فوضــى في بيـت المركزيــة النقابيــة
تحّول التجمع النقابي الذي نظمته الأمانة الوطنية للاتحاد العام للعمال الجزائريين أمس بدار الشعب مقر الاتحاد إلى فوضى حقيقية بعد دقائق فقط من بدايته، ما دفع المنظمين إلى الانسحاب بعدما غزا نقابيون وعمال المنصة التي كان من على متنها الطيب حمارنية مسؤول التنظيم يلقي كلمته.
نظمت الأمانة الوطنية للاتحاد العام للعمال الجزائريين أمس تجمعا لنقابيي ولايات الوسط بدار الشعب مقر الاتحاد بالعاصمة من أجل تقديم دعم ومساندة معنوية للأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد الذي يتعرض في المدة الأخيرة لحملة من طرف بعض الجهات، لكن جرت الرياح بما لم تشته سفن أعضاء الأمانة الوطنية خاصة منهم مسؤول التنظيم الطيب حمارنية الذي أشرف على اللقاء.
فمباشرة بعد أخذه الكلمة وبداية حديثه عما أسماه أصوات ناعقة تنطق من هناك وهناك وتدعي أن المركزية النقابية باعت البلاد وهي تسير بها نحو الهاوية وفرطت في العمال ثم بدأ يدافع عن الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد حتى انفجرت القاعة ضده خاصة عمال شركة النقل الحضري للعاصمة وعمال البلديات وغيرهم الذين كانوا ينتظرون خطابا عن المشاكل التي يعانون منها والمطالب التي لم تلبى بعد.
و بعدها مباشرة اقتحم عدد كبير من النقابيين المنصة التي كان يوجد بها حمارنية وعدد من الإطارات النقابية لتعم بعد ذلك فوضى كبيرة ما دفع بقيادات المركزية النقابية إلى الانسحاب وإلغاء التجمع وشرع بعدها الحضور في مغادرة القاعة.
وكان اللقاء في الأصل مخصصا للدفاع عن الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد الذي طالبت جهات خاصة من التيار الإسلامي بمحاكمته بتهمة سب الدين الإسلامي في اللقاء الخاص الذي أعلن فيه عن إطلاق القرض الاستهلاكي قبل أسابيع لكن الأمانة الوطنية قالت أنه لقاء جهوي عادي من أجل التحسيس والتعبئة بينما قال نقابيون حضروا اللقاء انهم لم يكونوا على علم بالمغزى من حضورهم وأنهم كانوا يعتقدون أن اللقاء مخصص لطرح مشاكل العمال والنقابيين بصورة عامة، وليس للدفاع عن الأمين العام وهو ما أثار سخطهم ودفعهم للتعبير عن الرفض.
وعلى جدران قاعة دار الشعب رفعت لافتات كتب عليها « كلنا سيدي السعيد»، « عبد المجيد سيدي السعيد رمز من رموز الاتحاد العام للعمال الجزائريين»، « لا للمساس بالرموز كفى تهويلا» وغيرها من اللافتات التي تدافع عن الأمين العام كما لبس مناصرون لسيدي السعيد أيضا أقصمة عليها عبارات» كلنا سيدي السعيد» وفي الوقت الذي انتقد فيه نقابيون قيادة المركزية النقابية وعلى راسها عبد المجيد سيدي السعيد واتهموها بالتقصير في الدفاع عن حقوقهم، دافع البعض الآخر عنه وقالوا أنه كان يتدخل في كل مرة لإنصاف العمال المطرودين وغيرهم.
وقد استغل النقابيون والإطارات الذين حضروا اللقاء للتعبير عن سخطهم عن المستوى الذي وصلت إليه المركزية النقابية في مجال الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة وعن مصالح البلاد بصورة عامة، كما كانت المناسبة فرصة لهم للتذكير بالمطالب التي لم تلبى بعد خاصة منهم عمال شركة النقل الحضري للعاصمة.
لكن الأمين الوطني المكلف بالعلاقات العامة أحمد قطيش قلل مما حدث وقال أن اللقاء كان لقاء جهويا مثل لقاءات أخرى في الشرق والغرب وقد خصص للحديث عن التعبئة والتحسيس والتحضير لإحياء الذكرى الستين لإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، مضيفا في تصريح «للنصر» أمس أنه من الطبيعي أن يعبر النقابيون عن دعمهم للأمين العام.
وعن الفوضى التي عمت القاعة أوضح أن عمال شركة النقل الحضري للعاصمة هم من قام بها لأن بعضا من مشاكلهم لم تحل بعد.
محمد عدنان