• التزام بالمداومة بنسبة 98 بالمئة حسب اتحاد التجار
توفر الخبز في محلات وشوارع واضطراب في التموين بمادة الحليب بالعاصمة
العقوبــــات دفعت أصحـــاب المحلات للالتزام بمداومــــة يومي العيد
بخلاف ما جرت عليه العادة، وجد العاصميون وسكان المناطق المجاورة، المحلات مفتوحة يومي العيد، ما مكنهم من اقتناء حاجياتهم من المواد الغذائية، حيث التزم أغلب التجار المعنيين بالمداومة بهذا النظام عكس السنوات الماضية، خاصة المخابز ومحلات المواد الغذائية، وأبدى وزير التجارة بختي بلعايب ارتياحه لاستجابة التجار، فيما أكد رئيس جمعية التجار والحرفيين، أن نسبة الاستجابة قاربت 98 بالمائة.
أبدى وزير التجارة، بختي بلعايب رضاه عن مستوى احترام برنامج المداومات الخاص بالتجار ووحدات الإنتاج خلال عيد الفطر المبارك . واعتبر بلعايب خلال جولة تفقدية على مستوى عدة بلديات بالعاصمة أنه «ليس من السهل إقناع التجار بالعمل في يوم عيد» مضيفا «غير أنني وبعد هذه الجولة، فأنا سعيد باستجابة التجار لضمان تموين المواطنين».
وشملت جولة الوزير عدة فضاءات تجارية ومخابز بكل من الدار البيضاء، الجزائر الوسطى، الأبيار، عين البنيان وكذا المركب العمومي للحليب «كوليتال» في بئر خادم لتفقد مدى احترام برنامج مداومات التجار ووحدات الإنتاج لعيد الفطر.
ورفض الوزير إعطاء أرقام تخص نسبة الاستجابة، وقال بأن مصالحه «ستنتظر العطلة المطولة لنهاية الأسبوع لجمع المعطيات الخاصة بكل الولايات، وهو ما سيسمح بمعرفة ما إذا انخرط التجار فعليا في مسعى الوزارة لتوفير تموين منتظم بالسلع والخدمات الأساسية»، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات التي ينص عليها القانون ضد المخالفين.
وأكد وزير التجارة، ضرورة الانتقال إلى الأسواق التجارية الكبرى، لمواجهة مشكل التموين، وقال بأن دائرته الوزارية تشجع الفضاءات التجارية الكبرى. وصرح قائلا لا نريد أن تكون هذه الخطوة محل إزعاج لصغار التجار. قدمنا مداخلة على مستوى الحكومة عرضنا من خلالها حلولا لتطوير هذا النشاط وكذا أسواق الجملة». و كشف الوزير في هذا السياق، أن عدة علامات كبرى في هذا الميدان أعربت عن رغبتها في النشاط بالجزائر. ومن شأن الفضاءات التجارية الكبرى أن تسمح بتموين المستهلكين بشكل أفضل، كما يمكنها أن تشكل أرضية لدعم الإنتاج الوطني والتصدير للخارج.
وشمل برنامج المداومات لهذا العام 33.276 تاجرا لضمان المداومة في أيام العيد من بينهم 4.932 خبازا و 20.167 تاجرا للمواد الغذائية العامة والفواكه والخضر فضلا عن 7.711 تاجرا ينشطون في مجالات أخرى مختلفة. كما تم تجنيد 5 آلاف عون رقابة على مستوى التراب الوطني لمعاينة مدى احترام هذا البرنامج الذي يشمل 5.409 تجار في العاصمة، 4.895 في البليدة، 2.355 في عنابة، 5.875 في سطيف، 4.207 في وهران، 3.188 في سعيدة، 3.857 في باتنة، 1.221 في بشار، 2.269 في ورقلة، حسب الإحصائيات التي قدمتها الوزارة.
وذكرت التقارير التي استلمتها الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين، عبر ممثليها في الولايات التزام أغلب التجّار ببرنامج المداومة التي شملت أصحاب ستة نشاطات تجارية ( الخبازون-الخضارون-الجزارون-البقّالون-أصحاب المقاهي-أصحاب المطاعم وكذا المطاحن والملبنات) وشمل البرنامج التجار المسجّلين على قوائم مديريّات التجارة (حوالي 33.000) و أحصت الجمعية أكثر من 5000 تاجر إضافي فتحوا محلاتهم رغم أنهم غير معنيين بالقرار.
