خرج سكان ولاية قالمة مساء أمس الأحد في مسيرة انطلقت من ساحة الكرمات في صمت و جابت الشوارع التاريخية القديمة التي مرت بها مظاهرات و مسيرات سلمية خرجت قبل 71 عاما احتفالا بنهاية الحرب العالمية الثانية و تذكير فرنسا و الحلفاء بوعود الاستقلال.
المسيرة التي تحولت إلى تقليد سنوي مع حلول كل ذكرى من ذكريات ماي الأسود بقالمة شارك فيها مواطنون قدموا من مختلف مدن و قرى الولاية تتقدمهم السلطات المدنية و العسكرية و أشبال الكشافة الإسلامية الذين كانوا في مقدمة المتظاهرين في 8 ماي 1945 و سقط منهم الكثير بين قتلى و جرحى و معتقلين في واحدة من أبشع الجرائم التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في القرن العشرين.
و مرت المسيرة في صمت بشارع عنونة التاريخي و حي باب سكيكدة و ساحة مسجد عبد الحميد ابن باديس، و توقفت بالمكان الذي سقط فيه أول شهيد في ذلك اليوم التاريخي و هو بومعزة عبد الله المدعو حامد، الذي تلقى رصاصات من مليشيا السفاح آشياري و تحولت المسيرة السلمية وقتها إلى بحر من الدماء استمر عدة أشهر و ذهب ضحيته الآلاف من السكان العزل يتقدمهم أعيان المنطقة الذين نظموا المسيرة و قرروا رفع التحدي في وجه القوة الفرنسية الخارجة من الحرب العالمية الثانية تجر أذيال الهزيمة محاولة استعراض ما بقي لها من قوة على شعب أعزل لم يكن يملك سوى الكلمة المطالبة بالحرية و الكرامة.
و قد دوت صفارة الإنذار في سماء المدينة في نفس اللحظة التي سقط فيها الشهيد. و قرأ الشيخ عمار بوحفص عضو جمعية 8 ماي 45 بقالمة بيانا باسم سكان الولاية يذكر بالمجازر المقترفة و يطالب فرنسا بالاعتذار عن جرائمه التي قال بأنها ستبقى في الذاكرة الوطنية، و لن تسقط بالتقادم مهما حاولت فرنسا الاستعمارية اللعب على الزمن و التنصل من المسؤولية.
فريد.غ