6 و 15 سنـــة لمتهمين بالإنخـــراط في "جبهــة النصرة"
قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، أمس الأول، بالسجن النافذ لمدة 15 سنة و 6 سنوات في حق شخصين من ولاية سطيف، اتهما بالانخراط في جماعة «جبهة النصرة» بسوريا، إلى جانب شخص ثالث توفي بإحدى المعارك هناك. و حسب ما دار في جلسة المحاكمة، فإن مصالح الأمن بمدينة عين عباسة بولاية سطيف، تحصلت على معلومات تفيد بقيام المتهم الرئيسي في القضية «م.ب» 40 سنة، صاحب محل لبيع قطع الغيار، بالإشادة بالأعمال الإرهابية بسوريا، وذلك من خلال عرضه مجموعة من الفيديوهات التي تدعو الشباب إلى الالتحاق بالجماعات المسلحة لمحاربة النظام السوري، و قد تمكن أعوان الأمن لدى مداهمتهم محل المتهم، من حجز جهاز إعلام آلي يحتوي على الفيديوهات المذكورة، إلى جانب مخططات تبين طريقة صنع المتفجرات.كما بين التحقيق أن المتهم «م.ب» تمكن في شهر مارس 2014، من السفر نحو العاصمة التركية إسطمبول و منها باتجاه الحدود التركية السورية، وتحديدا إلى مدينة أنطاكيا رفقة شابين من عين عباسة و هما «ر.ذ» و»ج.خ»، وذلك بغرض إيصالهما لجماعة «جبهة النصرة» للقتال في صفوفها، غير أن المدعو «ر.ذ» عاد في اللحظات الأخيرة، بينما استطاع «م.ب» عبور الحدود رفقة «ج.خ» ثم العودة بمفرده.المتهم الأول «م.ب» و أثناء استجوابه من قبل هيئة المحكمة نفى كافة التهم المنسوبة إليه، مؤكدا أنه توجه نحو تركيا من أجل السياحة فقط، و برفقته المدعو «ر.ذ»، نافيا صلته بالجماعات المسلحة هناك، كما صرح أن الفيديوهات التي عثر عليها بجهاز الإعلام الآلي الذي يملكه، لا تخصه كونه اقتنى جهازا مستعملا من السوق، كما أنكر المتهم الثاني «ر.ذ» 30 سنة الذي كان يشتغل كعامل متعاقد ببلدية سطيف، نية الانضمام إلى الجماعات المسلحة بسورية، و قال أن الغرض من سفره إلى تركيا هو السياحة أيضا، غير أن قاضي الجنايات واجههما بوثائق السماح بالمرور التي سلمت لهما من طرف أفراد «جبهة النصرة» على الحدود السورية التركية.أما المتهم الثالث في القضية، فقد أكد والده الذي استدعي كشاهد، أنه توجه شهر مارس سنة 2014 نحو تركيا من أجل السياحة قبيل الذهاب لأداء مناسك العمرة، غير أن أخباره انقطعت منذ تلك الفترة، قبل أن يتلقى اتصالا من دولة سورية أخبر فيه أن ولده توفي خلال إحدى المعارك، لتعرض بعد ذلك صور جثته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و بإحدى القنوات التلفزيونية الجزائرية الخاصة، كما صرح الشاهد أن الأصداء المتداولة بمدينة عين عباسة، تؤكد أن ولده دخل التراب التركي رفقة كل من «م.ب» و»ر.ذ».من جهته، أوضح ممثل النيابة العامة خلال مرافعته أن نية الانضمام إلى الجماعات المسلحة قائمة، بدليل ما حجزته مصالح الأمن، مطالبا بضرورة الحذر من هؤلاء الأشخاص لكونهم يشكلون خطرا على باقي الشباب، حيث التمس تسليط عقوبة السجن النافذ بـ 20 سنة في حق المتهم «م.ب» و لمدة 12 سنة نافذة لـ «ر.ذ»، قبل أن يصدر القاضي حكما بسجن المتهم الأول بـ 15 سنة عن جناية النشاط و الانخراط في الخارج في منظمة إرهابية و إعادة طبع و نشر مطبوعات و تسجيلات تشيد بالأفعال الإرهابية، كما سلط عقوبة السجن بـ 6 سنوات في حق المتهم الثاني، عن جناية النشاط و الانخراط في الخارج في منظمة إرهابية، و هو المنطوق الذي رفضه أهل المتهمين، ما تسبب في نشوب فوضى داخل مبنى مجلس قضاء قسنطينة و استدعى تدخل أعوان الأمن و الموظفين لتهدئة الوضع.
عبد الله ـ ب