"الشكارة" كســرت كل معــالم السيــاســة في الجــزائــر
قال عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل أمس السبت، بأن الوضع الاقتصادي و الاجتماعي في الجزائر مقلق للغاية، و هو نتاج تراكمات مرحلة ما بعد الرئيس الراحل هواري بومدين؛ الذي وضع أسس الدولة القوية و عبد مستقبل الأجيال بمنجزات كبيرة و بعث ثورات في كل القطاعات لكن الوضع اليوم لا يدعو للارتياح بسبب ما وصفه بالممارسات السلبية التي أثرت على كل شيء من السياسة إلى الاقتصاد و المجتمع و الثقافة و الأخلاق.
و أضاف عبد العزيز بلعيد في لقاء مع مناضليه بالمسرح البلدي محمود تريكي بمدينة قالمة بأن المجتمع كله مسؤول عن الوضع الذي وصلت إليه البلاد و أن «الشكارة» قد كسرت كل معالم الممارسة السياسية النزيهة في الجزائر و أن الشعب قد استقال من ممارسة السياسة و الشباب قد أصيب باليأس و الإحباط نتيجة هذه الممارسات.
و تحدث رئيس جبهة المستقبل عن ما وصفه بالفساد و انهيار القيم الأخلاقية و التزوير، متسائلا «لماذا لا نكون كالشعب التركي و الشعب الفنزويلي للنهوض بالبلاد و تحمل المسؤولية؟».
و حسب المتحدث فإن غياب المحاسبة و التقييم و النظرة الصحيحة للمستقبل تعد من بين الأسباب التي أدت إلى الوضع الاقتصادي الحالي، و قال بان الجزائر تتسع لأكثر من 400 مليون نسمة لكن اعتمادها على البترول ضيع مستقبلها و مستقبل أجيال بأكملها، مضيفا بأن الفرد الجزائري لم يعد يحترم العمل و أن القيم الاجتماعية قد انهارت رغم أن ديننا الإسلامي يدعو إلى الأخلاق و احترام القيم و حقوق الإنسان و العمل.
و لدى تطرقه إلى استعدادات حزبه للمواعيد الانتخابية القادمة أوضح عبد العزيز بلعيد بأن تشكيلته السياسية لا تمارس العنف و لا تريد بيع و شراء الأصوات و هي تدعو للحوار و الإخاء و المحبة، مضيفا بأن جبهة المستقبل سيكون لها شأن كبير بعد المؤتمر القادم و أنها تملك رؤية صحيحة و هادفة للمستقبل و هي في حاجة إلى دعم الجميع و تحترم الجميع.
«نحن نريد بناء مشروع المجتمع المتكامل و نحترم الشهداء و المجاهدين و ضحايا الإرهاب و الحرس البلدي و المجاهدين و رجال الباتريوت، من أحسن نقول له أحسنت و من أساء نقول له أسأت لكن باحترام و إقناع».
و دعا رئيس جبهة المستقبل إلى تحصيل الضرائب المستحقة و قال بأن نسبة التحصيل الحالية لا تتجاوز 50 بالمائة و أن حل الأزمة الاقتصادية ليس في زيادة ضرائب جديدة بل في تحصيل ضرائب من وصفهم بالمتهربين و فتح تحقيقات قضائية في قضايا الفساد التي تتحدث عنها الصحافة، داعيا البرلمان بغرفتيه إلى التحرك و قول كلمته في قضايا الفساد، مؤكدا في ختام كلمته بأن أزمة الجزائر هي أزمة رجال و أخلاق و أن الجميع مدعو إلى تحمل المسؤولية و تقديم الحلول المستقبلية للازمات الاقتصادية و السياسية و الأخلاقية التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم.
فريد.غ