حـجــار يـدعــو لـمكـافحــة العـنف داخــل الجـامعـة وتغـليب لـغــة الـحـوار
دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأساتذة إلى مكافحة العنف داخل الحرم الجامعي مهما كانت أشكاله، واصفا الجامعة بالمشتلة التي تصنع النخبة وقدوة المجتمع، مؤكدا على ضرورة تغليب لغة الحوار والنقاش العلمي، وطالب رؤساء الجامعات لتطبيق القانون بصرامة في حق المخالفين، وإحالتهم على العدالة.
ونفى الوزير في زيارته للمركز الجامعي لولاية تيبازة «مرسلي عبد الله» أول أمس ، تطور حالات العنف المسجلة مؤخرا في الجامعة إلى مستوى يستدعي القلق، معترفا في ذات الوقت بوقوع حالات عنف، لكنها ليست بالحدة التي يتم الترويج لها عبر بعض الوسائل الإعلامية والوسائط الاجتماعية، مضيفا أن الجامعة هي الفضاء الذي يتفاعل فيه الجميع، في جو من التحاور والنقاش وتقبل الآخر، وأن المجتمع هو الذي يشهد بالفعل تنامي ظاهرة العنف، خصوصا في الملاعب، وكذا الشوارع. وأكد طاهر حجار على أهمية توحد الأسرة الجامعية والتفافها حول مكافحة كافة اشكال العنف داخل الحرم الجامعي، وذكر على سبيل المثال العنف اللفظي والجسدي، لكون الجامعة هي المشتلة أو الفضاء الذي يتم داخله صنع إطارات الغد والنخبة التي ستقود المجتمع، محملا مسؤولية التجاوزات التي تقع من حين إلى آخر إلى رؤساء المراكز الجامعية، بفعل احتجاجات الطلبة التي تصل في كثير من الأحيان إلى حد غلق أبواب الجامعات والقيام بأعمال تخريبية، وطالبهم بالتحلي بالصرامة والتطبيق الحازم للقوانين، مع تفعيل المجالس التأديبية، كمجال أنسب لمعاقبة من يتطاول على حرمة الجامعة ويمس باستقرارها.كما ناشد وزير التعليم العالي تغليب لغة الحوار والنقاش العلمي بغرض صناعة الرأي العام، بدل الجنوح إلى العنف، معتقدا بأن لوسائل الإعلام دورا فعالا في صناعة الرأي العام، مجددا التأكيد على أن مقتل الأستاذ «بشير قروي سرحان» سهرة الأحد الماضي لا علاقة له بتاتا بالجامعة، علما أن مصادر إعلامية أرجعت الجريمة إلى رفض الأستاذ المرحوم تضخيم نقاط طالبين لتمكينهما من الانتقال إلى الصف الأعلى، وهو ما لم تؤكده بعد الجهات الأمنية التي تتولى عملية التحقيق.
ومن المنتظر وفق وزير التعليم العالي أن يتم تناول ظاهرة العنف ضمن أشغال مجلس أخلاقيات مهنة التعليم العالي المزمع عقده قريبا، بهدف دراسة أسباب الجنوح في بعض الحالات إلى التصرفات العنيفة، بدل تغليب لغة الحوار، وتسببت حادثة اغتيال الأستاذ قوري بشير في حالة من الاستياء لدى الأساتذة الجامعيين، الذين نظم ممثلون عنهم يوم الخميس تجمعا أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالعاصمة، للمطالبة بتعزيز الإجراءات الأمنية داخل الجامعات، لتسهيل مهمة الأساتذة وحمايتهم من الانحرافات التي قد تقع، ووصف ممثلون عن نقابة الكناس حادثة الاغتيال بالعمل الشنيع والانحراف الخطير الذي يهدد أمن واستقرار الجامعة الجزائرية، علما أن الاحتجاج كان تلبية لنداء وجهه مثقفون، وفق تأكيد المنسق الوطني للكناس «ميلاط عبد الحفيظ» للنصر، موضحا أن تنظيمه بصدد انتظار نتائج التحقيقات للقيام بخطوات أخرى، قائلا كثرت الروايات، وما دام النائب العام لم يعقد ندوة صحفية للإعلان حيثيات القضية، فإن كل ما يقال لا يعكس حسبنا الحقيقة.
لطيفة/ب