برلمانيون يتطلعون إلى عهدة ثانية و ثالثة و العروشية معيار أساسي في التشريعيات بباتنة
لايزال التنافس سيد المشهد السياسي بعاصمة الأوراس باتنة داخل بعض الأحزاب عكس القوائم الحرة التي فصلت في مرشحيها تحسبا للاستحقاقات التشريعية للرابع ماي، ويكتنف الغموض بصفة خاصة حزبي جبهة التحرير الوطني و التجمع الوطني الديمقراطي وكذا الأحزاب الإسلامية. ويبدو جليا حسب الملاحظين للمشهد السياسي أن التنافس سيكون كبيرا وقويا بين مختلف المترشحين نظرا للانتماء العروشي و السوسيو جغرافي الذي لا يزال أهم المعايير المتحكمة في ضمان الوعاء الانتخابي.
قوة التنافس داخل بيت الأفلان
أحصى الأفلان بولاية باتنة تقدم أزيد من 300 مترشح من أجل الظفر بمكان ضمن قائمة الحزب لتشريعيات الرابع ماي و توجد 90 امرأة ضمن المترشحين، وتتردد في بيت الأفلان أسماء مرشحة كي تكون في القائمة في انتظار فصل اللجنة المركزية والإعلان عن مرشحي الحزب لدخول سباق الاستحقاقات ومن بين العوامل التي جعلت الغموض يكتنف بروز مرشحي الحزب هو التنافس على مكانة متصدر القائمة التي لم تتضح بعد.
وبحكم تواجد اثنين من وزراء الأفلان من ولاية باتنة هما عبد المالك بوضياف ابن نقاوس وعبد الوهاب نوري ابن أريس، فإن باب الترشيحات ظل مفتوحا ومتأرجحا غير أن مصادر مقربة من بيت الحزب العتيد اعتبرت بأن وزير السياحة نوري هو الأقرب ليكون مرشحا متصدرا للأفلان عن ولاية باتنة، ومن بين العوامل التي تركت باب الترشيحات مفتوحا ويكتنفه الغموض هو ترشح وزراء ونواب برلمانيين سابقين على غرار الوزير الأسبق للعلاقات مع البرلمان محمود خذري والسيناتور السابق بوزيد بدعيدة والسيناتور لزهر مختاري، وكذا ترشح رجال المال الذين يودون ولوج قبة البرلمان أبرزهم عيسى أمغشوش، وساعد قادري.
ويبدو التنافس جليا داخل حزب جبهة التحرير الوطني ليس بين البرلمانيين والوزراء السابقين والحاليين فحسب ولكن أيضا بين البرلمانيين الحاليين بينهم محافظ الحزب نصير لطرش والنائب علي ملاخسو حتى وإن كانت حظوظ الأخيرين ضئيلة بالنظر إلى خطاب الأمين العام للحزب جمال ولد عباس الذي استثنى من وقف في وقت سابق لمساندة غير الرئيس بوتفليقة. وبحكم أن كلا النائبين كانا ضمن حملة المترشح السابق للانتخابات الرئاسية علي بن فليس فقد ترددت أحاديث عن إقصائهما رغم أن المحافظ نصير لطرش أكد للنصر، بأن حظوظه قائمة مثله كباقي المترشحين باعتباره مناضلا في الحزب، ومن بين المرشحين البارزين هذه المرة في صفوف الشباب الذين هم من المرشحين للظفر بمقعد متقدم في القائمة رئيس بلدية باتنة الحالي عبد الكريم ماروك.
وبالنسبة للعنصر النسوي فإن التنافس قائم أيضا بين الوجوه القديمة والجديدة بين المترشحات اللواتي يرغبن في التواجد ضمن القائمة بينهن النائبة نبيلة بن بولعيد ابنة الشهيد مصطفى بن بولعيد.
الأرندي يبحث عن تحقيق التوازن بين مترشحي مختلف المناطق
عكس الأفلان تتجه الأمور نحو الوضوح في قائمة الأرندي قبل الإعلان الرسمي عن قائمة المترشحين بحكم أن إعداد القائمة بهذا الحزب يتم بعد استنفاد الإجراءات المعمول بها على مستوى المكتب الولائي وليس الجهات المركزية، وقال الأمين الولائي البرلماني الحالي بركات بلقاسم للنصر، أن القائمة اتضحت معالمها بنسبة ثمانين بالمائة.
والملاحظ أن هاجس الحزب هو تحقيق التوازنات السوسيو جغرافية بين المترشحين نظرا لتعدد مترشحين ينتمون لذات المناطق في وقت يبحث الحزب حسب أمينه الولائي عن تحقيق التوزانات بين الدوائر القديمة الست، وهو ما يبدو صعب التحقيق، خاصة وأن بعض المترشحين ترشحوا عن دوائر غير مقرات إقامتهم منهم النائبة الحالية نجاة عمامرة التي فازت في العهدة الماضية عن دائرة بريكة وقدمت هذه المرة ملفها عن دائرة باتنة بعد تفضيل مناضلي المنطقة ترشح وجوه أخرى، وهو ما أخلط حسابات بعض المترشحين بينهم نائب رئيس بلدية باتنة نورالدين بلومي الذي ترشح عن ذات الدائرة ما يعني في حال تقديم نجاة تأخيره هو في القائمة.