ويفرض قانون ممارسة الأنشطة التجارية على المخالفين غلق المحلات التجارية لمدة شهر مع غرامة تتراوح بين 30 و200 ألف دج.ويشمل برنامج المداومات لهذا العام 33.276 تاجرا لضمان المداومة في أيام العيد من بينهم 4.932 خبازا و20.167 تاجرا للمواد الغذائية العامة والفواكه والخضر فضلا عن 7.711 تاجرا ينشطون في مجالات أخرى مختلفة.
و وجد سكان العاصمة والمناطق المجاورة سهولة أكبر في اقتناء المواد الغذائية، خاصة بعد مرور الساعات الأولى من صبيحة يوم العيد، حيث عمدت العديد من المحلات إلى فتح أبوابها بداية من منتصف النهار، وقال أحد التجار بالعاصمة «أن اسمه ورد في قائمة التجار المعنيين» موضحا بأنه عمد إلى فتح متجره لبيع المواد الغذائية بعد انقضاء صلاة العيد وقيامه بجولة قصيرة للعائلة. و أوضح بأن بعض أصحاب المحلات فضلوا تأجيل فتح محلاتهم إلى المساء بسبب نقص الإقبال من قبل الزبائن صباح أول أيام العيد وعطلة نهاية الأسبوع. بالمقابل اشتكي مواطنون من عدم التزام بعض التجار بالمداومة، وهذا راجع إلى كون أغلبية أصحابها يقطنون في ولايات خارج العاصمة.
وعكس ما كان عليه الأمر في السنوات الماضية، وجد المواطنون سهولة في اقتناء الخبز، ورغم وجود عدد قليل من المخابز المفتوحة إلا أن مادة الخبز كانت متوفرة. وعمد بعض الباعة المتجولين إلى عرض كميات من الخبز داخل شاحناتهم أو وسط الساحات، كما عمدت بعض المحلات إلى بيع الخبز، وأرجع أحد الخبازين توفر هذه المادة إلى تراجع الطلب، وقال بأن الكثير من العائلات تعمد إلى تحضير الأكلات التقليدية التي تغني العائلات عن استهلاك الخبز بكميات كبيرة، مشيرا إلى أن الطلب كان أكثر من قبل بعض المحلات التي فتحت أبوابها لبيع الشواء، فيما سجل اضطراب في تموين بعض الأحياء بالحليب بسبب توقف بعض الوحدات التابعة للخواص.
من جانب آخر، وجد المواطنون سهولة كبيرة في التنقل، يومي العيد، حيث كانت وسائل النقل الحضري وشبه الحضري وما بين الولايات بالعاصمة متوفرة، وعمدت شركة النقل الحضري لتوفير رحلات إضافية على بعض الخطوط التي يكثر عليها الطلب، خاصة نحو مختلف مقابر ولاية الجزائر وفضاءات اللعب والترفيه.
أنيس نواري
ارتفاع في أسعار الخضر و الفواكه و اضطراب في النقل يومي العيد
سعر الخبز وصل إلى 30 دينارا بولايات في شرق البلاد
لم يتمكن العديد من المواطنين بالولايات الشرقية، من اقتناء الخضر و الفواكه خلال يومي عيد الفطر، بسبب التهاب أسعارها و تسجيل نقص في العرض يرجعه التجار إلى مضاربة أصحاب غرف التبريد، كما بيع الخبز بـ 30 دينارا ببعض المناطق و نفد بولايات ساحلية، فيما لم يحترم العديد من التجار المناوبة و طرحت أزمة نقل حادة بعدة نقاط، بينما قضت المئات من العائلات يومي العيد دون مياه.
ففي ولاية سكيكدة استفاق المواطنون ثاني أيام العيد على نفاد مادة الخبز من المخابز، بسبب إنزال كبير للمصطافين على شواطئها، و هو وضع استغله بعض الباعة الفوضويين الذين عرضوا الخبز على الأرصفة بأسعار تفوق 20 دينارا، فيما عرفت باقي الخدمات تحسنا مقارنة بالمواسم الماضية، حيث احترم معظم التجار المناوبة المفروضة عليهم.
