أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بأن صحة سكان عين صالح «خط احمر» لن يسمح لأحد تجاوزه، وطمأن الرئيس، سكان المنطقة الرافضين لاستغلال الغاز الصخري، التزام الدولة بهذا النهج، مؤكدا بأن كل الأعمال الجارية تقتصر على الاستكشاف، محذرا من محاولات زج أبناء المنطقة ضمن صراعات سياسية، كما جدّد من جانب أخر التزام الدولة بإخماد نار الفتنة نهائيا في غرداية
خصص رئيس الجمهورية حيزا كبيرا من الرسالة التي وجهها في الاحتفالات الرسمية بمناسبة عيد النصر، التي جرت بولاية غرداية، لسكان الجنوب وخاصة ولايتي غرداية التي عرفت أزمة أمنية قبل أشهر، و كذا عين صالح التي تعرف حركة احتجاجية مناهضة لاستغلال الغاز الصخري، وحرص الرئيس على مخاطبة سكان المنطقتين، للتأكيد على رغبة الدولة في إخماد نار الفتنة في غرداية نهائيا، واستكمال الإجراءات المتخذة لتحقيق ذلك، ومن جهة أخرى طمأنة سكان عين صالح بان المساس بصحتهم «خط احمر» لا يمكن تجاوزه.
الرئيس بوتفليقة وفي رسالته التي قراها نيابة عنه مستشاره السياسي محمد بن عمر زرهوني، عاد للحديث عن الاضطرابات التي عاشتها ولاية غرداية طيلة أشهر، والتي خلفت ضحايا وأضرار مادية، واستغرق حلها أشهر طويلة، وقال الرئيس، أن الصعوبات التي واجهها سكان المنطقة ناجمة عن وضعين تولد أولهما عن المشاكل المترتبة عن إدارة مختلف ورشات التنمية، بالموازاة مع التوتر الذي تشهده المنطقة.
وجدد الرئيس عزم الدولة، على مواصلة الجهود وبذل كل ما وسعها بذله كي يعود الهدوء إلى غرداية، وقال بان الدولة سترصد كافة الوسائل و الإمكانيات لذلك. مؤكدا بان الدولة ماضية بحزم في سياستها المتوخية تعميم التطور على كافة ربوع الوطن. لإخراج البلاد مما لا زالت تعانيه من مظاهر التخلف وقصور التنمية، وقال بأن الدولة حريصة على مصلحة الشعب و لا يمكنها التضحية بها مهما كان المقابل.
ودعا الرئيس، سكان غرداية، للوقوف إلى جانب الدولة لوأد نار الفتنة والفرقة، مؤكدا بأنه لن يقف في صف أي طرف على حساب الأخر حيث قال « أعلن بكل صدق وإخلاص أن حبي للشعب الجزائري كله واليمين الدستوري الذي أديته المرة تلو المرة يمنعانني أن أفرق بين الجزائري وأخيه الجزائري و أن أفرق بين المالكي منكم وأخيه الإباضي. إنكم كلكم إخواني أحبكم في الله والوطن أحترمكم و أدافع عنكم لأنكم من خيرة العاملين لله والوطن في بلادنا». وأضاف الرئيس انه لا يوجد ما يضاهي «غيرته على وحدة الأمة» إلا غيرته على الوحدة الترابية للجزائر. وما من كره يفوق كره الرئيس، للفرقة والتعصب العنصري أو الديني أو الجهوي من حيث أتى بين أبناء الجزائر. وتحدث الرئيس عن إسهام سكان غرداية إبان الثورة، وأنجبت للأمة علماء وباحثين، وقال بان الوقت قد حان لتستعيد المدينة الأمن والأمان والطمأنينة.
