كشف وزير الإتصال حميد قرين، أمس الثلاثاء، أن إنشاء مجلس أخلاقيات مهنة الصحافة وسلطة الضبط للصحافة المكتوبة، سيكون في غضون السنة الجارية، حيث سيتم إنتخاب 14 صحفيا لتمثيل زملائهم في هذا المجلس الذي
ستكون له صلاحيات ضبط بعض الممارسات التي أثرت سلبا على المهنة.
وأوضح وزير الإتصال، على هامش حضوره بوهران للدورة التكوينية التي تمحورت حول « التعرف على وسائل الإعلام وحق المواطن في المعلومة الصحيحة»، والتي نشطها مدير جريدة الجمهورية بوزيان بن عاشور، أن الوزارة فضلت تمديد فترة الحصول على بطاقة الصحفي المحترف لغاية السنة الجارية، وذلك للسماح بإنخراط أكبر عدد من الصحفيين وكذا من أجل إعطاء فرصة للناشرين لتسهيل مهمة صحافييهم في الحصول على البطاقة، وهذا بتحسين وضعيتهم المهنية والإجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالتأمين، مذكرا أنه يوجد حاليا 4000 صحفي تحصل على البطاقة وهو عدد كافٍ للمرور إلى المراحل اللاحقة من برنامج تنظيم المهنة. وعن المتحصلين على البطاقة من غير الصحفيين، أوضح قرين أنه لحد الآن لا يملك أدلة مادية تكشف هؤلاء المنتحلين لصفة الصحفي، و أن دائرته الوزارية اتخذت إجراءات من شأنها تطهير المهنة من هؤلاء الذين قال عنهم قرين أنهم قلة قليلة جدا لا يجب أن يؤثروا على السير العادي للبرنامج، حيث تم تكليف المفتش العام لوزارة الإتصال للقيام بتحقيقات في هذا الإطار، خاصة وأن بعض الناشرين ـ مثلما أشار قرين ـ متورطون في هذا التزوير لأنهم يمنحون الوثائق المناسبة لغير الصحفيين ليتحصلوا على بطاقة الصحفي المحترف، مؤكد أنه يجري العمل بالتنسيق مع وزارة العمل ، التي أوفدت مفتشين للمؤسسات الإعلامية لكشف هذه التجاوزات.
وأكد قرين في ذات السياق أن الصحافة الجزائرية سليمة وإيجابية، غير أن هناك بعض وسائل الإعلام لا زالت تبحث عن الإثارة والقذف والشتم مستغلة طبيعة الرأي العام الذي خضع خلال العشرية السوداء لهذه التأثيرات، وهو ما سيتم إصلاحه من خلال الدورات التكوينية القاعدية المندرجة ضمن برنامج رئيس الجمهورية و التي تشرف عليها الوزارة ويقدمها مؤطرون من مختلف المؤسسات الإعلامية أو خبراء في الميدان الإعلامي حيث ينتظر أن يتم ـ أضاف ـ ضبط الممارسة الإعلامية في إطار المهنية والإحترافية قبل 2017. وهي نفس الفترة التي حددها الوزير للقضاء على نقاط الظل المرتبطة بالتشويش الذي تتعرض له الإذاعات المحلية خاصة بتداخل تردداتها مع إذاعات أجنبية. وأكد قرين أنه تم استيراد أجهزة متطورة ستسمح بالإزالة النهائية لهذه النقاط في ديسمبر 2016.على صعيد آخر، قال وزير الإتصال أن الحصول على المعلومات الموثوقة من المصادر الرسمية يعتمد على نوعية أسئلة الصحفيين وخلفيات طرحها مشيرا إلى أن المسؤولين ليسوا مجبرين على الإجابة على كل أسئلة الإعلاميين خاصة إذا كان لهذه الإجابات انعكاسات سلبية على أمن وإستقرار الوطن. ووجه قرين رسالة لمستمعي الإذاعات ولمشاهدي القنوات التلفزيونية وقراء الجرائد، بأن يستهلكوا المعلومات والأخبار الموثوقة لما فيها من إيجابيات على حياتهم وعلى التنمية الوطنية وأن يتفادوا الإنسياق وراء الأخبار الخاطئة التي تعود على الجميع بالسلب، مبرزا أيضا أن الصحافة تختلف عن باقي المهن كون الصحفي المحترف قد لا يرتبط بالإدارة وبمسؤوليه بصفة متواصلة، بل يستطيع التحرر من هذه الإرتباطات العلائقية بفضل قلمه الذي يكون متميزا محترفا يسمح له بفرض نفسه، معرجا في ذات السياق للحديث عن بعض الصحفيين الذين يقبلون كما قال، العمل في أوضاع مزرية خاصة في القطاع الخاص فهؤلاء حسب قرين لديهم قابلية لتقبل هذه الأوضاع.وفي رده على سؤال حول مهمة المكلفين بالإعلام على مستوى المؤسسات والإدارات وعدم تجاوبهم بصورة جيدة مع متطلبات الصحفيين، أجاب قرين أن المكلف بالإعلام غالبا ما يجد نفسه في موقف حرج إزاء الصحفيين، لأنه في معظم الأوقات لا يملك المعلومة أو لا يكون مخولا بكشفها للإعلام وقال الوزير في رده على سؤال يتعلق بالإعتداءات والممارسات التي يتعرض لها الصحفيون المختصون في الرياضة، أنه اتصل بوزير الرياضة من أجل إعطاء تعليمات لمسؤولي قطاعه لتسهيل مهمة الصحفيين داخل الملاعب ومع المدربين و رؤساء الأندية.
هوارية ب