وناهيك عن رغبة النائبة البرلمانية نجاة عمامرة في تجديد عهدة أخرى للمرة الثانية ، فإن البرلماني والأمين الولائي أيضا بركات بلقاسم ترشح ويرغب في الفوز بعهدة جديدة للمرة الثالثة على التوالي وبحكم أن القائمة تحضر على مستوى المكتب الولائي فإن كافة الترشيحات تصب في صالحه لتصدر القائمة، في حين لم تتضح بعد باقي المراتب حيث أن المنافسة قوية داخل الحزب بين رئيس المجلس الشعبي الولائي لخميسي صحراوي المنتمي لمنطقة تالخمت، الذي يراهن على مراكز متقدمة في القائمة، ويتنافس على الأماكن الأولى أيضا ممثل منطقة بريكة المناضل بري حسان، ورئيس بلدية عين التوتة محمد يحياوي الذي يتمتع بشعبية بعد أن فاز برئاسة بلديته لثلاث مرات متتالية، ورئيس بلدية الحاسي الشاب رمزي إعيش، ورئيس بلدية الشمرة صالح بلفراق، ونائب رئيس بلدية باتنة نور الدين بلومي، وفي العنصر النسوي ترغب أيضا البروفيسور براهمي سعيدة أن تكون متصدرة ضمن النساء، وكذا حدة طراد التي تمثل منطقة تيمقاد.
حماس والتغيير لم يفصلا في قائمة مشتركة والقوائم الحرة تشارك بقوة
رغم إعلان التحالف بين الحزبين الإسلاميين حمس والتغيير اللذين ورغم إعلان التحالف بينهما إلا أنهما لم يتوصلا بعد إلى قائمة مشتركة رغم أن كل طرف قام بإعداد قائمة مترشحيه، وذكرت مصادر مؤكدة بأن الطرفين لم يتوصلا بعد إلى حل توافقي يرضي الجميع، وأكد الأمين الولائي لحمس البروفيسور إقبال شلغام بأن قوائم الطرفين أعدت ولم يحسم بعد فقط في القائمة المشتركة وفي من يتصدرها.
ويمتلك حزب جبهة التغيير وعاء ببلديات الجهة الجنوبية الشرقية ويسعى للعبه كورقة رابحة من خلال ممثل الحزب قرابة وهي ذات الجهة التي يعتزم عديد المترشحين في قوائم حزبية جديدة كالخط الأصيل والوسيط وكذا قوائم حرة كالإجماع استغلالها لصالحهم بكسب أصوات الهيئة الناخبة لتلك البلديات على غرار أريس، ثنية العابد، بوزينة، منعة، حيث يشير دخول غمار الانتخابات لعديد المترشحين من نفس الجهة إلى احتدام التنافس بين أبناء المنطقة الواحدة بينهم نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي سابقا وكذا الرئيس الأسبق لبلدية إشمول عبد الكريم بريمة الذي يعول على تحقيق فوز مثل الذي حققه بدخوله للمجلس الشعبي الولائي عن طريق قائمته الحرة التي نال بها سبعة مقاعد.
ومن بين المرشحين عن الجهة الجنوبية الشرقية الرئيس الأسبق لبلدية بوزينة لثلاث عهدات الطاهر سيش الذي يعتزم هو الآخر كسب الوعاء الانتخابي لجهته بعد تصدره لقائمة حزب الوسيط السياسي ومعه في القائمة رئيس البلدية الأسبق أيضا بهلولي، وترشح عن ذات الجهة عمار بن فيفي وعمر حامدي ضمن قوائم حرة وأحزاب جديدة وهو ما يرشح لاقتسام تلك الأوعية الانتخابية فيما بينهم وبالتالي إضعاف حصص الفوز فيما بينهم وما ينطبق على بلديات الجهة الجنوبية الشرقية التي تضم وعاء انتخابيا كبيرا لعرش الجبايلية، فإن الأمر ينطبق أيضا على باقي الجهات من الولاية.
وببلديات الجهة الغربية يراهن حزب تاج الذي من المرجح أن يتصدر قائمته علي بدعيدة على ضم أصوات أعراش تلك الجهة على غرار أولاد سلطان، وبالجهة الجنوبية للوعاء الانتخابي لبلدية بريكة وما جاورها ستكون المنافسة قوية بين المترشحين المنتمين للأحزاب وأصحاب قوائم حرة بينهم رجال أعمال، على غرار المرشح المدعو لحلاح من الجزار والموثق فرحاني، وببلديات الجهة الغربية الشمالية يسعى لكسب الرهان رئيس بلدية المعذر المرشح لتصدر قائمة حزب المستقبل والذي كان قد غادر الأرندي بسبب تربع الأمين الولائي على الحزب وتصدره دائما للقوائم وبذات الجهة ينتظر أن تكون لرئيس بلدية بولهيلات كلمته.
يـاسين عبوبو