لا تــغييــر في المــشهــد الســياســي لأن التــشريعيــات لــم تغــيـر التــوازنــات الــقائمــة
• نتائج التشريعيات جاءت متوافقة مع تمثيل الأحزاب المشاركة وانتشارها شعبيا
• البرلمان سيشهد حركية كبيرة في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن
أفاد المحلل السياسي الدكتور يوسف بن يزة، أمس، أن النتائج الأولية لتشريعيات 4 ماي جاءت متوافقة مع تمثيل الأحزاب المشاركة وانتشارها شعبيا، ويرى أنه لن يكون هناك تغييرا واضحا وحاسما في المشهد السياسي القادم مادامت نتائج الانتخابات لم تغير من التوازنات السياسية في الساحة، مضيفا أن السيطرة ستبقى لصالح التيار الوطني الديمقراطي، مع احتمال انضمام جزء من الإسلاميين والنواب الأحرار إلى التحالف الحكومي، مشيرا إلى غياب الأغلبية لدى أي حزب ما يتطلب وجود تحالفات من أجل تشكيل الحكومة.
وأوضح في حوار مع النصر، أمس، أن البرلمان سيشهد حركية كبيرة في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن ويعتقد أن الرهان السياسي المرتقب والمتعلق برئاسيات 2019 سيبث المزيد من الحركية في الساحة وسيعجل ببروز تكتلات ومراكز قوة سياسية.
النصر : ما هي قراءتكم التحليلية للنتائج التي أسفرت عنها تشريعيات 4 ماي؟
يوسف بن يزة : أولا ينبغي أن نشير بأن هذه الانتخابات لم تكن في مستوى التحديات ، بسبب العزوف الكبير الذي شهدته لأسباب متعددة ينبغي فتح نقاش معمق بشأنها حتى لا تتحول ظاهرة العزوف الفطري عن السياسة لدى الشعب الجزائري إلى برنامج سياسي تتبناه بعض القوى السياسية التي لا تجد لها من قوة سوى في بث ونشر التنشئة السلبية والدعاية لانصراف الناس عن الشأن العام دون أن تقدم بدائل لذلك.. وعن النتائج الأولية أعتقد أنها جاءت متوافقة مع تمثيل الأحزاب المشاركة وانتشارها شعبيا، حيث احتفظ التيار الوطني بالريادة متبوعا بالتيار الإسلامي مع صعود ملحوظ للقوائم الحرة وحضور رمزي لعدد معتبر من الأحزاب الصغيرة وغياب الأغلبية لدى أي حزب ما يتطلب وجود تحالفات من أجل تشكيل الحكومة..
النصر : ماذا بخصوص المشهد السياسي المقبل على ضوء هذه النتائج ؟
يوسف بن يزة : لا أتوقع تغييرا واضحا وحاسما في المشهد السياسي القادم مادامت نتائج الانتخابات لم تغير من التوازنات السياسية في الساحة، غير أن الرهان السياسي المرتقب والمتعلق برئاسيات 2019 سيبث المزيد من الحركية في الساحة وسيعجل ببروز تكتلات ومراكز قوة سياسية ستغذي التجاذبات الحاصلة استعدادا لهذا الموعد الحاسم، وبطبيعة الحال سيكون البرلمان ميدانا خصبا لهذه التجاذبات كما أن الشأن الاجتماعي والاقتصادي سيكون موضوع النقاش على ضوء الأزمة التي تعيشها البلاد.. غير هذا لا يمكننا أن ننتظر الكثير من برلمان انتخبه فقط 37 بالمئة من الجزائريين وأثارت قوائم الترشح إليه جدالا حادا لم ينته بعد.
النصر : كيف سيكون شكل التحالفات والتكتلات داخل البرلمان؟
يوسف بن يزة : من الواضح أن السيطرة ستبقى لصالح التيار الوطني الديمقراطي مع احتمال انضمام جزء من الإسلاميين والنواب الأحرار إلى التحالف الحكومي، في حين سينبري البقية لتشكيل معارضة برلمانية ستستفيد بالتأكيد من الامتيازات التي أقرها لها دستور 2016 ، وبناء على ذلك أتوقع أن يشهد البرلمان حركية كبيرة ليس لأن أعضاءه الجدد يمتلكون المقومات والمؤهلات لإحداثها، ولكن لأن الوضع الاقتصادي والسياسي يشجع على ذلك، فضلا عن سبل التمكين الدستورية والقانونية التي تتيح للمعارضة المشاركة بطريقتها الخاصة في إضفاء الحركية على عمل هذه المؤسسة.
النصر : ماذا بشأن الطعون المقدمة من طرف بعض الأحزاب إلى المجلس الدستوري وكيف سيتعامل معها في اطار القانون؟
يوسف بن يزة : هذه المسألة فصل فيها القانون ، وكما تعلمون فالعملية الانتخابية أشرف عليها قضاة محلفون، ومن طبيعة الأشياء أن تشوبها شوائب لكن القوانين والمجلس الدستوري سيفصل في الطعون المقدمة لاسيما تلك الموثقة حول عمليات التزوير المحتملة.. لكن مهما يكن لا أعتقد بأن الطعون ستعيد صياغة النتائج إلى درجة الإخلال بالترتيب المعلن عنه.
مراد ـ ح