أعلنت نقابة الكنابست وقف الإضراب الذي شرعت فيه منذ 16 فيفري الماضي، واستئناف الدراسة بداية من غد الأحد، مبدية التزامها باستدراك التأخر في الدروس الناجم عن ذلك. هذا القرار جاء عقب النتائج الإيجابية التي توجت اجتماع النقابة مع مسؤولين بوزارة التربية أول أمس، في وقت طالب الأولياء بتمديد السنة الدراسية إلى غاية نهاية ماي.
أزاحت الكنابست كابوس السنة البيضاء عن طلبة الأقسام النهائية، بعد أن أعلنت رسميا وقف الإضراب الذي شل العديد من الثانويات لمدة تجاوزت الشهر، وأبدى المنسق الوطني نوار العربي استعدادا تاما من قبل تنظيمه للتكفل بيداغوجيا بالتلاميذ، الذين تضرروا جراء تراكم الدروس المتأخرة، وإلغاء امتحانات الفصل الثاني، خصوصا بالنسبة للمرشحين لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا، وأعلنت من جهتها وزارة التربية الوطنية في بيان أصدرته يوم الخميس، توصلها إلى اتفاق مع الشركاء الاجتماعيين يتضمن ترقية المدرسين إلى الرتبة الأعلى، في إطار الشروط التي تحددها الأحكام القانونية، على أن تمتد عملية الترقية الى غاية شهر جوان 2017، علما أن هذا المطلب شكل إحدى النقاط الأساسية التي بقيت عالقة، واعتبرتها نقابة الكنابست سببا كافيا لمواصلة الإضراب، وذلك تزامنا مع تزايد قلق التلاميذ وكذا الأولياء الذين راسلوا رئاسة الجمهورية والوزارة الأولى لإنقاذ مستقبل أبنائهم من الضياع، مع ضرورة إيجاد معالجة نهائية لقضية الإضرابات التي أنهكت القطاع خلال العشر سنوات الأخيرة.
ووفق ما جاء في محضر الاجتماع الموقع بين الطرفين، بعد اجتماع مطول تم يوم الخميس بمقر الوزارة، فقد ردت الهيئة الوصية على مطلب الترقية الآلية لتسوية الاختلالات الناجمة عن تطبيق القانون الخاص، بالإعلان عن تخصيص 45 منصبا للترقية كل سنة بداية من العام الجاري، إلى غاية سنة 2017، وفقا للشروط والكيفيات القانونية، مع رفع التجميد على المناصب الشاغرة لرتبتي أستاذ رئيسي وأستاذ مكون، وأكدت الوزارة التكفل بالآيلين للزوال في إطار التعليمة رقم 004 المؤرخة في جويلية 2014، وأن الملف قيد المعالجة النهائية، بحصولهم على الأثر المالي الرجعي بداية من 03 جوان 2012، مع تحديد الكيفيات وآليات التسديد لاحقا.
كما فتحت الهيئة الوصية المجال لمعلمي المدارس الابتدائية وأساتذة التعليم الأساسي الذين أنهوا تكوينهم بعد 30 جوان 2012، للتكون خلال السنة الحالية من أجل الترقية إلى أستاذ مكون، وذلك بالجمع بين الأقدمية المكتسبة في التربة الأصلية والأقدمية في الرتب الجديدة، وفق الشروط و القانونية، مع التحويل التلقائي لمناصبهم المالية، في حين ستفتح دورة تكوينية استثنائية لفائدة من لم يزاولوا تكوينهم، وذلك خلال السنة الحالية، ليتم فيما بعد ترقيتهم إلى الرتب القاعدية والرتب المستحدثة، مع التحويل التلقائي لمناصبهم المالية، وأكدت الوزارة التزامها بمعالجة هذه النقطة نهائيا قبل 31 ديسمبر المقبل، إلى جانب ترقية اساتذة التعليم التقني إلى أساتذة في التعليم الثانوي بعد أن يتم تكوينهم، وتضمن المحضر الرسمي النقاط المتعلقة بطب العمل حيث قررت الوزارة إنشاء مقرات بعدد من الولايات، كما راسلت الهيئة ذاتها الجهات المعنية للتكفل بمنحة المنطقة، إلى جانب مراسلة وزير السكن والعمران لاقتراح الصيغ الممكنة، بما يمكن عمال القطاع من الاستفادة من مختلف الصيغ السكنية، فضلا عن تنصيب اللجنة الحكومية المكلفة بجرد أموال وممتلكات الخدمات الاجتماعية، مع احتساب سنوات الخدمة الوطنية في التقاعد.
وأبدى رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ خالد أحمد ارتياحه لقرار توقيف الإضراب، وروح المسؤولية التي أظهرها الأساتذة، الذين رفضوا الذهاب بعيدا بالحركة الاحتجاجية، داعيا في تصريح للنصر مدراء المؤسسات التعليمية إلى تسهيل التنسيق والتعاون ما بين الأساتذة والأولياء لاستدراك الدروس المتأخرة، من خلال فتح أبواب المؤسسات يومي السبت وأمسيات يوم الثلاثاء، فضلا عن إلغاء المواد الترفيهية واستبدالها بالمواد الأساسية، خاصة بالنسبة لطلبة الأقسام النهائية، مع تمديد الدراسة الى غاية 20 ماي بالنسبة لطلبة السنة الثالثة، ونهاية الشهر للأقسام الأخرى، بدعوى أن القطاع يمر بظروف استثنائية.
لطيفة بلحاج