قضت مفرزة للجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي لتيزي وزو، على 3 إرهابيين، فجر أمس السبت، إثر كمين تبعته عملية تمشيط بغابة سيد علي بوناب بالقرب من بلدية تادمايت. ويتعلق الأمر بـ 3 مجرمين خطيرين، من بينهم المدعو «ب.خذير» كان قد إلتحق بالجماعات الإرهابية سنة 2008، وإرهابي آخر مُختص في المتفجرات. ومكنت العملية من استرجاع مسدسات رشاشة وكمية من الذخيرة ومُعدات تفجير. وجاءت العملية بعد يومين من عملية أمنية بنفس الولاية أدت إلى مقتل انتحاري بمنطقة معاتقة، كان يستعد لتنفيذ عملية انتحارية تستهدف مقر أمن الدائرة.
تواصل قوات الجيش ومختلف الوحدات الأمنية، عملياتها النوعية ضد المجموعات الإرهابية في مناطق مختلفة من الوطن، حيث تمكنت قوات الجيش فجر أمس من القضاء على ثلاثة إرهابيين، وذكرت وزارة الدفاع الوطني، في بيان لها، أن مفرزة للجيش في تيزي وزو قضت على ثلاثة إرهابيين، إثر كمين تبعته عملية تمشيط بغابة سيد علي بوناب بالقرب من بلدية تادمايت.
و أضافت الوزارة في بيانها، أن الأمر يتعلق بثلاثة مجرمين خطيرين، من بينهم المدعو «ب.خذير» كان قد إلتحق بالجماعات الإرهابية سنة 2008 بغابة سيد علي بوناب، وإرهابي آخر مُختص في المتفجرات. وأضاف البيان أن «العملية التي لا تزال متواصلة مكنت من استرجاع ثلاثة (03) مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وستة (06) مخازن ونظارة ميدان وكمية من الذخيرة ومُعدات تفجير وثلاثة (03) هواتف نقالة وأغراض مختلفة».
وجاءت العملية، يومين بعد إعلان وزارة الدفاع القضاء على انتحاري بمنطقة معاتقة في تيزي وزو، قالت مصادر أمنية أنه كان يستعد لتنفيذ عملية انتحارية تستهدف مقر أمن الدائرة معاتقة، حيث تمكنت قوات الجيش من محاصرة الإرهابي والقضاء عليه واسترجاع قنبلة يدوية وحزام ناسف، و ساعدت يقظة المواطنين بالمنطقة في القضاء على هذا الإرهابي.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع الوطني، فإن مفرزة تابعة للجيش الوطني الشعبي قضت بالتعاون مع عناصر الأمن الوطني وبفضل استغلال معلومات مقدمة من طرف مواطنين على الإرهابي في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، ومكّنت العملية من استرجاع مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف وقنبلة يدوية وحزام ناسف ونظارة ميدان وكمية من الذخيرة.
وتظهر العمليات الأمنية والتي وصفت بـ «النوعية» والتي سمحت بالقضاء على إرهابيين في مناطق مختلفة من الوطن في الفترة الأخيرة، نجاعة العمل الاستخباراتي الذي تقوم بها الجهات المختصة لتعقب الإرهابيين، وإجهاض مخططاتهم، لكنها تظهر في الوقت ذاته، سعى التنظيمات الإرهابية لإعادة التموقع في الجنوب ومنطقة القبائل، وتنفيذ عمليات استعراضية، واستهداف منشآت حيوية على غرار الهجوم الأخير الذي استهدف منشأة نفطية بالقرب من ولاية المنيعة، وأكثر من ذلك فإن حصول الإرهابيين على تجهيزات متطورة على غرار صواريخ «ستنغر» التي كانت بحوزة الإرهابيين في منطقة قمار، مؤشر على أن الخطر الإرهابي القادم من الحدود، قد يتطلب جهدا أمنيا مضاعفا لمواجهة أي طارئ.
فخلال أقل من عشرة أيام، تمكنت قوات الجيش، من القضاء على تسعة إرهابيين بولاية الوادي، بالإضافة إلى مسلحين آخرين بمناطق مختلفة من الوطن، كما تمكنت من إحباط هجوم على قاعدة نفطية، كان يمكن أن تكون له عواقب وخيمة، خاصة وأن أي هجوم جديد على صناعة النفط في البلاد، قد يمثل ذريعة لانسحاب الشركات الأجنبية ، وهو الهدف الذي يسعى لتحقيقه الإرهابيون من خلال تركيزهم على ضرب مصالح الدول الأجنبية في الصحراء.
جاهزية مستمرة لصد التهديدات الإرهابية
وكان الرئيس بوتفليقة، قد عقد الأحد الماضي، مجلسا مصغرا خصص أساسا للوضع في المنطقة، بحضور وزراء، ومسؤولين، وتوج الاجتماع، بأوامر رئاسية تخص أساسا المجال الأمني و الإنساني والدبلوماسي من شأنها أن تمكن بلادنا من مواجهة هذا الوضع في ظل احترام مبادئها الأساسية والحفاظ على مصالحها الوطنية». وركز البيان الصادر عقب الاجتماع، على التدابير التي تخص الوضع الأمني، والإجراءات المتخذة لإجهاض مخططات الإرهابيين وإفشال محاولات تهريب السلاح وإمداد الجماعات الإرهابية بأسلحة نوعية. أما الشق الثاني من توجيهات الرئيس، فتتعلق بالوضع الإنساني، عبر مخطط لمواجهة أي تدفق للنازحين بسبب الأوضاع المضطربة في الدول المجاورة، إلى جانب الدور الدبلوماسي، والذي كان ضمن تعليمات الرئيس، بغية تكثيف الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر، بالأخص في ليبيا لمنع التدخل العسكري وتجنيب المنطقة آثار مدمرة أخرى. وقبل ذلك كان الرئيس قد دعا الجزائريين، للتجنّد والتحلي باليقظة من أجل الحفاظ على سلامة البلاد.
وتظهر العمليات الأمنية الأخيرة، بأن الجماعات الإرهابية، تسعى لتنفيذ عمليات استعراضية، لتحقيق أهداف عديدة، أولها جلب الصدى الإعلامي، وثانيا الظهور في ثوب المجموعات التي لا تزال تنشط على الأرض، بعد سنوات من الإخفاق والتراجع بفعل السياسة الأمنية الحازمة التي اعتمدتها الجزائر على مدار الثلاث سنوات الأخيرة، والتي كانت وراء تراجع نشاط الجماعات الإرهابية بشكل كبير بعد التضييق عليها من خلال توجيه ضربات قوية متتالية في معاقلها أضعفتها وفككتها بشكل شلّ نشاطها. كما نجحت وحدات الجيش في منع تسلل الجماعات الإرهابية الناشطة في الدول المجاورة.
وتشير كل المعطيات إلى أن وحدات الجيش جاهزة، وعلى أتم الاستعداد لمواجهة الخطر الإرهابي القادم من الحدود، أو المجموعات الناشطة محليا، حيث قامت القيادة العسكرية بتعزيز الوحدات المنتشرة على الحدود، وفي عمق الصحراء، بمدافع وأسلحة ثقيلة ودبابات، وتم استنفار القوات البرية والجوية على طول الشريط الحدودي مع ليبيا ومالي، وتكثيف عمليات الاستطلاع البري والجوي.و قامت قيادة الجيش بتجهيز القوات الموجودة على الحدود بكل اللوازم والمعدات القتالية لمواجهة أي طارئ.
أ ـ ن