ارتفعت حالات الوفيات وسط الحجاج الجزائريين إلى 14 حالة وفق ما أعلن عنه الديوان الوطني للحج والعمرة أمس، جراء التعب ومشاق أداء المناسك، موضحا أن جميع المتوفين من كبار السن، مرجعا الصعوبات التي واجهها الحجاج بمشعر منى إلى ضيق المساحة مقارنة بالعدد الإجمالي للحجاج الجزائريين الذي فاق 36 ألف.
ونفى ديوان الحج تأخر أعضاء البعثة عن أداء مهامهم بالمشاعر، خاصة بمنى حيث واجه عديد الحجاج مشاكل تتعلق المبيت والإطعام، فضلا عن عدم توفر العدد الكافي من الأسرة من دفع ببعضهم إلى افتراش الأرض وسط أكوام من القمامة، وأرجع رئيس مكتب شؤون الحجاج بمكة المكرمة بوذراع زهير في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية هذه الوضعية إلى ضيق المساحة المخصصة للبعثة الجزائرية بمشعر منى، التي بقيت نفسها بعد أن ارتفع العدد الاجمالي للحجاج الجزائريين من 28 ألف إلى 36 الف حاج، عقب الانتهاء من أشغال التوسعة بمحيط الحرم، مشددا على الدور الذي قام به المرشدون، الذين حرصوا حسبه، على مرافقة الحجاج في كافة المراحل إلى غاية الوصول إلى منى، فضلا عن رفع كافة انشغالاتهم وإيصالها إلى المصالح التابعة لديوان الحج والعمرة قصد التكفل بها، كما عملوا على توجيه الحجاج ومساعدتهم على إيجاد أماكن مناسبة للمبيت في منى، إلى جانب مرافقة الحجاج الذين عادوا إلى مكة المكرمة بعد إنهاء المناسك، إلى غاية إيصالهم إلى الفنادق المقيمين بها، دون أن يتأخروا في تقاسم المشاق والتعب.
و أحصى المتحدث 10 حالات تيهان بمشعر منى، جراء الاكتظاظ والزحمة، التي صعبت على بعض الحجاج العثور على الخيم المخصصة للبعثة الجزائرية، فاضطروا إلى المبيت في خيام أخرى، لكنه طمأن بعودة كافة التائهين إلى صفوف الحجاج الجزائريين بفضل مجهود المرشدين، الذين أعادوهم إلى الفضاء المخصص للبعثة الجزائرية، وبشأن ارتفاع عدد الوفيات في صفوف الحجاج إلى 14 حالة منذ بدء موسم الحج، قال السيد بوذراع زهير إنها وفيات طبيعية، ناجمة عن التعب والإرهاق، لكون معظم الحجاج من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، كما تمت إحالة 6 حجاج إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية اللازمة، إثنين منهم ما يزالان بمستشفى عرفة، وأربعة آخرين بمستشفى منى .
وشدد المصدر على الحضور الكامل لأعضاء البعثة المكونة من مرشدين دينيين واعوان في الحماية المدنية وأطباء وممثلين عن ديوان الحج والعمرة، لمرافقة الحجاج في جميع مراحل أداء المناسك، وذلك على خلفية ما تناقلته وسائل إعلامية مؤخرا بشأن معاناة الحجاج بمشعر منى، وتعهد ممثل ديوان الحج والعمرة بالقيام بحصيلة شاملة فور عودة الحجاج إلى مكة المكرمة، لحصر طبيعة المشاكل التي عاشها الحجاج الجزائريون وحصر نقاط الضعف قصد تجاوزها مستقبلا.
و أكد رئيس مكتب شؤون الحجاج بمكة المكرمة تراجع حالات افتراش الأرض والتيهان مقارنة بمواسم سابقة، إلى جانب تسجيل عدد أقل من الاحتجاجات في منى، بفضل سيطرة ديوان الحج والعمرة على الأمر، بتخصيص عدد هام من الخيام المجهزة بأحدث الوسائل، من بينها أجهزة التكييف، رغم ارتفاع عدد الحجاج بعد أن استعادت الجزائر حصتها العادية لتصل إلى أزيد من 36 ألف حاج، لكنه اعترف بضيق المساحة المخصصة لبعثة الجزائرية بمشعر منى، مما أدى إلى ظهور بعض حالات الاكتظاظ مقارنة بالموسم الماضي، حيث كان عدد الحجاج في حدد ال 28 ألفا فقط.
وقال السيد بوذراع إن الديوان كان على علم مسبق بالمشاكل التي سيواجهها الحجاج في منى، فضلا عن صعوبة التعامل معها، وكذا مع قضية المبيت والإعاشة، بسبب ضيق المكان مقارنة بعدد الحجاج الذين قدموا من مختلف أنحاء المعمورة، مضيفا أن السلطات السعودية تتحكم في المساحة وفي دخول وخروج الحجاج من وإلى المشاعر، مشيدا بدور أعضاء البعثة الجزائرية الذي كان حسبه متميزا، لأنهم قاسموا الحجاج انشغالاتهم ومشاقهم، في مقدمتهم المرشدين الدينيين.
لطيفة/ب