الأمين العام للأوبك متفائل بنتائج اجتماع الجزائر
أعرب الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” محمد سنوسي بركيندو أمس الأحد، عن تفاؤله بنتائج الاجتماع غير الرسمي للمنظمة الذي سيعقد بالجزائر يوم 27 سبتمبر الجاري.
وقال الأمين العام لمنظمة “أوبك” الذي حل مساء أول أمس ببلادنا عقب لقاء جمعه أمس بوزير الطاقة نورالدين بوطرفة بهذا الخصوص أنه متفائل بنتائج هذا الاجتماع، مرحبا في ذات الوقت، بالجهود المبذولة من طرف الجزائر لتقريب وجهات نظر الدول المشاركة، مشيرا إلى أن وزراء الطاقة للدول الأعضاء بإمكانهم استدعاء اجتماع استثنائي في حال توصلوا إلى إجماع خلال اللقاء الذي سيعقد بالجزائر.
وستحتضن الجزائر على مدار ثلاثة أيام بداية من يوم 26 سبتمبر الجاري لقاء غير رسمي للدول الأعضاء في منظمة “أوبك” للنظر في الكثير من المسائل المتعلقة بأوضاع السوق النفطية و آفاقها المستقبلية، وكان وزير الطاقة نورالدين بوطرفة قد قام الأسبوع الماضي بزيارات مكوكية للعديد من الدول الأعضاء في المنظمة وغير الأعضاء فيها تحضيرا لهذا الاجتماع، و صرح من موسكو عقب لقائه نظيره الروسي أن الاجتماع غير الرسمي للأوبك بالجزائر سيكون فرصة للوصول إلى اتفاق يسمح باستقرار السوق النفطية، والجزائر ستقدم بهذا الشأن اقتراحات للمشاركين.
وأضاف في ذات السياق يقول” إن المشاورات التي قمنا بها مع شركائنا تؤكد أن هناك اجماعا حول ضرورة استقرار السوق وهذه نقطة ايجابية”، وقد زار بوطرفة كلا من روسيا وقطر وإيران، كما التقى نظيره السعودي، والأمين العام لمنظمة الأوبك، و الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة.
ويؤكد خبراء في المجال أن اجتماع الجزائر نهاية الشهر الجاري له أهمية كبيرة كونه هو الذي سيضع الأرضية التي سيعقد على أساسها الاجتماع الرسمي للمنظمة في شهر نوفمبر المقبل، وهو الذي سيحدد نتائج هذا الاجتماع، وهو الذي سيخلق توافقا وتوحيدا للرؤى بين الدول الأعضاء في الأوبك بخصوص مستقبل السوق النفطية وكل ما تعلق بها، وفي هذا الصدد يقول الخبير الاقتصادي محمد حميدوش “إن الكثير من الناس يعتقدون أن اجتماع الجزائر سيخرج بقرارات رسمية وهذا خطأ، لأنه أولا اجتماع غير رسمي، وثانيا كون منظمة الأوبك خرجت منذ سنوات من منطق خفض الانتاج الذي طبقته في سنوات 1985، 2000، 2003، 2008، لأن خفض الانتاج لن يؤدي في الواقع إلى رفع معتبر للأسعار، وثانيا أنه عندما تخفض دول المنظمة الانتاج فإن دولا غير عضوة فيها سترفع إنتاجها دون أن يقدر أحد على محاسبتها”.
وأضاف الخبير محمد حميدوش في تصريح للنصر، أمس بهذا الخصوص” أهمية لقاء الجزائر تكمن في كونه أولا مدرجا ضمن ثلاث نقاط مهمة ضمن ما يسمى الأجندة الاقتصادية الدولية لشهر سبتمبر، وهي الأجندة التي تعتمد عليها كل الدول في الجانب الاقتصادي والمالي والبورصات والأسواق المالية وغيرها، فالنقطة الأولى ضمن هذه الأجندة هي اجتماع البنك المركزي الأمريكي لتحديد أسعار الفائدة وتحديد قيمة الدولار باعتباره عملة تداول دولية، والنقطة الثانية في هذه الأجندة هي اجتماع البنك المركزي الياباني لنفس الغرض أيضا، أما النقطة الثالثة في الأجندة الاقتصادية لشهر سبتمبر فتتمثل في اجتماع دول منظمة الأوبك في الجزائر، لأن دول المنظمة زائد روسيا تمثل نصف الانتاج العالمي من النفط وهذا مهم جدا بالنسبة لدول العالم، وقد بدأت الأوساط الإعلامية والاقتصادية الدولية تهتم بهذا الاجتماع في شهر جوان الماضي وليس اليوم”.
ويشدّد المتحدث هنا على أن الاجتماع لا يبحث عن نتيجة ولم يعلن عنها أبدا كما قد يظن البعض، لكن أهمية لقاء الجزائر تمكن في تحديد استراتيجية الفاعلين في السوق النفطية، وهذا مهم جدا، ما هو مهم من المشاورات وما هي نقاط التقارب حتى يتم على ضوئها اتخاذ قرارات رسمية في اجتماع دول الأوبك خلال شهر نوفمبر المقبل.
وبحسب محمد حميدوش، فإن اجتماع الجزائر هذا مهم لأنه هو الذي سيضع الأرضية التي على أساسها سيعقد لقاء أوبك في نوفمبر، وما يتم التوصل إليه من توافقات ومشاورات هنا سيتم على أساسه الخروج بنتائج وقرارات في اجتماع نوفمبر، لذلك فإن اجتماع نهاية الشهر بالجزائر له أهمية كبيرة في فهم توجهات المنتجين الكبار للنفط في العالم، وبدون ذلك وبدون تقريب وجهات النظر لا يمكن اتخاذ أي قرار صائب في المستقبل.
ويضيف أنه على دول المنظمة استباق التوجه الاستراتيجي للدول المنتجة، و هو يعتقد ان استراتيجية الأوبك صائبة لحد الآن في تعاملها مع أزمة انخفاض الأسعار، لأنه مادامت الأسعار قد هبطت فإن ذلك يعني أن هناك انتاجا كبيرا من النفط في السوق، وزيادة الانتاج ستؤثر على من له تكلفة كبرى في مرحلة الانتاج، وبالتالي مع مرور الوقت سيتضرر ويقرر الخروج من الأوبك، أو خفض الانتاج بشكل تلقائي، وهذا ما بدأ يحدث في دول عديدة تكلفة إنتاج النفط بها مرتفعة مثل بحر الشمال والصخري الأمريكي.
و بالنظر لمنحنى الأسعار منذ بداية الأزمة في منتصف سنة 2014 يتوقع محمد حميدوش استقرار سعر برميل النفط عند 55 إلى 60 دولارا في سنة 2017، خاصة و أن روسيا معنية ومهتمة باجتماع الجزائر.
محمد عدنان