مــواقف الجزائر اتــجاه الأفارقة واضحة وتــسوية ملــف المهاجرين يتطلب حلولا دائمة
قالت السيدة ليلى زروقي، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، أن الجزائر تعمل دائما على ضمان ودعم الأمن والسلم في الدول الإفريقية ، وعملت منذ تولي الرئيس بوتفليقة على مسح ديون الأفارقة لديها دون أن تنتظر مقابلا سياسيا لأن الدول المستفيدة من مسح الديون منها من كانت ضد المواقف الجزائرية؛ موضحة أن الجزائر لازالت لحد اليوم تسدد منح الطلبة الأفارقة في جامعاتها، كما أنها أول دولة طالبت بضرورة التعاون جنوب جنوب ومن أجل النيباد، وبالتالي فلا يعقل اليوم أن لا تتبنى مواقف إيجابية وإستراتيجية ذكية وعقلانية لتسوية وضعية
المهاجرين الأفارقة.أوضحت أمس السيدة ليلى زروقي مثلة الأمين العام للأمم المتحدة للطفولة والنزاعات المسلحة في تصريح للصحافة على هامش المنتدى الإفريقي للأمن والسلم، أنه تم تسوية مشكل الهجرة الذي بدأ يأخذ حجما كبيرا عبر مختلف دول العالم، يجب أن يتم عن طريق حلول دائمة وليس إستعجالية مؤقتة، فالتعامل مع مسألة الهجرة غير الشرعية لا يجب أن يكون باللجوء للردع أو القوة، بل يجب إعتبار هؤلاء المهاجرين ضحايا لأوضاع معينة ويجب التفكير في كيفية تخفيف آلامهم ومعاناتهم والعمل على إعادة الأمل لهم، و دراسة كيفية ضمان إستقرارهم في بلدانهم مشيرة في هذا السياق "لا أحد يفضل مغادرة وطنه دون عوامل قاهرة"، وذكرت في هذا السياق أنه يوجد 65 مليون شخص مهاجر غير شرعي عبر العالم منهم 28 مليون طفل، وأن 220 مليون طفل يعيشون في الأزمات والنزاعات، داعية الدول الإفريقية المجتمعة في وهران على دراسة كيفية تحقيق المتطلبات الأساسية للشعوب وحمايتها من النزاعات المسلحة وتطوير التنمية في جميع المجالات من أجل ضمان إستقرار الأشخاص وعدم دفعهم للهجرة غير الشرعية ومواجهة مصير مجهول في مختلف دول العالم. وأوضحت السيدة ليلى، أن تهميش دعوات ومطالب الجماعات المسلحة وإبعادها عن المجتمع وعدم إيلاءها الإهتمام هو أحسن حل لوقف العنف وحل النزاعات خاصة في القارة السمراء، مبرزة أن أغلب هذه النزاعات تنجم عن غياب العدالة وعند تخبط المجتمع في دوامة التوزيع غير العادل للثروات وسوء التسيير والحكم غير الراشد وغيرها من الأوضاع التي تجعل الفرد يشعر بأنه غير ممثل في المجتمع وأنه مهمش مما يفتح فضاءات واسعة لتغلغل الجماعات المسلحة وإنخراط تلك الفئات المجتمعية فيها، مذكرة بجماعة بوكو حرام التي قالت أنها بدأت بنزاع بسيط في وسط إجتماعي مهمش لتتحول اليوم لجماعات مسلحة تشكل خطرا على المنطقة كلها. مشددة على ضرورة زرع الأمل في نفوس المجتمعات خاصة الإفريقية وتوفير لها المتطلبات الاساسية من أجل تجسيد إستراتيجيات السلم والأمن وحل النزاعات. مضيفة أن الإتحاد الإفريقي له إستراتيجية واضحة المعالم، حيث أن الدول الإفريقية رائدة في مجال إشراك المرأة في مسارات السلم والأمن وفق إستراتيجيات طويلة المدى لتقوية قدراتها، لأن المرأة هي التي تدفع الثمن خاصة من أجل أطفالها، مشيرة أنه خلال جولاتها الميدانية في عدة مناطق إفريقية خاصة كانت تجد دائما النساء هن المتكفل الوحيد بالأسرة والأبناء في غياب الآباء الذين يغادرون من أجل حمل السلاح في النزاعات والحروب الإفريقية، مؤكدة أنه على المشاركين في منتدى الأمن والسلم في إفريقيا أن يتدارسوا كيفية توحيد صفوفهم والتحدث بصوت واحد من خلال توحيد مواقفهم أيضا إزاء القضايا الإفريقية المطروحة من أجل تجنب التدخل الأجنبي، لأن الدول الغربية لها مصالحها في القارة وسيتحركون من أجل الحفاظ على تلك المصالح حتى ولو إستدعت الضرورة زعزعة إستقرار البلدان الإفريقية، والسؤال الذي يجب أن تطرحه هذه البلدان وفق السيدة ليلى هو كيف يمكنها حماية شعوبها ووقايتهم من هذه التدخلات الأجنبية المصلحية؟
وخارج الوضع في إفريقيا، عرجت السيدة ليلى لما يحدث للسوريين الذين قال أن الدمار والقتل والتشريد هو الذي دفع آلاف السوريين لمغادرة وطنهم، معتبرة أن الأمر ليس هينا على السوريين الذين فقدوا كل المستلزمات الضرورية للحياة وذكرت في هذا السياق حالة طفل سوري يبلغ من العمر 9 سنوات دفعه والداه للهجرة لإنقاذه من رصاص الأسلحة والقنابل والدمار، مشيرة أن 70 بالمائة من الأطفال السوريين لا يذهبون للمدارس، و3 بالمائة فقط اليوم يذهبون للجامعات، علما حسب السيدة ليلى فإن 3 بالمائة فقط من المساعدات الدولية الإنسانية توجه نحو التربية والتعليم في العالم.
هوارية ب