رفض وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، الردّ على التصريحات التي أطلقها رجل الأعمال يسعد ربراب، الذي اتهم السلطة بعرقلة مشاريعه في الجزائر، وقال بوشوارب: «نحن منشغلون حاليا باستراتيجية الدولة لخلق الثروة وتوفير مناصب شغل وليس بالشكاوى، والسياسة نتركها للآخرين». واعتبر المسؤول الأول عن قطاع الصناعة أن رغبة الحكومة في تنويع شركائها الاقتصاديين لا تعني بالضرورة أنها قامت بتغيير محاورها وليست موجهة ضد فرنسا.
وأكد وزير الصناعة، في تصريح للصحافة على هامش المؤتمر الاستثنائي، للأرندي، بفندق الأوراسي، بأن الدولة باتت متفتحة على الاستثمار بعد التحرر من سلطة الإدارة التي كانت تقيد هذا الاستثمار، وقال بأن قانون الاستثمار الجديد الذي يتواجد على مستوى اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، ينص على إلغاء تحكم الإدارة في الاستثمار، وينهي بذلك العراقيل التي سجلت في وقت سابق على مختلف المشاريع الاستثمارية. وأشار وزير الصناعة إلى أن الدولة تعمل على مساعدة المستثمرين الجزائريين جميعهم للنهوض باقتصاد البلاد وخلق الثروة ومناصب الشغل.
وقال بوشوارب أنه يتوجب على الراغبين في الاستثمار عدم التحجج لأن هناك تسهيلات والاستثمار حر. ورفض الوزير الاتهامات المقدمة من ربراب بشأن تعطيل مشاريعه، مضيفا أنه يرفض التشخيص، لأنه يفضل الحديث عن المستثمرين الذين سيلتقيهم بغليزان والذين سيوفرون 12 ألف منصب شغل، وفي بشار في مجال الإسمنت وزهانة وسيقوس.
وقال وزير الصناعة والمناجم، إن مستقبل الصناعة ببلادنا واعد، وذلك بالنظر إلى عدة عوامل، منها الإسمنت والحديد والصلب، واللذان ستحقق البلاد السنة المقبلة اكتفاءها الذاتي منهما لتتجه نحو التصدير، مضيفا بأن هذه الحركية دفعت معدل النمو في القطاع الصناعي إلى تسجيل تحسن ملحوظ حيث بلغت نسبة النمو 4.7 بالمائة. واعتبر بوشوارب أن عجلة الاقتصاد الوطني بدأت تتحرك تدريجيا، مشيرا إلى مركبات الصناعات الميكانيكية بقسنطينة، رويبة، تيارت، سيدي بلعباس، ومصنع العلامة الفرنسية رونو بوهران.
وفي السياق، أفاد بوشوارب أن ثلاثة مصانع لتركيب السيارات، سيتم الشروع في تجسيدها في أقرب الآجال، دون ذكره للعلامات المعنية. وعلى صعيد آخر، أوضح أن مشروع استغلال منجم غار جبيلات، يسير نحو التجسيد. وقال بأن المشروع دخل مراحله الأخيرة، بدراسة الجدوى التي تقوم بها شركة وطنية تحت إشراف مكتب وطني أجنبي للمرور إلى عملية الاستغلال، بعد أن تم تقليص نسبة الحديد في الفوسفور من 0.8 إلى 0.3 ، مشيرا إلى أن المشروع كان مجرد حلم لكنه سيتحقق بعد 50 سنة.
من جهته، رفض وزير الصناعة و المناجم، الربط بين الزيارات التي يقوم بها الوزراء للخارج للبحث عن استثمارات في دول غير فرنسا، بالجدل الذي وقع مؤخرا بعد نشر الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس صورة للرئيس بوتفليقة، مشيرا إلى أن الجزائر تربطها علاقات خارج أوروبا أيضا. كما أن لها اتفاقيات شراكة مع روسيا التي أبرمت معها إتفاقية لتحويل الفوسفات، بالإضافة إلى الإمارات وقطر وتجسد ذلك في مشروع بلارة بولاية جيجل، بالإضافة إلى إيران التي سيزورها قريبا لإبرام اتفاقيات اقتصادية عديدة». واعتبر المسؤول الأول عن قطاع الصناعة أن الزيارات التي تقوم بها الحكومة لتنويع اقتصادها لا تعني بالضرورة أنها قامت بتغيير محاورها.
أنيس ن