أما بولاية عنابة فقد سجل السكان نقصا في التزود ببعض المواد الأساسية، على غرار الخبز و الحليب و الخضر و الفواكه، رغم إلزام مديرية التجارة نحو 270 محلا منهم 78 مخبزة، بالمناوبة أيام عيد الفطر، و ذلك لعدم تقيد كل التجار بقائمة المحال المناوبة خلال العيد لتوفير المواد الأساسية، حيث شهدت أسعار بعض المواد ارتفاعا ملحوظا بسبب الندرة و مضاربة باعة الأرصفة، فقد تجاوز سعر الخبز 30 دج بسبب خروج أغلب المخابز في عطلة، نتيجة عدم توفر اليد العاملة، في حين ضمنت بعضها الحد الأدنى من الخدمة تطبيقا لتعليمات مديرية التجارة، فيما ارتفعت أسعار الخضر و الفواكه بأكثر 40 بالمائة، و هو التهاب أرجعه تجار التجزئة إلى مضاربة أصحاب غرف التبريد و بائعي الجملة، بتقليص حجم العرض، فيما كانت استجابة التجار بضواحي مدينة عنابة، كالبوني، الحجار و برحال أفضل، بتوفر حد مقبول من المواد الاستهلاكية على غرار الخبر و الحليب و الخضر والفواكه.
و بولاية سطيف شهدت مناطق بوسط المدينة و ببلديات عين آزال، بوقاعة و صالح باي، أزمة تزود بالمياه الصالحة للشرب يومي العيد و استمرت إلى غاية أمس، حيث اضطرت مئات العائلات لاستعمال مياه الصهاريج و لجأت للينابيع و الآبار، و هو انقطاع أرجعه المكلف بالإعلام بالجزائرية للمياه، إلى تسجيل عطب لحق قناة الجر الرئيسية بسد عين زادة، و حرم سكان منطقة بوقاعة من المياه الصالحة للشرب يومي العيد فقط، حيث أكد إعادة ربط منازلهم بفضل جهود العمال، في حين تسبب ضعف التدفق على مستوى نقبين بصالح باي، في ضعف تدفق المياه، أما الأعطاب المسجلة من حين لآخر بوسط مدينة سطيف، فأرجعها المتحدث إلى تسربات تحدث في الشبكة، بسبب أشغال الترامواي، مضيفا بأن المياه عادت للحنفيات في مختلف مناطق الولاية بعد تجنيد أعوان المناوبة.
و ببسكرة التهبت أمس أسعار الخضر و الفواكه بأسواق التجزئة عبر معظم المناطق، لتصل إلى أرقام خيالية لم تسجل حتى خلال الشهر الفضيل بعد فترة من الاستقرار دامت قرابة الأسبوع، و قد خلف ذلك تذمرا كبيرا في أوساط المتسوقين، الذين أرهقتهم الأسعار الملتهبة بمنطقة توصف بأنها ذات مؤهلات فلاحية هامة و تموّن 37 ولاية، حيث بلغ سعر الكلغ من البطاطا 70 دج و الفلفل الحار 280 دج أما الجزر و الكوسة فبيعا بـ 200 دج، فيما قفزت أسعار الفواكه إلى حدود جنونية بعد أن بلغ سعر الكلغ من العنب 450 دج و الخوخ 300 دج، و رشح بعض التجار استمرار الارتفاع خلال الأيام القادمة، في ظل تراجع العرض بسوق الجملة لندرة المواد ذات الاستهلاك المحلي الواسع، حيث وقفنا على غلق عدد كبير من المحلات التجارية
و محلات الجزارة و الخضر.
