الجـــزائـــر تقدمـــت بـ 70 شكوى إلى إسبانيـــا تخـــصّ التشويـــش الإذاعي
كشف وزير الاتصال، حميد قرين، أمس الاثنين، أن الوكالة الوطنية للذبذبات تقدمت بـ 70 شكوى للسلطات الاسبانية في الفترة بين سنتي 2011 و 2014 تخص التشويش على القنوات الإذاعية الجزائرية، وكانت 55 بالمائة من الاجابات- أي 39 شكوى- التي تلقتها من الطرف الإسباني في صالح الجزائر، وقال أن الوسائل التكنولوجية المسخرة اليوم ستسمح للجزائر بالانتقال من وضعية المتلقي إلى وضعية المصدر لثقافتها نحو الخارج.
و أوضح وزير الاتصال حميد قرين خلال الزيارة التي قادته أمس إلى مركز البث الإذاعي والتلفزي بأولاد فايت بالعاصمة، أن الإدارة الاسبانية المختصة اعترفت بتأسيس الشكاوى التي تقدم بها الطرف الجزائري في هذا المجال، وكانت 55 بالمائة من الشكاوى في صالح الجزائر، أي ما يعادل 39 شكوى، وقامت على إثر ذلك بغلق 17 محطة إذاعية إسبانية، وأشارت الردود الايجابية التي أوردتها السلطات الإسبانية في هذا الشأن كذلك أن 24 بالمائة من الشكاوى تخص محطات إذاعية اسبانية تبث بطرق غير قانونية هي التي تقف وراء التشويش على المحطات الإذاعية الجزائرية، وعليه باشرت إجراءات قضائية ضد هذه المحطات الإذاعية التي تبث بعيدا عن معايير و نظام البث الإذاعي المتعارف عليه.
أما بالنسبة لـ 19 بالمائة من الشكاوى التي تقدم بها الطرف الجزائري، أي 13 شكوى- فلم تعترف بها السطات الإسبانية المختصة لحد الآن، وقالت أن 13 بالمائة من الشكاوى تخص محطات إذاعية غير محددة الهوية من طرف الإدارة الإسبانية المختصة، وعليه تبقى هذه الشكاوى تنتظر الاجابة من الطرف الإسباني.
و شدّد وزير الاتصال بالمناسبة، على أن هذا العمل الذي تقوم به الوكالة الوطنية للذبذبات «سيتواصل حتى تحقيق نسبة صفر تشويش على المحطات الإذاعية الوطنية»، و أن المستمعين الجزائريين سيتخلصون من الاعتداء الحاصل عبر الموجات، بينما أشار القائمون على مركز البث الإذاعي والتلفزي أن الإجراء المتبع الخاص بإيداع شكاوى يأخذ وقتا طويلا، و هو معقد قبل الحصول على أي إجابة أو نتيجة، مبدين استعدادهم لمواصلة العمل في هذا الاتجاه من أجل إيداع أكبر عدد ممكن من الشكاوى خاصة بعد حصول المركز على وسائل تقنية مناسبة تمكنه من أداء هذه المهمة.
وبعد الانتهاء من المحطات الاسبانية سيتم التوجه نحو المحطات الإذاعية الإيطالية يقول مسؤولو مركز البث الإذاعي والتلفزي، بينما شدد حميد قرين على ضرورة الانتهاء نهائيا من هذا المشكل مع نهاية سنة 2016 الجارية.
من جهة أخرى، تحدث وزير الاتصال عن برنامج إعادة تأهيل وتقوية البث الإذاعي الوطني عبر الموجات المتوسطة الذي سينتهي في فيفري من سنة 2017، وقال بهذا الخصوص « بفضل هذا البرنامج فإن الإذاعة الوطنية ستغطي كامل جنوب الوطن وحتى منطقة الساحل وبلدان أفريقية»، مشيرا في السياق إلى محطة بشار التي كانت تعاني من تشويش آت من دول مجاورة بدأت في التحسن في المدة الأخيرة وهي اليوم مسموعة من مواطني الولاية و مناطق مجاورة، كما سيتم دعم محطات ورقلة، عين أمناس وتندوف بوسائل متطورة.
كما أكد الوزير أن هذا البرنامج الذي يعد في صلب استراتيجية قطاع الاتصال سيسمح بتحقيق خطوة كبيرة في مجال إدخال التكنولوجيات الحديثة، ومن الناحية السياسية فالأمر يتعلق بالحفاظ على السيادة الوطنية ونشر الصورة الحقيقية للجزائر- يشدد الوزير.
وفي تصريح له على هامش الزيارة أكّد حميد قرين على أنه ومنذ تعيينه في منصبه أطلق مشروعا لعصرنة وضمان احترافية الصحافة الوطنية، عبر تقوية ودعم مركز البث الإذاعي والتلفزي، ودعم الإذاعة الوطنية لدعم الصوت القوي للدبلوماسية الجزائرية، وهو ما سمح بإبراز وتصدير النموذج الثقافي والاقتصادي والاجتماعي الجزائري للخارج، ومن هنا سنتمكن – يضيف المتحدث – من المرور من وضعية المستقبل إلى وضعية المصدر لثقافتنا لأننا نملك الكثير من الأشياء التي يجب تثمينها، مضيفا « سياستنا تكمن في تحقيق يقظة تكنولوجية حتى نساير عصرنة التجهيزات والمنشآت الإذاعية والتلفزيونية».
وخلال الزيارة توقف الوزير عند المعدات التكنولوجية المتطورة التي جلبها مركز البث الإذاعي والتلفزي والتي ستدخل الخدمة بعد شهر ونصف الشهر، وستمكن المركز من ضمان بث ونقل برامج جيدة النوعية، كما سترفع من قدرته على البث إلى حدود 15 قناة تلفزيونية و90 قناة إذاعية، وعليه سيكون بمقدور المتلقي الجزائري سماع قنوات إذاعية ومشاهدة قنوات تلفزيونية جزائرية في أحسن نوعية و في راحة تامة، كاشفا في أن معدل بث البرامج التلفزيونية الرقمية يصل الآن إلى 85 بالمائة وسيكون في حدود 100 بالمائة بعد عامين فقط.
م- عدنان
