* سيدي السعيد: لم يتم غلق المؤسسات أو تسريح العمال رغم الأزمة المالية
دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستمرار والإسراع في تنفيذ البرامج الوطنية للإصلاحات في مختلف المجالات، وضمان القدرة الشرائية للعمال والتكفل بأوضاع الطبقات الهشة، وضبط السوق الوطنية وحماية المستهلك من جحيم المضاربة، وقال أن الانتصار الجذري على الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر يتطلب نهضة قوية متعددة الجوانب، منوها في السياق بالتدابير الرشيدة التي اتخذتها الحكومة لتقليل آثار هذه الأزمة، ومحذرا من الإصغاء للأطروحات الدغماتية والخطب التشاؤمية.
وجّه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس الجمعة، رسالة خاصة للطبقة العاملة بمناسبة الذكرى المزدوجة لـ 24 فبراير تاريخ تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، قرأها نيابة عنه مستشاره الخاص محمد علي بوغازي بمدينة الجلفة حيث جرت الاحتفالات الرسمية بهذه المناسبة. ورسم الرئيس في رسالته هذه خارطة طريق حقيقية للحكومة، في مختلف الميادين لمواجهة الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي، وبالمناسبة دعا الرئيس إلى الاستمرار والإسراع في تنفيذ الإصلاحات التي أقرتها الدولة في جميع المجالات، و قال « نعم على الدولة الاستمرار والإسراع في تنفيذ برامجنا الوطنية للإصلاحات في مختلف المجالات الاقتصادية والإدارية».
وعليه طالب الرئيس من الدولة العمل بنوع من التوازن، وإضفاء المزيد من التجانس بين حرصها على ضمان القدرة الشرائية للعمال، والتكفل بأوضاع الطبقات المعوزة من جهة، ومن جهة أخرى ضبطها للسوق وحماية المستهلكين من جحيم المضاربة واستنزاف مداخيلهم وتدهور مستوى معيشتهم.
ليخلص إلى أن الجزائر ستتكفل بجميع ابنائها وتضمن لهم العيش الكريم «ستظل بلد العزة والكرامة لجميع أبنائها، بلدا يضمن الحق في العيش الشريف لجميع مواطنيه ومواطناته، بلدا حريصا على حقوق عاملاته وعماله، وكذا متقاعديه، بلدا حريصا على ضمان مستقبل أجياله الصاعدة».
نهضة قوية متعددة للانتصار جذريا على الأزمة المالية
وفي رسالته بهذه المناسبة، أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن الانتصار «الجذري» و»المستدام» على الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر يتطلب نهضة قوية متعددة الجوانب، ونوه في السياق بالتدابير الرشيدة التي اتخذتها الحكومة لتحجيم آثار هذه الأزمة.
وأضاف أن هذه النهضة سوف «تعيد مسار بناء اقتصاد وطني متحرر من هيمنة المحروقات ومتنوع مثل تنوع قدرات الجزائر الفلاحية والسياحية و المنجمية والصناعية وغيرها»، معتبرا العمال «درع البلاد في هذه المعركة التي ينادينا إليها الواجب الوطني وقدوتها لكي يظل هذا المبتغى النبيل ولكي تعزز مرة أخرى خياراتنا الوطنية الاجتماعية الموروثة من ثورتنا المجيدة، خيارات أصبحت في صلب ثوابتنا الوطنية».
وأضاف رئيس الدولة بأن الجميع يدرك اليوم أن الجزائر أصبحت ضحية أزمة اقتصادية تهز الدول المتقدمة مرفوقة بتراجع أسعار النفط وتذبذب سوقها الدولية، وذلك رغم مبادرات بلادنا التي سمحت مؤخرا بتحسين جد طفيف لسعر المحروقات، لافتا إلى أنه إذا كانت أسباب المصاعب المالية الحالية للجزائر ذات أصل خارجي فلها في نفس الوقت آثار على وتيرة التنمية، لكن «تمكنا من تحجيمها بفضل التدابير الرشيدة التي اتخذناها خلال السنوات الأخيرة» يضيف الرئيس. وانطلاقا من هذا الوضع خاطب بوتفليقة عمال الجزائر قائلا» عليكم انتم كذلك ربح معركة الإنتاج و المنتوجية والقدرة التنافسية لضمان دخول سلعنا غدا في الأسواق الخارجية»، مؤكدا في ذات الوقت «علينا كذلك أن نتطور أكثر في نظرتنا إلى الرأسمالية الوطنية النزيهة، والى الشراكة الأجنبية العادلة كشركاء استراتيجيين للعمال في بناء التنمية الاقتصادية، ومن ثمة تقبل بأريحية أقوى الإصلاحات الضرورية لكي تتحسن ظروف الاستثمار في البلاد».