وحرص الرئيس على طمأنة سكان الجنوب، وقال في رسالته أن مشاكل المنطقة هي مشاكل الجزائر بأكملها، وأضاف بان الدولة حريصة على خدمة «أبنائها في كافة أصقاع الوطن فلا يمكنها التفريط فيهم و لا الإضرار بمصالحهم». مبديا امتعاضه من عدم ثقة بعض أبناء المنطقة في تعهدات الدولة والتزاماتها، في إشارة إلى سكان عين صالح، ومضيهم في الاحتجاجات رغم كل ما تلقوه من تطمينات.
وعبر الرئيس عن حسرته من الأحداث التي عرفتها المنطقة والتي قال بأنها «فتن رعناء تثبط عزائم أولئك العاملين ليل نهار من أجل سعادة الشعب كله و عزة الجزائر وسؤددها». وتحدث ضمنيا عن تحركات لاستدراج أبناء المنطقة ضد الدولة، مشيرا بان بعض الأطراف تقف موقف «التشكيك» في نزاهة وإخلاص المسؤولين، والطعن في سلامة وجدوى التدابير والقرارات المتخذة لتنمية البلاد. داعيا الجميع إلى ترجيح الحكمة والعقل.
و وجه الرئيس، مجددا، رسائل لتطمين سكان عين صالح وتبديد مخاوفهم من الآثار البيئية المحتملة جراء أشغال التنقيب عن الغاز الصخري، وقال بان «الحفاظ على صحة المواطنين وعلى البيئة التي يعيشون فيها خط أحمر لا يمكن للدولة أو غيرها تجاوزه». مؤكدا بان المواطنين هم ثروة البلاد الحقيقية التي لا تنضب ولا يطولها النفاد. مبديا ثقته في قدرة سكان المنطقة على تجاوز المرحلة، وعدم الوقوع في المخططات التي تحاك ضد الجزائر.
ودعا الرئيس، سكان المنطقة لوضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والإقرار بضرورة التخطيط للمراحل المستقبلية للتنمية، والتعرف على احتياطي الجزائر من الغاز والبترول الصخري، مضيفا بان الأشغال الجارية حاليا تنحسر في عمليات الاستكشاف و التقييم لا غير، مع مراعاة صحة المواطنين، وقال انه لا يحق ولا يمكن لأحد «أن يجنح إلى التصرف على نحو يضر بمصالح المواطنين و بالبيئة و بالسلامة الجيولوجية لأية منطقة من مناطق البلاد «، مجددا التزام الدولة بهذا النهج.
وبخصوص التقسيم الإداري الجديد، طمأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مواطني مناطق الجنوب و الهضاب العليا بأن التقسيم الإداري الجديد الذي أعلن عنه مؤخرا سينفذ فور الفراغ من الإجراءات التنظيمية. و قال بوتفليقة «هناك أمر أثار خلال الأيام الأخيرة بعض التساؤلات وأعني به التقسيم الإداري الجديد المزمع إجراؤه في مناطق الجنوب والهضاب العليا. لا بد لي أن أطمئن المواطنات والمواطنين بأن ما تم إعلانه من الإجراءات سينفذ فور الفراغ قبليا من الإجراءات التنظيمية». و أوضح بوتفليقة أن القطاعات المعنية «تعكف على تأمين الظروف التقنية و توفير مختلف الوسائل اللازمة لإنجاح العملية».
أنيس نواري
اتهم رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، من وصفهم بـ»مجموعة من أدعياء السياسة ببث الخوف والإحباط في نفوس الشعب»، وممارسة سياسة الأرض المحروقة للوصول إلى الحكم ولو كان ذلك على أشلاء الجزائريين، وقال رئيس الجمهورية في رسالة وجهها في احتفالات عيد النصر بغرداية إنه «متخوف مما يقدم عليه أناس من أبناء جلدتنا في استعمال سياسة الأرض المحروقة للوصول إلى الحكم»، مؤكدا بأن الدولة مضطرة للتعامل بحزم للتصدي لكل من يهدد أمن الجزائر.
