نفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أمس الأحد، الاستعانة بخبراء فرنسيين لإصلاح المنظومة التربوية، موضحة بأن كل ما هو موجود مجرد تنسيق وتعاون مع الطرف الفرنسي لا غير، في حين أن كل أعضاء اللجنة الوطنية لإصلاح البرامج هم جزائريون، متوعدة بإقصاء طلبة أقسام النهائي من اجتياز البكالوريا في حال التمادي في الغيابات بعد أن يتلقوا ثلاثة إعذارات متتالية.
رفعت وزيرة التربية نورية بن غبريط اللبس عمّا أشيع بخصوص لجوئها إلى خبراء فرنسيين لإتمام الجيل الثاني من الإصلاحات التربوية، موضحة في تصريح إذاعي، بأن ما قيل غير صحيح، وأن هيئتها تعمل في إطار التعاون مع الخبراء الأجانب، على غرار ما كان معمولا به من قبل، ففي سنة 85 كانت وزارة التربية تتعاون مع أكثر من 50 جنسية، في حين أن التنسيق مع الخبراء الفرنسيين يتم فقط في مجالات محددة، منها بعض الطرق المنهجية في عملية الإصلاح وتحسين الأداء المهني في بعض التخصصات، فيما تتولى اللجنة الوطنية لإصلاح البرامج التي تضم 200 خبير، مسؤولية إنجاز الجيل الثاني من الإصلاحات، مذكرة بأن التعاون يتم مع دول عدة على غرار بريطانيا وفرنسا وحتى تونس. وأكدت الوزيرة في سياق متصل، جاهزية كل الظروف والوسائل الخاصة بتنظيم الامتحانات الوطنية، على أن تقوم في اللقاء الذي تعقده اليوم مع مدراء التربية بتقديم التوجيهات، وكذا التحضير للدخول المدرسي المقبل، واصفة ظاهرة هجر مقاعد الدراسة من قبل المرشحين لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا بالأمر غير العادي، لأن القانون يفرض على الطالب دراسة الفصول الثلاثة بانتظام لاجتياز البكالوريا، معلنة عن اتخاذ تدابير صارمة في حق المتغيبين، من خلال استدعاء أوليائهم، من طرف مدراء المؤسسات التعليمية، وفي حال تكرار الغياب توجه إعذارات للطالب، و إذا تكرر الغياب بعد الإعذار الثالث يقصى الطالب من اجتياز هذه الامتحانات و لا يمكن إعادة اجتيازها في السنة الموالية من خلال الدراسة النظامية. و ذكّرت الوزيرة بأن شهادة البكالوريا تتويج لمسار دراسي كامل، وليس مجرد فصل أو فصلين، مشددة على ضرورة اجتياز امتحان التربية البدنية خلال السنة، وفي حال عدم الالتزام بذلك فإن العلامة ستكون صفرا، مبدية قلقها لوجود إفراط في طلب الإعفاء من اجتياز هذه المادة، التي تعد أساسية.
وفي تبريرها لظاهرة التغيّب عن أقسام الدراسة بمجرد بداية الفصل الثالث من طرف طلبة السنة الثالثة ثانوي، قالت بن غبريط إن المسؤولية يتحملها الجميع، مشيرة إلى أن شعور التلميذ بالارتياح تجاه مستوى التحصيل العلمي يشجعه على الحضور، رغم ميل معظمهم إلى الدروس الخاصة. و اعتبرت أن الظاهرة تخص على وجه التحديد المعيدين، في حين يظهر المرشحون الجدد أكثر انضباطا والتزاما بإتمام البرنامج الدراسي.
وبشأن الملف المتعلق بإصلاحات الجيل الثاني، قالت الوزيرة إنها تهدف إلى التكيف مع القانون التوجيهي للتربية الصادر سنة 2008، قبل الشروع بداية من العام القادم في إقحام كتب جديدة لفائدة أقسام الأولى والثانية ابتدائي، وكذا الأولى متوسط، معلنة عن إطلاق حملة شرح لفائدة الشركاء الاجتماعيين، حيث التقت أمس الأحد، ممثلين عن النقابات وأولياء التلاميذ. وأكدت بن غبريط بأن الشروع في تقليص مدة إجراء امتحانات شهادة البكالوريا من 5 إلى 3 أيام سيكون بداية من السنة المقبلة، حيث يتم حاليا دراسة عدد من الفرضيات، منها إجراء امتحانات مسبقة في بعض المواد، أو تقليص الحجم الساعي لامتحانات بعض المواد، أو إدراج مواد في المراقبة المستمرة.
مسابقة توظيف الأساتذة نهاية أفريل
وأعلنت بن غبريط عن إجراء مسابقة توظيف الأساتذة نهاية أفريل المقبل، إذ سيتم نشر برنامج المسابقة والتخصصات المعنية بداية من يوم غد على الموقع الإلكتروني للوزارة، مبررة فتح أزيد من 28 ألف منصب، بفتح 243 ابتدائية جديدة فضلا عن 107 متوسطات، و138 ثانوية، وسيخصص أزيد من 17 ألف منصب للابتدائي، من أجل تغطية النقص في التأطير، الناجم أيضا عن خروج أزيد من 12 ألف أستاذ إلى التقاعد المسبق، مقابل 2000 أستاذ سيحصلون على التقاعد العادي، مذكرة بأن المسابقة ستكون كتابية، من أجل ضمان عنصر النوعية، نافية إمكانية فتح نفس عدد المناصب سنويا، لأن ذلك يخضع إلى حجم الاحتياجات. وطمأنت وزيرة التربية طلبة البكالوريا باستكمال استلامهم بطاقة التعريف البيومترية قبل نهاية شهر أفريل المقبل، في حين سيكتفي تلاميذ الرابعة متوسط بإظهار بطاقة التعريف العادية، موضحة بأن الأمر يتعلق بأزيد من 800 ألف مرشح لهذه الامتحانات المصيرية، لذلك قررت وزارة الداخلية إعطاء الأولوية لهذه الشريحة.
لطيفة/ب
