أكد الناخب الوطني ميلوفان راييفاتس بأن الفوز على اللوزوطو يعد ضرورة حتمية، رغم أن الخضر ضمنوا التأهل مسبقا إلى دورة «كان 2017»، موضحا بأن لكل مقابلة معطياتها، و اللقاء الأخير من التصفيات القارية أصبح يكتسي أهمية بالغة للمنتخب الجزائري، لأنه ـ كما قال ـ «محطة لغرس الروح الإنتصارية لدى اللاعبين، و الشروع في العمل الميداني تحضيرا للإستحقاقات القادمة، و لو أنها لن تكون مقياسا للوقوف على مدى جاهزية المجموعة للقاء المقبل ضد الكاميرون، في ظل التباين الصارخ في إمكانيات المنتخبين، بصرف النظر عن المعطيات الميدانية الأخرى، لكن اللاعبين الجزائريين برهنوا على روحهم القتالية في الكثير من المناسبات، و مقابلة كوت ديفوار قبل 6 سنوات تبقى المعيار الرئيسي بالنسبة لي شخصيا».
التقني الصربي و في ندوة صحفية نشطها صبيحة أمس بالمركز الدولي للصحافة التابع لمركب محمد بوضياف الأولمبي إستهل حديثه بالتأكيد على أن الصدف شاءت أن تكون خرجته الرسمية الأولى مع المنتخب الجزائري ضد اللوزوطو، في «سيناريو» يعد نسخة طبق الأصل لما عايشته مع منتخب غانا عندما إستهل مسيرته بمواجهة ذات المنافس (اللوزطو)، مضيفا في سياق متصل بأنه يراهن كثيرا على اللاعبين و المجموعة للنجاح في المهمة التي أوكلت له.
راييفاتس أشار في معرض حديثه إلى أنه لا يشعر بأي ضغط نفسي مع إقتراب موعد أو مقابلة رسمية له مع المنتخب الجزائري، كون ـ كما أردف ـ « على دراية مسبقة بأن هذا المنتخب له من الإمكانيات البشرية ما يسمح بتجسيد الأهداف المسطرة، شريطة العمل بجدية لأنني جد متحمس لتدشين المشوار بفوز كما أن اللاعبين يجب أن يدركوا بأن الإنتصار بأية مقابلة ينعكس بالإيجاب على المنتخب، سواء من الناحية التقنية، أو حتى من الجانب البسيكولوجي.
و أضاف راييفاتس في نفس الإطار بأن طريقة عمله مبنية بالأساس على المعاينة الميدانية المتواصلة لكل لاعب فوق أرضية الميدان، كونه لا يراهن كثيرا على متابعة اللاعبين عبر الشاشة، لأن المعطيات ـ حسبه ـ «تختلف تماما، وكل مباراة هي فرصة مواتية للطاقم الفني من أجل أخذ صورة أوضح وأشمل عن مؤهلات كل عنصر، كما أنني لم أتحصل على فرصة لمعاينة التشكيلة عن قرب، و بالتالي فإن هذه المقابلة ستمكنني من الوقوف على مدى تجاوب اللاعبين مع التعليمات الموجهة لهم، سيما من الناحية التقنية و التكتيكية، كما أنها ستسمح لنا بتحديد نقاط القوة والضعف، تحسبا للمواعيد الرسمية القادمة».
القائمة ضبطت بالتشاور مع الطاقم الفني ولا يمكن تبرير الخيارات
وعن المعايير التي اعتمد عليها لضبط القائمة المعنية بمباراة اللوزوطو، أوضح راييفاتس بأنه لم يتعرف بعد على اللاعبين، وأن التعداد ضبط باستشارة الطاقم الفني الموسع، وعلى رأسه المدرب المساعد نبيل نغيز، مضيفا في هذا الصدد بأنه يرفض التعليق عن الخيارات التكتيكية ودوافع إدراج بعض الأسماء، خاصة بعد تلقيه سؤالا يخص سبب إعادة كل من كادامورو و طاهرات، حيث إكتفى بالقول في هذا المجال بأنه من غير المنطقي الحديث عن مؤهلات كل لاعب على إنفراد، من دون أن يتابعه الطاقم الفني على قرب فوق أرضية الميدان.
