قررت شركة سوناطراك سحب الحفارة من موقع الحفر بعين صالح، بعد مفاوضات ماراطونية بين إدارة الشركة والسلطات المحلية، حيث قام المعتصمون الذين يحاصرون البئر التجريبي، بإزالة الخيم التي كانت تعيق تحرك الشاحنات التابعة للشركة لنقل الحفارة.
و وصف ناشط في الحركة المناهضة لاستغلال الغاز الصخري الخطوة بـ»الايجابية»، وكشف عن اجتماع يعقد اليوم لكشف تفاصيل المذكرة التي سلمت إلى رئاسة الجمهورية لوقف عمليات استكشاف الغاز الصخري. كشف عبد القادر بوحفص الناشط في الحركة المناهضة لاستغلال الغاز الصخري، بان شركة سوناطراك قامت بسحب الحفارة التي استعملت لحفر الآبار الاستكشافية في منطقة غور محمود بعين صالح، وقال في تصريح للنصر بان القرار جاء بعد مفاوضات استمرت عدة أيام بين الشركة وممثلين عن المحتجين، والسلطات المحلية، أفضت إلى اتفاق يقضي برفع الحواجز التي أقامها المحتجون على طول المسلك المؤدى إلى الموقع، وهو ما سمح بسحب الحفارة. واعتبر عبد القادر بوحفص، قرار سوناطراك بـ»الايجابي» في انتظار قرارات أخرى وخاصة وقف عملية الاستكشاف والتكسير الهيدروليكي، وقال بوحفص «بالنسبة لنا قرار سوناطراك مؤشر ايجابي لكن هذا لا يعني بان كل شيء انتهي ما دام لم نحصل على تصريح رسمي من الشركة أو مسؤولي وزارة الطاقة بوقف الاستكشاف لن نتراجع عن الاحتجاجات».
وأوضح المتحدث، بان القرار النهائي بشان الخطوات المستقبلية سيتم اتخاذها عقب الاجتماع المقرر اليوم بعين صالح، لكشف تفاصيل المذكرة التي سلمها وفد يمثل المحتجين لمصالح رئاسة الجمهورية، والتي تتضمن طلبا بوقف عملية الاستكشاف مدعومة بلائحة تحمل توقيع أكثر من 50 شخصية وطنية أعلنوا دعمهم لموقف المناهضين لاستغلال الغاز الصخري.
وطالب سكان عين صالح في الوثيقة المسلمة لرئيس الجمهورية، بوقف كل الأشغال الجارية في منطقة غور محمود، التي تبعد 35 كيلومتر عن مدينة عين صالح، إلى حين إجراء كل الدراسات والبحوث التقنية بشأن الآثار المحتملة على البيئة والمياه الجوفية، كما طالبت بإزالة ومعالجة كل النفايات والمياه الملوثة المستخدمة في البئر الاستكشافي الأول الذي دشنه وزير الطاقة، وجدد المناهضون لاستغلال الغاز الصخري رفضهم لاستكمال عملية التكسير الهيدروليكي على مستوى البئر الثاني.
وقال بوحفص، بان الاحتجاجات لا تزال مستمرة ولم تتوقف حتى بعد قرار سوناطراك سحب الحفارة، مشيرا بان اللجنة المشكلة لتسيير الاحتجاجات قررت الدعوة لتجمع حاشد يوم الثلاثاء 24 فيفري المقبل بمناسبة الاحتفال بذكرى تأميم المحروقات، مشيرا بان اللجنة تتمنى صدور قرار ايجابي بمناسبة هذه الذكرى، نافيا أي علاقة للحركة الاحتجاجية لسكان المنطقة بالدعوات التي وجهتها تنسيقية الانتقال الديموقراطي، وقال بان الحركة بعيدة عن الحسابات السياسية ولن تسمح برفع شعارات سياسية في كل التجمعات أو المسيرات التي ستدعو إليها.
كما دعت ما يسمى «اللجنة الشعبية لمناهضة الغاز الصخري» إلى وقفة يوم الثلاثاء صباحا بساحة الشعب بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات للاحتجاج سلميا على الغاز الصخري، وذلك تزامنا مع الاحتفالات الرسمية التي ستجرى في حاسي مسعود.
أنيس نواري
