قال وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي أمس، أن الجزائر تواجه تهديدات أمنية تأتي من أشخاص لهم أفكار غريبة عن أصالة و تمسك المجتمع الجزائري بوحدته، و هؤلاء حسب الوزير سمحوا لأنفسهم بأن يكونوا مطية لأطراف معادية تعمل على نفث سمومها في وسط الشعب الجزائري المتمسك بوحدته وبجزائريته، و يقومون كذلك بنشر أفكار متطرفة ومنحرفة و مضللة تهدف للمساس بالوحدة الوطنية التي ضحى من أجلها شهداء الجزائر بالنفس والنفيس.
و دعا بدوي أفراد الشرطة الجزائرية لتجنيد كل الطاقات والإمكانيات والقدرات للتصدي لكل هذه التهديدات ومكافحة المخاطر، و دعاهم أيضا إلى مواصلة برنامج الإصلاح و العصرنة لمواكبة كل المجريات التي تحيط بالحدود الوطنية، و كذا إلى ضرورة الجاهزية الأمنية.
وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي أوضح أمس خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة احتفالية الشرطة الجزائرية بالذكرى 54 لتأسيسها والتي احتضنتها مدينة وهران، أن التحديات الأمنية تتضاعف بشكل مستمر والتهديدات تتزايد وتأخذ في كل مرة صورا متنوعة ومتعددة، تدفع إلى العمل أكثر من أجل التكيف معها للحد من مخاطرها و تهديداتها، و قال وزير الداخلية “إذا كان نشاط العناصر الإرهابية مثلما أضاف قد انحسر بشكل كبير، إلا أن التهديدات الإرهابية لا زالت قائمة خاصة مع تنامي بؤر التوتر في البلدان المجاورة لبلدنا، و حتى في بلدان شقيقة يشتد بها التطرف والإرهاب الذي انتقل إلى بلدان مجاورة للجزائر، إلى جانب تهديدات أخرى لا تقل أهمية عن الإرهاب منها المتاجرة و تهريب المخدرات و تبييض الأموال والهجرة غير الشرعية وتجارة الأسلحة”، و أضاف وزير الداخلية أن تلك المخاطر التي غالبا ما تكون لها صلة بالإرهاب سواء من خلال تمويله أو كونها وسيلة من وسائله.
من جانب آخر، تطرق نور الدين بدوي للجريمة الحضرية و حالات العنف في المجتمع التي قال أنها من بين المجالات التي تتطلب تكثيف العمل والجهد من طرف جهاز الشرطة بشكل متواصل ودون هوادة للحد منها ومكافحة انتشارها، مضيفا أن ما بلغته مصالح الأمن الوطني من احترافية وخبرة يؤهلها لأن تتبوأ مكانة مرموقة على المستوى الجهوي والإقليمي مضيفا أن خير دليل هو احتضان الجزائر لآلية التعاون الشرطة الأفريقية “أفريبول” التي هي إطار لإرساء التعاون الشرطي بين دول القارة السمراء.
وقال بدوي أنه رغم أن مصالح الشرطة الجزائرية قد خطت خطوات عملاقة على مختلف الأصعدة سواء في تأدية مهامها الشرطية أو تطوير سبل أدائها و عصرنتها، لكن هذا لا يعني حسبه أن المهمة قد اكتملت وأن الأهداف قد تحققت، بل أن هذه الإنجازات تدفع الشرطة أكثر للأمام، مشيرا أنه لا تنمية إلا بالأمن والأمان و الاستقرار.
و في مستهل كلمته تحدث وزير الداخلية عن الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أمن الجزائريين وسلامتهم وعزتهم، وهم نساء ورجال من مختلف الأسلاك الأمنية والحرس البلدي وأفراد الدفاع الذاتي، الذين وقفوا صامدين في لحظة باع فيها آخرون ضميرهم، وظلوا مرابطين في وقت غادر آخرون وطنهم، و كتبوا كلمات الصمود في العشرية السوداء، حيث قال أن ذكراهم ستظل خالدة بأن لا تخاذل ولا تراجع في سبيل كرامة الوطن وأمنه. و بالمناسبة أكد وزير الداخلية أن أسر وأبناء شهداء الواجب الوطني أمانة في الأعناق، واعدا إياهم بأن وزارة الداخلية لن تقصر في التكفل بهم، زيادة على ما توليه مصالح الأمن الوطني من عناية لهم.
هوارية.ب