وإنطلاقا من هذا الوضع أكد راييفاتس بأن القائمة الموسعة ضمت بعض العناصر التي تبين بأنها تعاني من إصابات، مضيفا بأن تمنى حضور كل اللاعبين، لكن مشكل تعدد الإصابات يحتم على الطاقم الفني فسح المجال أمام وجوه جديدة، لتكون من نتائج ذلك بعث روح التنافس على المناصب.
وفي نفس الإطار اعترف التقني الصربي بأنه ينتظر دعما كبيرا من الطاقم الفني الموسع الذي سيعمل معه، وذلك لتسهيل مهمة التواصل بينه و بين اللاعبين، خاصة في هذه المرحلة، و عليه فإن الأيام الثلاثة الأولى من هذا التربص ستخصص بالأساس لهذا الجانب، على أن يشرع بعدها في التحضير لمباراة اللوزوطو، لأن التواصل بين اللاعبين و الطاقم الفني الجديد أمر حتمي لرسم خارطة الطريق المتعلقة بنظام العمل في المستقبل، و لو أن راييفاتس ألح على ضرورة المحافظة على الروح السائدة وسط المجموعة، في ظل كسب اللاعبين معنويات مرتفعة، الأمر الذي ينعكس ـ حسبه ـ بالإيجاب على الأجواء التي تكون في غرف حفظ الملابس، وهو عامل جد مهم.
شخصية مبولحي تبقيه الأول ومعنويات المجموعة سبب إستدعاء بعض العناصر
راييفاتس الذي كان مرفوقا بالمترجم و المساعد كريستيان سفييتش أشاد بمؤهلات الحارس مبولحي، و أكد بأنه يمتلك شخصية قوية، و روح معنوية عالية، تسمح له بالتواجد كأساسي في تشكيلة المنتخب الجزائري، رغم أنه يبقى بعيدا عن أجواء المنافسة مع نادي أنتاليا سبور التركي، مضيفا في رده عن سؤال في هذا الخصوص بأنه كان قد تحدث مدرب حراس المنتخب، الذي ظل على إتصال دائم بمبولحي، و الوضعية الصعبة التي يمر بها مع ناديه لم تؤثر على شخصيته القوية و لا على معنوياته.
و في سياق ذي صلة إعترف الناخب الوطني بأن القائمة تضم بعض العناصر التي تعاني من نقص المنافسة في أنديتها، و إعتبر ذلك من ثمار السياسة التي ينتهجها في ضبط التعداد، حيث قال في هذا الإطار: «التشكيلة الأساسية تضم 11 لاعبا، لكنني لا أدرج عناصر بعيدة عن أجواء المنافسة الرسمية، غير ان روحها المعنوية العالية تسمح لها بالتواجد في تربصات المنتخب، لأن حضورهم له مفعول كبير على الجانب البسيكولوجي للمجموعة، على أن تكون التدريبات المعيار الوحيد لضبط التشكيلة».
و بخصوص الطريقة التي يعتزم إنتهاجها في مباراة اللوزوطو، و إمكانية المراهنة على مجاني سواء في محور الدفاع أو كلاعب إسترجاع أشار راييفاتس إلى أن لكل مقابلة معطياتها، و الخيارات التكتيكية سيتم ضبطها بعد العديد من الحصص التدريبية، حيث سيسمح للطاقم الفني بالوقوف على مدى قدرة كل عنصر على التجاوب مع الخيار التكتيكي المقترح عليه، إلى درجة أنه إستغرب من حديث الإعلاميين عن إقحام لاعبين في التشكيلة الأساسية رغم أن التربص لم ينطلق بعد.