وجه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، لأول مرة، تحذيرات شديدة اللهجة، إلى الأطراف التي أكد أنها تسعى لزعزعة استقرار البلاد، حيث استغل الرسالة التي وجهها الخميس بمناسبة الاحتفالات بعيد النصر التي جرت بولاية غرداية، للحديث عن «توجسات» قال بأنها «تؤرقه»، داعيا الجزائريين إلى التخلي عن منطق الحياد والوقوف إلى جانب دولتهم للدفاع عن الوطن، وأكد الرئيس في رسالته التي قرأها نيابة عنه مستشاره للشؤون السياسية محمد بن عمر زرهوني، بأن حماية الوطن لا تأتي بوقوف الجزائريين موقف «المتفرج» في الوقت الذي ينساق فيه الكثيرون «لأسباب مفتعلة باطلة» إلى سقوط أخلاقي سقوط حضاري يتنافى و كل مقومات المواطنة الصادقة المسؤولة.
وأكد الرئيس بوتفليقة أن منصبه الذي اختاره فيه الشعب يملي عليه “مقاسمة المخاوف التي تنتابه مع الجزائريين” بسبب محاولات بعض الأطراف ضرب استقرار الوطن، واستعمل عبارات شديدة اللهجة للتحذير من تصرفات “أناس من بني جلدتنا” والذين كما قال الرئيس بوتفليقة يمارسون “سياسة الأرض المحروقة” في مسعاهم للوصول إلى الحكم حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا و أشلاء شعبنا.
و وصف بوتفليقة، الأطراف التي تحاول زعزعة استقرار الوطن بـ”أدعياء السياسة”، والذي يعمدون إلى بث”الخوف والإحباط في نفوس الجزائريين” وإلى هدم ثقتهم في الحاضر والمستقبل. مشددا على أن “أراجيفهم” لم تنطل و لن تنطلي على الشعب، الذي كما قال الرئيس “يمقت الشر و من يتعاطاه” ولا يروم سوى الخروج مما بقي من تخلفه بتحويل طاقة شبابه إلى حراك وطني شامل عارم يبني ولا يهدم.
وفي خطوة غير مسبوقة، هدد الرئيس بمواجهة هذه المحاولات بحزم، لافتا ضمنيا بان الدولة في حالة “الدفاع عن نفسها” وستتخذ لذلك الإجراءات الضرورية لمواجهة أي تهديد والدفاع عن الدولة، وقال “نحن الآن أمام حالة اضطرار إلى إعمال الحزم والصرامة كل الحزم والصرامة في الدفاع عن هذه الدولة”. واعتبر بأن هذا القرار “واجب دستوري وقانوني وشرعي و أخلاقي لا يجوز لا تأجيله و لا التقاعس عنه”.
ودعا بوتفليقة الجزائريين، للتجند والتكتل من أجل رص “بنيان الجبهة الداخلية” ومواجهة المخاطر، التي تتعاظم مع التهديدات التي تعيشها المنطقة، وابرز أن بناء هذه الجبهة الداخلية يعني “الجميع” عبر الحوار و توحيد الكلمة والموقف، مبديا استعداد السلطة للتحاور مع الأطراف التي تخالفها الرأي، في إشارة إلى المعارضة، شرط عدم التشكيك في الدستور والإرادة الشعبية، حيث قال “لا نرى ضيرا في أن نطرق باب هذا الحوار على ألا يكون من يأتي إليه ذا موقف مبيت على المساس بما هو قائم بمقتضى الدستور و مكرس بالإرادة الشعبية الصريحة”.
وثمن الرئيس دور رجال الجيش الوطني الشعبي، وكافة أسلاك الأمن الذين يدافعون عن الجزائر، رابضين على كل حدودها و إلى الذين يجوبون الوطن من أجل اجتثاث الإرهاب المقيت من جذوره وقطع شأفته. موجها كذلك تحية إلى أعوان الدولة في جميع القطاعات الذين يسهرون على بنائها و ترقية اقتصادها و مصلحة شعبها.
أنيس نواري