإقامة مشاريع فيها.
للإشارة، سيشرف اليوم وزير المجاهدين على لقاء وطني لمعطوبي حرب التحرير الوطنية بوهران.
هوارية ب
