نفى المدير العام للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، مراد زمالي، أمس الثلاثاء، إمكانية مسح ديون الشباب المستفيدين من قروض في إطار أنساج، ويواجهون صعوبات في تسديدها، باعتبار أن الأمر يتعلق ـ كما قال ـ بأموال الشعب، معلنا عن صدور أحكام قضائية في حق 160 شابا حولوا تلك الأموال عن مسارها.
دعا مدير عام وكالة «أونساج» الشباب المستفيدين من قروض في إطار دعم تشغيل الشباب إلى عدم الانسياق وراء المغالطات، مؤكدا استحالة مسح ديون الذين استفادوا من قروض أنساج لإقامة مؤسسات مصغرة، أو ممارسة أنشطة تجارية ثم عجزوا عن التسديد لأسباب مختلفة، لأن الإجراء يتنافى تماما مع الروح المقاولاتية، مذكرا بأن الأموال التي استفاد منها هؤلاء هي ملك للشعب لذا يجب استردادها، كاشفا بأن عملية تحصيل القروض مكنت من استحداث 2000 مؤسسة جديدة خلال العام 2014، متوقعا أن يترفع العدد إلى 4000 مؤسسة هذا العام، وقلل المصدر من شأن عدد المتابعات القضائية التي طالت الكثيرين، جراء تحويل قروض أنساح عن هدفها، حيث تم إصدار أحكام قضائية في حق 160 شابا، في حين ما تزال ملفات عدة قيد الدراسة على مستوى العدالة.
ونفى مدير وكالة «أونساج» في منتدى يومية المجاهد صحة الانتقادات التي وجهت إلى هذه الصيغة، التي أنتجت حسب بعض المتتبعين مشاريع فاشلة وجرت أصحابها إلى أروقة العدالة، موضحا بأنه في إطار وكالة أونساج تم التمكن من استحداث أزيد من 350 ألف مؤسسة مصغرة، وأن الإخفاق طال 10 في المائة منها إلى غاية نهاية شهر أكتوبر الماضي، بعد أن اضطر صندوق ضمان القروض للتدخل لتسديد الديون لفائدة البنوك، إذ يقوم الصندوق بخرجات ميدانية لمعاينة وضعية المؤسسات المصغرة، لمساعدتها على إيجاد الحلول التي تمكنها من تخطي الصعوبات، في حين نجحت 65 في المائة من تلك المؤسسات في تسديد ديونها بشكل منتظم، أما نسبة 25 في المائة المتبقية فهي عبارة عن مؤسسات تواجه بعض الصعوبات، وهي التي تشكل اهتمام وكالة أوساج وفق تأكيد السيد زمالي، وتتلقى مساعدات لتمكينها من مواصلة النشاط، كالحصول على إعانة أخرى من البنوك، نافيا رفع دعاوى قضائية ضد اصحاب المشاريع الفاشلة.
ووفق المصدر،فإن الوكالة لا تمنح الملايير للشباب، عكس ما يعتقده الكثيرون، مؤكدا بأن 62 في المائة من القروض هي أقل من 3 مليون دج، و24 في المائة منها لا تتجاوز 5 ملايين دج، وأن دراسة الملفات تخضع لتمحيص دقيق، بدليل أنه تم قبول 62 في المائة فقط من مجموع الملفات التي أودعت على مستوى وكالة أونساج، 82 في المائة منها بلغت مرحلة التمويل، وطمأن المصدر بأن إجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة لمواجهة تدهور أسعار البترول، لن تطال هذه الصيغة لتشغيل الشباب، التي تهدف إلى النهوض بقطاعات استراتيجية منها الفلاحة والصناعة والبناء وتكنولوجيا علوم الإعلام والاتصال، وخلق الثروة ومناصب العمل.
و يعد قطاع الفلاحة الأوفر حظا في الحصول على قروض أونساج، إذ من بين 20.469 مشروعا تم تمويله منذ العام 2011، حوالي 5792 مشروعا خص هذا القطاع الاستراتيجي، ما يمثل نسبة 28 في المائة، كما تم توجيه تعليمة إلى الولاة لتمكين شباب أونساج من تنفيذ نسبة 20 في المائة من مختلف البرامج المسطرة، تماشيا مع ما ينص عليه قانون الاستثمار، وتسعى الوكالة من خلال الأبواب المفتوحة التي تنظمها عبر الولايات، لاستقطاب خريجي الجامعات، الذين كانوا يشكلون 7 في المائة فقط من المعنيين بقروض أونساج، قبل أن ترتفع النسبة إلى 23 في المائة سنة 2014، وأكد زمالي على ضرورة تحقيق الهدف الذي سطرته الحكومة، وهو خلق 1 مليون مؤسسة مصغرة للنهوض بالاقتصاد الوطني، وتحقيق التنافسية، في ظل التزام منتدى رؤساء المؤسسات بمرافقة أصحاب المشاريع المصغرة.
لطيفة بلحاج