أما ولاية جيجل فقد شهدت بها معظم خطوط نقل المسافرين نقصا كبيرا في الحافلات في اليوم الأول من عيد الفطر، أين وجد المواطنون صعوبة في التنقل لزيارة أقاربهم، رغم إلزام مديرية النقل الناقلين بالمداومة طبقا لقوائم تم ضبطها عشية العيد، حيث شاهدنا مواطنين ينتظرون لأكثر من نصف ساعة للتنقل بين مختلف الخطوط، و هو وضع يزيد سوء بالمداشر و المناطق الجبلية، التي عرفت انعداما كليا للحافلات، حيث فرضت عليها شبه عزلة لعدم تمكن العديد من العائلات من التحرك، مثلما أكده لنا مواطنون من مناطق مشاط ، شادية، أزاون و بوحمدون.
و لم يختلف الوضع كثيرا عما سجل بولاية تيزي وزو، حيث أثار النقص الفادح في وسائل النقل ما بين المدن و الولايات يومي العيد سخط المواطنين، الذين اضطروا للانتظار لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، حيث لاحظنا شللا في حركة النقل و انعدام شبه كلي للمواصلات عبر مختلف الاتجاهات سيما في اليوم الأول، و ذلك ببوهينون و وادي عيسي و بوخالفة و بني دوالة، أين تشكلت طوابير من المواطنين خاصة المتوجّهين إلى البلديات الشرقية و الجنوبية، على غرار عزازقة و مقلع و تيزي راشد
و بني دوالة.
رمي 10 آلاف خبزة في أول أيام العيد بقسنطينة
واجه خبازو ولاية قسنطينة، في أول يوم من عيد الفطر، مشكلة كبيرة بسبب كساد منتوجهم، نتيجة تكليف عدد مفرط من الخبازين بالمداومة، لينتهي الأمر بأغلبيتهم إلى رمي ما يقارب العشرة آلاف خبزة، و أوضح المكلف بالاتصال بالاتحاد الولائي للتجار و الحرفيين و رئيس اتحادية الخبازين للولاية للنصر، بأن المخابز فتحت أبوابها في اليوم الأول من عيد الفطر بعدد مبالغ فيه، تطبيقا لتعليمة مديرية التجارة التي كلفت أصحابها بالمداومة، ما أدى إلى وقوع اختلال كبير، حيث اضطر الكثير من الخبازين إلى رمي الكميات الزائدة التي ظلت مكدسة لديهم، نتيجة عدم اقتنائها من طرف المواطنين، مثلما سجل ببكيرة و بلدية ابن زياد، فيما تكدس لدى المخبزة الصناعية التي فتحت أبوابها مؤخرا، ما يقارب ثلاثة آلاف خبزة، بعدما صنعت 20 قنطارا من الخبز و وزعتها على المخابز العاملة معها.
و ككل مرة، ودّع القسنطينيون شهر رمضان بمشاكل نقص المواد الغذائية و الخدمات، حيث اشتكى لنا مواطنون من أحياء مختلفة من نقص حليب الأكياس في أول يوم من العيد، حيث اضطر بعضهم إلى التوجه بسياراتهم إلى ملبنة «نوميديا» لاقتنائه، في حين أوضح آخرون أن بعض بائعي المواد الغذائية لم يعرضوا إلا حليب الأبقار، أما رئيس جمعية موزعي الحليب للولاية فقد أرجع التذبذب المسجل إلى عدم فتح العديد من المحلات، حيث لا يمكن لأصحاب الشاحنات المغامرة بشحن ما تقارب قيمته 6 ملايين سنتيم من الحليب في اليوم الواحد، لينتهي بهم الأمر في رحلة البحث عن محلات بيع المواد الغذائية التي تفتح أبوابها، كما أضاف بأن عدد من الموزعين غيروا وجهتهم و قاموا بتوزيع كميات كانت موجهة لأحياء معينة على مناطق أخرى.
و تحدث مواطنون أيضا عن التهاب في أسعار المواد الغذائية و الخضر و الفواكه و اللحوم البيضاء و الحمراء عشية العيد، حيث اغتنم بائعون فرصة التهافت لرفع الأسعار، إذ وصل سعر الكيلوغرام من الدجاج إلى 380 دج، ليرتفع بذلك بحوالي 100 دج، كما وجد مواطنون أنفسهم حائرين في البحث عن صيدليات مفتوحة خلال أول يوم من العيد بالمدينة الجديدة علي منجلي، فبالرغم من قيام خمس صيدليات بالمناوبة واجه البعض صعوبة في اقتناء أدوية، بسبب عدم إطلاعهم على أماكن الصيدليات التي يعمل أصحابها، أما بالنسبة للنقل فقد لاحظنا عددا من الحافلات و سيارات الأجرة العاملة بمختلف الخطوط، في حين شكلت سيارات الناقلين غير الشرعيين حبل النجاة للمواطنين، بعد أن عوضت سيارات النقل الجماعي التي لم يعمل كثير من أصحابها في أول يوم للعيد، خصوصا على الخطوط التي تكثر بها حركة الركاب، على غرار وسط المدينة و علي منجلي.