الروح القتالية للاعبين سر التفاؤل و مباراة كوت ديفوار 2010 معياري
إلى ذلك أكد الناخب الوطني بأنه لا يتوفر على الوقت الكافي لمعرفة اللاعبين، لكن الجزائر ـ كما صرح ـ « تمتلك لاعبين ممتازين، وبالتالي فإن التحضير للاستحقاقات القادمة سيرتكز بالأساس على الجدية في العمل و البحث عن الفعالية، رغم أن الطريق لن يكون سهلا، بوجود منافسين أقوياء في التصفيات المؤهلة إلى المونديال، غير أننا سنسعى إلى الإستثمار في الإمكانيات المتاحة لتحقيق الغاية المرجوة، وشخصيا أراهن على نجاح هذه التجربة، لتجاوز ما حققته في مشواري مع المنتخب الغاني، لأن كرة القدم في تطور مستمر، وسر النجاح يكمن في العمل الميداني الجاد، دون الخضوع لأية حسابات مقترنة بالمعطيات النظرية المسبقة».
وذهب إلى أبعد من ذلك لما صرح بأنه ينظر إلى المستقبل بالكثير من التفاؤل، وأرجع ذلك إلى الروح القتالية الكبيرة التي يمتلكها اللاعبون الجزائريون، حيث أكد بأن معنويات المجموعة تبقى من أبرز عوامل النجاح، والمنتخب الجزائري برهن على أن عناصره تمتلك إرادة فولاذية،» شخصيا أتذكر جيدا الروح التي حقق بها الخضر الفوز على كوت ديفوار في ربع نهائي «كان 2010»، والتي تبقى معيارا بالنسبة لي، ولو لعبنا بنفس الإرادة سنتأهل إلى مونديال روسيا، ويكون باستطاعتنا الذهاب بعيدا في تلك المنافسة العالمية».
شعاري الفوز و فقط و لا يمكن الحديث عن إستراتيجيتنا في تصفيات المونديال
على صعيد آخر جدد الناخب الوطني التأكيد على أن فلسفته في اللعب مبنية بالأساس على أن تكون تشكيلته أحسن من المنافس فوق أرضية الميدان، حتى لو إقتضى الأمر ـ كما إستطرد ـ «مشاركة 11 لاعبا في الهجوم خلال اللقاءات التي نلعبها بالجزائر، والدفاع بكامل التشكيلة خارج الديار، لأن النتيجة الفنية تنصب في المقام الأول، وكرة القدم الحديثة تبنى على الأرقام والنتائج، سعيا لتحقيق الأهداف المسطرة، و عليه فإنني أفضل الفوز في كل مقابلة، من دون الإهتمام أكثر بالمستوى الفني والمردود العام للتشكيلة، و مخططاتي تضبط على أساس البحث عن انتصار ولو بفارق هدف واحد، مع العمل على عدم تلقي أهداف في كل المباريات، لأن إستراتيجية اللعب لا يمكن أن تضبط مسبقا، و من غير المنطقي الحديث عن الخيارات التي سأراهن عليها في تصفيات مونديال روسيا، لأن لكل مقابلة خصوصياتها، والمعطيات تختلف بحسب طبيعة وأهمية اللقاء».
الجمهور الجزائري يعشق الكرة و لا يختلف عن أنصار بلدان جنوب أوروبا
من جهة أخرى أوضح راييفاتس بأنه لم يكن بحوزته الوقت الكافي لزيارة الجزائر و الوقوف على الإمكانيات التي تتوفر عليها في كل القطاعات « لكن من الناحية الرياضية فإن الفكرة التي لدي أن الجمهور الجزائري يعشق كثيرا كرة القدم، و متعلق بمنتخبه، و يقدم دعما كبيرا لتشكيلته في المباريات، في صورة لا تختلف عن جمهور بلدان جنوب أوروبا، و هو عامل جد مهم في هذه المرحلة، و بالتالي فإنني أطلب من الجزائريين الصبر لمدة 6 أشهر على أقصى تقدير لمشاهدة منتخبهم بوجه مغاير، بعد الشروع في قطف ثمار السياسة التي نعتزم إنتهاجها».و أضاف التقني الصربي بأن لقاءات تصفيات المونديال من المحتمل جدا أن تجرى بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، رغم أن القرار النهائي لم يتخذ بعد، لكن هذا الإختيار نابع ـ حسبه ـ « من القناعة الراسخة لدى الجميع بأن اللاعبين يحسون براحة نفسية في البليدة، و لو أن الكل يفضل الملاعب الكبيرة أمام جمهور قياسي، لكن الإنعكاس الإيجابي لملعب تشاكر على روح المجموعة لا يمكن أن يدفعنا إلى المغامرة، لأنه من غير المعقول أن نفرط في مكسب إيجابي للمنتخب».
