ردت المؤسسة العسكرية ، بشدة على دعوات تدخل الجيش الوطني الشعبي في السياسة والقيام بالانقلاب العسكري، وأكدت أن الجيش لا يحيد عن مهامه الدستورية.
وجاء في افتتاحية مجلة الجيش في عددها الأخير، أن» انجازات جيشنا وما حققه على أرض الميدان ، دفعت ببعض الأقلام المأجورة إلى تنصيب نفسها مدافعا عن (حرية الشعب) وهي التي وصفته بالأمس القريب بكل النعوت و الأوصاف» ، وأضافت الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان» جيش لا يحيد عن مهامه الدستورية»، « أقلام مأجورة خاضت في كل المواضيع والاختصاصات من الشريعة إلى التاريخ مرورا بعلم الفلك والسياسة والاقتصاد وغيرها من المعارف والعلوم. وعندما اخفقت وفشلت وتيقنت من عجز فكرها ومحدودية تأثيرها. عرجت على مؤسسة الجيش الوطني الشعبي معتقدة أنها ، بتلفيق التهم وتزوير الحقائق وسرد التعاريف الأكاديمية المملة والاستعانة بالكنايات والاستعارات والسجع والطباق سيفرش أمامها البساط الأحمر وسيصطف الشعب يصفق ويهلل وسيصنفها التاريخ في خانة الأبطال والصالحين» .
وتابعت مجلة الجيش في ردها قائلة « هيهات ، المواطن الجزائري ليس بذلك البليد أو المعاق ولا يحتاج إلى وصي تلجمه المناصب والمسؤوليات ولما يعزل يبيع نفسه للشيطان ويؤجر قلمه لكل آثم حقود» واستطردت : « وكل من يطالب سرا أو جهارا أو ضمنيا بالانقلابات العسكرية نذكره بما قاله السيد الفريق نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال زيارته الأخيرة لكل من الناحية العسكرية الثانية والخامسة « سيظل جيشنا جيشا جمهوريا ملتزما بالدفاع عن السيادة الوطنية وحرمة التراب الوطني ، حافظا للاستقلال ، جيشا لا يحيد أبدا عن القيام بمهامه الدستورية مهما كانت الظروف والأحوال «.»
من جهة أخرى ذكرت افتتاحية مجلة الجيش بالرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني إلى الشعب الجزائري بمناسبة الاحتفال بيوم المجاهد والتي أكد فيها مرة أخرى على أن الشعب يمكنه « أن يرتكز بأمان على الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أمن البلاد ومواطنيها والحفاظ على سلامة التراب الوطني « وأضاف « أجدد باسم شعبنا التحية والتنويه لأفراد الجيش الوطني الشعبي من جنود وصف ضباط وضباط وكذا إلى أفراد أسلاك الأمن على تفانيهم المثالي وعلى تضحياتهم الجسام في القيام بمهامهم وفي خدمة الوطن الغالي»
وقالت المجلة أن « شهادة بهذا الحجم من لدن فخامته وإشادته بتضحيات ونجاعة قواتنا المسلحة الرابضة على حدودنا والمرابطة في عمق ترابنا يدعونا إلى مضاعفة الجهد والكد والسعي حتى نكون عند حسن ثقة قيادتنا وفي مستوى الآمال المعلقة علينا من طرف أمتنا .»
وتطرقت الافتتاحية إلى زيارات العمل والتفتيش التي قام بها نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح إلى الناحيتين العسكريتين الثانية والخامسة في شهر أوت الماضي أين تطرق إلى عديد المواضيع على غرار استكمال مهمة مكافحة ما تبقى من فلول الإرهاب ومواصلة تعزيز قدرات قوام المعركة وتأمين متطلبات الرفع من الجاهزية القتالية ، تعزيز خيار التحضير والتكوين العسكري والعلمي في كافة المجالات والاختصاصات ، استعراض السياقات الإقليمية غير العادية بمنطقتنا هذه الأخيرة التي أكد الفريق أنها « لم تفاجئنا لأننا كنا متفطنين لأسبابها ودواعيها الحقيقية ومتحسسين لأهدافها الخبيثة ومتوقعين لكافة تأثيراتها ومتيقنين من مدى ارتباطها الوثيق مع ظاهرة الإرهاب» ، حسبما ورد في الافتتاحية.
وأضافت المجلة «أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي عكفت على بناء جيش عصري قوي ترسخت في نفوس رجاله الثوابت الوطنية والولاء المطلق للوطن دون سواه وازدادت عرى التواصل بينه وبين إخوانه المواطنين الشيء الذي جعل من قواتنا المسلحة موضع اعتزاز كل فرد من أبناء شعبنا «.
وتابعت في السياق ذاته « ذلك هو الخيار الأوحد والصائب في ظل قيادة مخلصة وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية ، هذا الخيار الذي جعل من الجيش الوطني الشعبي جيشا أصيلا متجذرا في عمق أرض مقدسة وشعب ثائر تواق على مدى العصور والقرون للانعتاق والحرية «
وقالت « كل فرد من أبناء أمتنا العظيمة يعتز ويفتخر بأبناء جيشه ويقدر الإنجازات التي حققها هذا الجيش العتيد في جميع المجالات والميادين، منها محاربة الإرهاب ، الذود عن حرمة الوطن ، الوقوف إلى جانب المواطنين في كل الظروف والأوقات، سياسة التكوين الفعالة ، استراتيجية التصنيع الناجعة وغيرها من الإنجازات الضخمة التي أقلقت أصحاب النفوس الجاحدة التي توارثت الحقد والضغينة».
مراد - ح