ق م/ المراسلون
رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار للنصر
التجار التزموا بالمداومة بنسبة 98 بالمائة والأسعار ستتراجع بداية من الأحد
• 5 آلاف تاجر غير معنيين بالمداومة فتحوا محلاتهم يومي العيد
أكد الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، بأن نسبة استجابة التجار وأصحاب المحلات لنظام المداومة قاربت 98 بالمائة، حيث فتح أزيد من 32 ألف تاجر من أصل 33 ألف معنيين بالمداومة يومي العيد ونهاية الأسبوع محلاتهم، مضيفا بأن حوالي 5 آلاف تاجر غير معني بالمداومة، فتحوا محلاتهم رغم ذلك.
النصر: ما هو تقييمكم لاستجابة التجار للمداومة التي أقرتها وزارة التجارة يومي العيد هذه السنة؟
الحاج الطاهر بولنوار: يمكن القول أن الاستجابة هذه المرة كانت كبيرة، وبالنسبة لنا فإن استجابة التجار بالمداومة كانت كاملة يومي العيد، حيث لم نتلق أي شكوى سواء من جمعية حماية المستهلك ولا من الجماعات المحلية، وكذلك فإن الأصداء والتقارير التي وصلتنا من ممثلي الجمعية عبر التراب الوطني أكد لنا فيها أصحابها بأن نسبة الاستجابة كانت جد ايجابية وكاملة، لذا يمكن القول أن التجار كانوا هذه المرة في الموعد وفتحوا محلاتهم أمام الزبائن. بل أكثر من ذلك هناك بعض التجار الذين لم يكونوا معنيين بالمداومة ورغم ذلك فتحوا محلاتهم، وهناك حوالي 5 آلاف تاجر غير معني بالنظام فتحوا محلاتهم خلال أيام العيد.
لكن هناك بعض المواطنين اشتكوا من صعوبات في التموّن ببعض البلديات؟
ـ هناك سوء فهم لنظام المداومة الذي أقرته الوزارة من قبل بعض المواطنين والإعلاميين، البعض يظن أن المداومة تعني فتح كل المحلات ومراكز التسوق وهذا أمر غير منطقي، لأنه إذا كان الأمر كذلك لا تصبح هناك مداومة، هناك قانون يحدد نظام المداومة الذي يعني في الحقيقة ضمان الحد الأدنى من الخدمة، وإذا لاحظ البعض أن العديد من المحلات التجارية مغلقة فهذا شيء طبيعي كونها غير معنية بقرار فتح المحل، وما يهمنا هو ضمان الحد الأدنى من الخدمة، وهو ما وقع بالفعل، بحيث أن التجار المعنيين والمسجلين في القوائم التي وضعتها مديريات التجارة هم المعنيون بفتح محلاتهم أيام العيد، ويمكن القول وهذا ما تأكدنا منه أن الاستجابة كانت كبيرة.
بلغة الأرقام هل يمكن تحديد عدد التجار الذين استجابوا للمداومة وفتحوا محلاتهم يومي العيد وخلال عطلة نهاية الأسبوع ؟
ـ كما ذكرت هناك إطار قانوني يحدد نظام المداومة، ويمنح الجهات المعنية على مستوى الولايات صلاحية تحديد قوائم التجار المعنيين، وبلغة الأرقام من أصل 33 ألف تاجر معني بالمداومة هذه السنة، أي بمعدل 22 محلا في كل بلدية، هناك أكثر من 32 ألف تاجر استجابوا، يعني أن النسبة ستكون في حدود 98 بالمائة.
