التــزام المــسؤولية ونقل الحقــيقة كما هي أساس نجاح العمل الصــحفي
أكد الدكتور في العلوم السياسية بجامعة أوتاوا بكندا، مارك فرانسوا بريني، أمس الاثنين،على ضرورة تحلي الصحفي بروح المسؤولية عند تحرير المواضيع الإعلامية، وأن يوازن ما بين ممارسة الحرية الإعلامية والتزاماته تجاه المجتمع، منبها إلى الدور الهام الذي أضحى يقوم به جمهور المتلقين، من خلال تقييم المعلومة والحكم على مدى مصداقيتها.وأكد الأستاذ المختص في أخلاقيات الصحافة في محاضرة ألقاها أمس بالمدرسة العليا للصحافة بالعاصمة، في إطار الدورات التكوينية التي تنظمها وزارة الاتصال لفائدة الإعلاميين، على ضرورة تحفيز الصحفيين وحثهم على التحلي بروح المسؤولية عند ممارسة الحرية الإعلامية، بحكم أن هناك العديد من الواجبات والأخلاقيات التي ينبغي احترامها وعدم تجاوزها، مذكرا بأن صياغة أولى مبادئ أخلاقيات الصحافة كان في القرن التاسع عشر، وأن تطور المهنة لا يتحقق إلا في جو من الحرية والديمقراطية، وفي إطار مجموعة من الأخلاقيات المتفق عليها.وقال الأستاذ المحاضر إن الالتزام بالممارسة الإعلامية في ظل الحرية المسؤولة، لا يتحقق إلا باعتماد جملة من المعايير، من بينها إعطاء أهمية قصوى للمصلحة العامة، وعدم التعدي على الحياة الشخصية للآخرين، وكذا الحرص على حماية العلاقات الاجتماعية وعدم الإضرار بها بمجرد جرة قلم، والعمل على نشر المواضيع التي تحدث تأثيرا إيجابيا على سير المؤسسات وكذا على عامة المتلقين، دون اللهث وراء إشباع فضول الجمهور على حساب احترام أخلاقيات المهنة، ودعا المصدر إلى ضرورة نقل الحقيقة كما هي، من خلال مطابقة الأحداث التي تقع فعلا مضمون الكتابات الصحفية، أي نقلها كما هي وبموضوعية لجمهور القراء، مؤكدا استحالة نقل الحقيقة المطلقة، غير أنه نبه إلى ضرورة تفادي الكذب وتغليط الرأي العام، ومع ذلك أتاح فرصة إمكانية إخفاء بعض الحقائق مؤقتا، إذا ما كان نشرها في حينها يضر بالآخرين. كما حث منشط الندوة على التحلي بالدقة والصرامة في العمل الصحفي، لكونهما عنصرين أساسيين لضمان حقيقة المعلومات، مع تقديم تحاليل منطقية، والابتعاد عن إقحام أنواع صحفية عدة في الموضوع الواحد، كإقحام التعليق في الموضوع الخبري مثلا، إلى جانب تفادي استعمال عناصر غير صحيحة لتدعيم الموضوع، واختيار العنوان الذي يتناسب مع المضمون، والأهم من ذلك التدقيق في صحة المعلومة قبل نشرها بالاتصال بأكثر من مصدر واحد، بهدف كسب ثقة القراء، والحفاظ على مصداقية الصحفي، الذي ينبغي عليه تصحيح الأخطاء التي قد يرتكبها، وأن يعترف بها أولا.ومن بين عناصر أخلاقيات المهنة التي تحدث عنها الأستاذ بجامعة أوتاوا، مبدأ الإنصاف، أي نقل وجهة نظر جميع الأطراف، وعدم إحراج أو الضغط على أي جهة كانت من أجل الظفر بتصريح أو بمعلومة، مع تفادي التحايل والطرق الملتوية لافتكاك الخبر، كان يلجأ الصحفي مثلا لنصب كاميرات خفية أو التجسس على الآخرين، خاصة إثناء إنجاز التحقيقاتواعتبر الدكتور فرانسوا بريني أن العمل الصحفي الناجح يتطلب توفير الظروف المالية والمادية ووسائل العمل لفائدة الإعلاميين، ومنحهم مجالا واسعا من الحرية، والتكوين المناسب الذي يصنع منهم صحفيين ناجحين، مقابل الالتزام بالأخلاقيات.
لطيفة/ب