الكــاميرون (2) --- الجزائر (0)
تلقى المنتخب الوطني أمس الهزيمة الرابعة له في تصفيات مونديال 2018، وكان ذلك أمام بطل القارة منتخب الكاميرون، في مباراة شكلية جسدت انهيار الخضر في هذه التصفيات، مؤكدة هشاشة الخط الخلفي، فيما ظلت القاطرة الأمامية مشلولة، ما يضع مستقبل التقني الإسباني ألكاراز على المحك، بعد الفشل في وضع بصمته، في رابع ظهور رسمي له مع المنتخب.
المقابلة عرفت قيام ألكاراز ببعض التغييرات على التشكيلة الأساسية مقارنة بالخرجات السابقة، بالمراهنة على الوافدين الجديدين محمد فارس وبن غيث كأساسيين، مع محاولته تفعيل الهجوم، بالاعتماد على الثنائي بلفوضيل وسوداني، بينما تكفل هني وفغولي بالتنشيط الهجومي، لكن هذه الخيارات لم تكن كافية لبلوغ المبتغى، رغم الدخول الجيد للخضر في هذه المواجهة، وتحكمهم نسبيا في منطقة وسط الميدان، لكن الهفوات الفردية في الدفاع كانت مرة أخرى الهاجس الذي يكسر ريتم التشكيلة، على اعتبار أن الدقيقة 24 شهدت تقديم المدافع بن سبعيني هدية للمنتخب الكاميروني، استغلها كلينتون نجي ليسكن الكرة شباك مبولحي.
هدف أثر على معنويات اللاعبين، بدليل أن مبولحي ورفاقة فقدوا التركيز والتوازن، رغم أن منتخب الكاميرون لم يبادر كثيرا إلى الهجوم، لكن تعزيز منطقة وسط الميدان امتص اندفاع الخضر، مما تسبب في ترك الكثير من المساحات أمام «الأسود غير المروضة»، لأن فغولي كان خارج الإطار، و لم يقدم الإضافة المرجوة، و بلفوضيل كان شبه غائب عن التنشيط الهجومي، مما أبقى سوداني الورقة الوحيدة في الهجوم، و الخطورة كانت ناتجة عن محاولات فردية قام بها، و كانت أخطرها في الدقيقة 42، حيث كان قريبا من التعديل أمام براعة الحارس أندوا.
«فيزيونومية» المقابلة لم تتغير كثيرا خلال المرحلة الثانية، و لو أن العناصر الوطنية أظهرت إرادة أكبر، وكأنها كانت تبحث عن التعادل، لكن مدرب المنتخب الكاميروني هيغو بروس عمد إلى انتهاج استراتيجية لعب مبنية أساسا على تحطيم الريتم الذي سعى الخضر إلى فرضه، مع طغيان الإندفاع البدني.
بحث النخبة الوطنية عن هدف التعادل دفع بألكاراز إلى تجريب بعض الخيارات في محاولة لإعطاء «ديناميكية « أكبر لخط الهجوم، حيث أقحم بن ناصر، ثم فرحات و غزال، مع تعديل طريقة اللعب المنتهجة ، و إعتماد خطة (3 / 4 / 3)، لكن ذلك لم يكن كافيا للوصول إلى المبتغى، بل و على العكس من ذلك فإن الفعالية كانت من جانب الكاميرون، لأن الدقيقة 88 شهدت قيام البديل إيغامبي بعمل فردي توغل من خلاله على الجهة اليمنى من الدفاع الجزائري، مستغلا غياب التغطية، ليسكن الكرة بذكاء كبير في شباك مبولحي، و يكون بذلك أهل الدار قد سجلوا هدفين من فرصتين جادتين طيلة هذه المقابلة.
هذه الهزيمة تبقي الكثير من علامات الإستفهام مطروحة، لأن الخضر فقدوا الكثير من هيبتهم، و تلقي 4 هزائم متتالية في تصفيات مونديال روسيا أمر لم يسبق له و ان حدث في تاريخ الكرة الجزائرية، سيما و ان النخبة الوطنية كانت مرشحة للتنافس على تذكرة المرور إلى روسيا في مجموعة حديدية، بالنظر إلى تواجدها في النسختين الفارطتين من العرس العالمي بجنوب إفريقيا و البرازيل على التوالي، إلا أن المشوار في التصفيات كان كارثيا، بالإكتفاء بالحصول على نقطة يتيمة، و تداول 3 تقنيين أجانب على العارضة الفنية.
ص / فرطـــاس