كيف تفسرون هذه الاستجابة الكبيرة من قبل التجار لنظام المداومة عكس ما كان عليه الأمر سابقا؟
ـ هذه الاستجابة الكبيرة من قبل التجار تعود لسببين رئيسيين، الأول مرتبط بالتجار أنفسهم، فالكثير منهم أصبح لديهم الحس والضمير المهني، وهذا جاء نتيجة حملات التوعية والتحسيس، وأصبح التجار اليوم يعرفون معنى وقيمة الخدمة العمومية في النشاط التجاري، والسبب الثاني هو تجنب العقوبة التي أقرها القانون 04-08 الصادر في 2004، والمعدل في 2013، ينص على عقوبتين بالنسبة للتاجر الذي يكون معنيا بالمداومة ولا يلتزم بها، إما غرامة مالية قد تصل إلى 200 ألف دينار جزائري أو غلق المحل التجاري لمدة 30 يوما.
عادة ما يشتكي المواطنون أيام العيد من ندرة في مادتي الحليب والخبز، هل سجلت الجمعية ندرة في هاتين المادتين؟
ـ بالنسبة لمادة الخبز رغم أن عدد الخبازين المعنيين بالمداومة كان حوالي 5 آلاف مخبزة، بمعدل 3 مخابز في كل بلدية، وهو عدد كاف لتلبية حاجيات المواطنين، ولكن ما سجلناه هو زيادة الطلب على مشتقات العجائن، فكثير من العائلات الجزائرية تستهلك تلك المشتقات لتحضير الأطباق التقليدية التي تستهلك في الأعياد كالكسكسى والرشتة، وهذا ما أدى إلى تراجع استهلاك الخبز يومي العيد مقابل ارتفاع الطلب على العجائن الأخرى، أي بعبارة أخرى حتى ولو كان نقص في إنتاج الخبز فإن ذلك قابله كذلك تراجع في الطلب عليه. واعتقد أن الجهد يجب أن يرتكز في الفترة المقبلة على تحسيس المواطنين بضرورة تغيير عاداتهم الاستهلاكية وشراء كمية الخبز التي تحتاجها العائلات فعليا وعدم اقتناء كميات إضافية ترمى فيما بعد في القمامة، فكل عائلة تقتني كمية تزيد عن حاجتها معناه حرمان عائلات أخرى من حصتها من الخبز، يجب العمل وبذل جهد كبير لتغيير هذا الواقع وتحسيس العائلات بأهمية اقتناء الكمية التي تكفي لسد حاجياتها ولا تزيد على ذلك.
أما بالنسبة للحليب، فلا يخفى عليكم أن الوزارة حددت كذلك مداومة للملبنات والمطاحن، هناك اضطراب طفيف في التموين بمادة الحليب في بعض الولايات، وهذا راجع لكثرة الطلب، وحتى في الأيام العادية عندما تكون كل الملبنات تعمل يكون هناك اضطراب فما بالك عندما تتوقف بعض الوحدات الإنتاجية، ولكن هذا الأمر سيتحسن بداية من يوم الأحد بعد عودة كل الوحدات الإنتاجية إلى النشاط بشكل طبيعي.
اشتكى بعض المواطنين من ارتفاع أسعار الخضر والفواكه واللحوم البيضاء والحمراء خلال الأيام الأخيرة ؟
ـ بالفعل سجلنا ارتفاعا في أسعار الخضر والفواكه عشية العيد، وبالنسبة للخضر والفواكه واللحوم، فيمكن القول أن هذا الارتفاع مؤقت، لأن أغلب المزارعين والفلاحين ومنتجي اللحوم توقفوا عن النشاط يومي العيد، والكثير منهم يبررون هذا التوقف بتنقل عمالهم لقضاء أيام العيد مع عائلاتهم وأقاربهم، وهذا ما أوجد نوعا من الاختلال في العرض أدى إلى ارتفاع الأسعار والتي ستعود إلى طبيعتها ابتداء من يوم غد الأحد تدريجيا، وسنشهد انخفاضا محسوسا في الأسعار، مع استئناف الفلاحين أنشطتهم بشكل عادٍ وفتح أسواق الجملة للخضر والفواكه، وعودة المذابح إلى النشاط.
حاوره أنيس نواري