عودة المصابين ستكون بشرط و اللاعب ملزم بتحديد مستقبله على إنفراد
و في رده عن سؤال حول سر عدم إستدعاء المدافع بن سبعيني لهذا التربص جدد راييفاتس القول بأنه لا يمكن أن يتحدث عن الخيارات التكتيكية و وضعية كل لاعب على حدى، رافضا فكرة إستبعاد هذا اللاعب من القائمة كعقوبة عن عدم إلتحاقه بالمنتخب الأولمبي في أولمبياد ريو دي جانيرو، و لو أن الناخب الوطني أشار إلى أن إلتحاق بن طالب بنادي شالك الألماني لا يعني بالضرورة عودته إلى المنتخب، لأن اللاعبين المصابين سيخضعون مستقبلا لمعاينة ميدانية عن كثب للوقوف على تطور حالتهم البدنية قبل إستدعائهم للمشاركة في تربصات المنتخب.
إلى ذلك أشار راييفاتس إلى أن كل لاعب يبقى ملزما بتحديد مستقبله على إنفراد مع ناديه، من دون أن يكون للطاقم الفني الوطني أي تدخل في هذا الشأن، على أن تكون تربصات المنتخب فرصة لتقديم توجيهات صارمة لجميع اللاعبين بخصوص المسيرة في الأندية، لأن الطاقم الفني الموسع سيعمل ـ حسب قوله ـ « على المزاوجة بين معاينة اللاعبين المحليين و نظرائهم الناشطين في مختلف الدوريات الأوروبية، و الأماكن في المنتخب ستكون من نصيب الأكثر جاهزية».
مستوى البطولة الجزائرية مقبول و أبواب المنتخب مفتوحة للمحليين
أما بخصوص البطولة الوطنية فقد أعرب التقني الصربي عن رضاه بالمستوى الفني المقدم في اللقاء الذي جمع أول أمس نصر حسين داي بشبيبة القبائل، و أكد بأن مستوى البطولة في تطور، لأن المقابلة كانت ـ حسب تصريحه ـ جيدة، على أن يتابع لقاءات أخرى في قادم الجولات، إلى درجة أنه ذهب إلى حد الجزم بأن أبواب المنتخب الأول مفتوحة أمام الجميع، خاصة العناصر المحلية، لأن هذه السياسة انتهجها في غانا، ومنح الفرصة للاعبين من البطولة المحلية، ليخلص إلى القول بأنه سيسعى إلى التنسيق مع مدربي أندية الرابطة المحترفة الأولى، لأن هذا التواصل سيعود بالفائدة على المنتخب، و ينعكس إيجابيا طريقة العمل.
المنتخب الأولمبي كان باستطاعته الذهاب بعيدا في دورة ريو
و في تقييمه لمشاركة المنتخب الجزائري في أولمبياد 2016 لم يتوان راييفاتس في التأكيد على أن المنتخب الوطني الأولمبي قدم مردودا مقنعا، خاصة من ناحية المهارات الفردية، لكن عامل نقص الخبرة وقلة التركيز أثر على النتائج الميدانية، والتي لم تكن ـ على حد تعبيره ـ «تتماشى والمستوى الفني، لأن الهزيمة أمام الهندوراس ثم الأرجنتين لم تكن مستحقة، و لو كسب هؤلاء الشبان المزيد من الثقة بالنفس و الإمكانيات لحققوا نتيجة أفضل، إذ كان باستطاعتهم الذهاب بعيدا، ومع ذلك فإنهم يستحقون الإشادة والتنويه، و سيكونون محل متابعة ميدانية من طرفنا، على أمل ضم الغالبية منهم إلى المنتخب الأول في المستقبل القريب».
صالح فرطـــاس