الشــرق ينقــذ موســم إنتـــاج الحـبــوب و يحقــق زيــادة بنســبة 32 في الـمائــة
كشف الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، أمس الأحد، عن تسجيل تراجع في إنتاج الحبوب لهذا الموسم، بسبب ظاهرة الجفاف التي شهدتها المناطق الغربية والتي أضرت بمساحات شاسعة، خلافا للمناطق الشرقية
التي حققت إنتاجا جيدا و أنقذت بذلك الموسم. و طمأن باتخاذ الديوان المهني للحبوب الاحتياطات، عن طريق
دعم المخزون لتلبية الطلب على هذه المادة الاستراتيجية.
وأعلن عليوي في تصريح للنصر، عن تراجع كميات إنتاج الحبوب في المناطق الغربية والوسطى، مما أثر على الحجم الإجمالي للإنتاج (الذي بلغ السنة الماضية 40 مليون قنطار)، و ذلك بسبب تأخر سقوط الأمطار، في فترة الربيع أي في شهري مارس وأفريل، وهي المرحلة الحاسمة بالنسبة للموسم ككل، قائلا إن الديوان المهني للحبوب لم يضبط بعد الأرقام النهائية فيما يخص الحجم الإجمالي للمحصول، على اعتبار أن موسم الحصاد انتهى مؤخرا، غير أن الظاهر وفق تقديره، هو تراجع الإنتاج الوطني بسبب موجة الجفاف التي ضربت على وجه الخصوص المناطق الغربية، المعروفة بإنتاج الحبوب، على غرار مستغانم وتيسمسيلت وتيارت وسيدي بلعباس وعين الدفلى، التي تضررت جراء شح الأمطار، مما كبد الفلاحين خسائر معتبرة، نظير القروض التي استفادوا منها مقابل اقتناء عتاد الإنتاج، والتي يتم تسديدها بواسطة نسبة من المحصول.
وأضاف من جهته، عضو الأمانة الوطنية لاتحاد الفلاحين، مختار بغدادي، أن الإنتاج كان وفيرا في المناطق الشرقية، على غرار ولايات سطيف وميلة وقالمة وقسنطينة، التي سجلت لوحدها 1.2 مليون قنطار من الحبوب، من بينها القمح الصلب واللين والشعير، بزيادة قدرها 32 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، مما ساعد على إنقاذ الموسم، موضحا أن التنظيم طلب من السلطات المعنية، من بينها وزارة الفلاحة تسهيل إجراءات الحصول على رخص حفر الآبار، بدل الاعتماد فقط على الأمطار، في وقت شرع الفلاحون في التحضير للموسم الجديد الذي سينطلق يوم الفاتح من أكتوبر، عن طريق التقرب من الديوان المهني للحبوب للحصول على البذور، على أن تنطلق عملية الحرث والبذر في حدود شهر نوفمبر المقبل.
وطمأن الأمين العام للاتحاد محمد عليوي، في سياق ذي صلة، باتخاذ التدابير الاحتياطية لتلبية الطلب على الحبوب، باعتبارها مادة استراتيجية، وركيزة أساسية لضمان الأمن الغذائي، كما تقوم عليها الصناعة الغذائية، خاصة العجائن ومن بينها مادة الخبز، إلى جانب التربية الحيوانية، موضحا أن الديوان المهني للحبوب قام بتخزين كميات هامة على مستوى الولايات التي سجلت إنتاجا وفيرا، من بينها ورقلة وبسكرة والوادي وأدرار، التي كانت أقل تضررا من قلة الأمطار، فضلا عن استيراد 7.53 مليون طن وفق ما أعلنت عنه مصالح الجمارك مؤخرا، مما أدى إلى ارتفاع فاتورة استيراد الحبوب بنسبة 18 في المائة، في حين أن الكمية لم تتجاوز السنة الماضية 6.93 مليون طن، مضيفا أن الديوان قام أيضا باستيراد كميات من الشعير الموجهة للمواشي. واستبعد المصدر تسجيل أزمة في التموين بالحبوب، متوقعا نجاح الموسم المقبل، بفعل انطلاق التحضير المبكر له، حيث شرع الفلاحون في اقتناء الأسمدة والبذور، فضلا عن عتاد الإنتاج على غرار الجرارات، التي يتم اقتناؤها عن طريق قروض ميسرة وبدعم قيمته 50 في المائة، وتسدّد قيمتها بواسطة نسبة من المحصول، واقترح المتحدث أن تعتمد وزارة الفلاحة إجراءات أخرى لتحسين الإنتاج، بالتنسيق مع قطاعات وزارية أخرى، في مقدمتها وزارة المياه، لتدعيم عدد السدود الموجهة لسقي الأراضي الفلاحية، حتى لا يبقى إنتاج الحبوب مرهونا بتهاطل الأمطار، في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها عديد الدول، فضلا عن ضرورة استغلال المياه الجوفية التي تتواجد بكميات هائلة في المناطق الجنوبية. لطيفة/ب