واعتبر هذا التوجه نقلة نوعية تستوقفنا اليوم لكي نضمن مستقبل اقتصادنا وتنمية بلادنا، لكنّه حذر في ذات الوقت، من أن هذه النقلة تتطلب منا عدم الإصغاء للأطروحات الدغماتية، وكذا للخطب التشاؤمية، وبدل ذلك لابد من التمعن والتقليد لوقفات ونضالات الشعب الجزائري بالأمس من أجل الحرية ثم من أجل التنمية. وفي الأخير أكد الرئيس أنه ومن خلال هذه الرسالة للعمال الجزائريين بهذه المناسبة الغالية فهو يريد إيصال نداء الأمل في قدرات الجزائر، و الصمود أمام أمواج الأزمة المالية الحالية، و التمعن في تضحيات أسلافنا لكي نخرج مرة أخرى منتصرين من أوضاعنا المالية الصعبة حاليا. وبما أن المناسبة تاريخية كبيرة لم يفوت رئيس الجمهورية ليؤكد أن الطبقة الكادحة كانت دوما إلى جانب الجزائر الأمس واليوم، وقال أنها كانت « خزانا للوطنية والمجاهدين ومصدر تضحيات جسام تجسدت في استشهاد عشرات الآلاف من عمالنا ورمزهم الشهيد عيسات إيدير»، مشيدا في هذا الصدد بمساهمة العمال في تأمين الاستقلال المالي لثورة أول نوفمبر، وكذا مساهمتهم بعد الاستقلال في إنجاح ثورة تأميم المحروقات.
إلياس- ب
سيدي السعيد من الجلفة
لم يتمّ غلق مؤسسات أو تسريح للعمال رغم الأزمة المالية
أكد الأمين العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، أمس الجمعة من الجلفة، أنه بفضل التوجيهات «السديدة» لرئيس الجمهورية «لم تشهد البلاد أي مظهر من مظاهر غلق المؤسسات وتسريح العمال والتأخر في صرف رواتب العمال».
وقال سيدي السعيد وخلال لقاء نظم بالمسرح الجهوي ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين و تأميم المحروقات « إن الجزائر التي عرفت الأزمة المالية أواخر عام 2013 وبداية 2014 لم تعرف هبوب رياح ساخنة بقدر ما كانت هناك قرارات حكيمة نابعة من إرادة قوية وتضامن وطني وهو ما لا يمكن إنكاره».
وأكد سيدي السعيد بأن صندوقي التقاعد والتأمينات الاجتماعية بقيا رغم الأزمة المالية وما تعانيه هذه الصناديق، و هي مكاسب -كما قال- نسير «وفق نهجها بفضل التضامن الوطني دون مساس بها من أجل هذه الفئات التي تجد في حساباتها البريدية حقوقها دون نقصان بل زيادات في كل سنة»، مضيفا ‹› إن تضامن الكل من أرباب العمل والحكومة والإتحاد مفروض علينا ويجب علينا تقويته في ظل ما يشهده الاقتصاد الوطني من وثبة حقيقية يترجمه الواقع حيث السير نحو ترقية الاستثمار وتقوية الإنتاج المحلي وخير دليل على ذلك أنه سيتم الاحتفال شهر مارس المقبل بإحياء مركب الحجار».
و في هذا الخصوص، أكد الأمين العام للمركزية النقابية، «كل هذه السلاسة الاقتصادية والاجتماعية الموحدة جاءت بفضل تعزيز الثقة ولغة الحوار والحكمة بعيدا كل البعد عن الشتم والعنف والقلق» مشيرا إلى أن الإتحاد العام للعمال الجزائريين «يدافع عن العامل وركيزته أيضا الحفاظ على الجمهورية».
تجدر الإشارة إلى أنه قد تم في هذا اللقاء تلاوة لائحة موجهة من طرف الإتحاد إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تضمنت تجديد دعمها ووقوفها إلى جانبه وهو الذي حرص - حسبما جاء في النص - على إشراك الإتحاد في الحوار الوطني ومع الحكومة وانحيازه الدائم مع فئة العمال.
وقد تضمنت فعاليات اللقاء تقديم تكريمات لعائلة الفنان الراحل أحمد بن بوزيد المعروف بالشيخ عطاء الله والذي تم بالمناسبة إطلاق اسمه على المسرح الجهوي لولاية الجلفة.
وشمل التكريم أيضا كلا من وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي ووزير الطاقة نور الدين بوطرفة ومستشار رئيس الجمهورية علي بوغازي وكذا عدد من المسؤولين السامين وأمناء لاتحادات ومنظمات وطنية.
وقد استهل البرنامج الاحتفالي بالذكرى الذي احتضنته هذه السنة ولاية الجلفة تحت شعار «الإشادة بالفنانين الجزائريين» بوضع الوفد المشارك والسلطات المحلية للولاية إكليلا من الزهور على مربع الشهداء كما وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز مقر المكتب المحلي للإتحاد العام للعمال الجزائريين.
ق.و