سلطت، أمس، محكمة الجنايات، بمجلس قضاء جيجل، عقوبة ثلاث سنوات سجنا موقوفة النفاذ في حق الإرهابيين التائبين (ب. بوزيد)، البالغ من العمر 41 سنة، و (ح. فتيحة) البالغة من العمر 47 سنة، اللذين توبعا بجناية الانخراط في جماعة إرهابية.
وترجع تفاصيل القضية، إلى تاريخ 25 أوت 2015، بعدما استلمت مصلحة الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بجيجل من مصلحة الوقاية و أمن الجيش للقطاع العملياتي العسكري، كلا من الإرهابي التائب (ب.بوزيد)المكنى الهلالي، و الذي سلم نفسه لذات المصالح في حدود الساعة التاسعة صباحا رفقة الإرهابية التائبة(ح.ف) و ابنتيها من مواليد معاقل الجماعات الإرهابية بمنطقة النشمة ، حاملا معه سلاح حربي.
و عند سماع المعني، صرح بأنه التحق بالجماعات الإرهابية المسلحة الناشطة بأولاد محمد بأعالي العوانة سنة 1995 و عمره وقتها 19 سنة، و ذكر بأنه بعد انتشار الجماعات الإرهابية بمشتة العوانة عام 1994 ، بعدما حصلت عدة اعتقالات من قبل المصالح الأمنية لمواطنين لديهم صلة قرابة بالعناصر الإرهابية في ذلك الوقت، و في سنة 1995 زار أخوه العسكري و الذي كان في إجازة أداء واجب الخدمة الوطنية منزلهم العائلي، أثناءها داهمت مجموعة إرهابية مسكنهم وعرضت عليه خيارين، إما الالتحاق بصفوفهم أو اغتيال أخيه، مما جعله يرضخ لرغباتهم، فانضم إليهم، حسب تصريحاته و بعد مدة زمنية من عودة أخيه إلى صفوف الخدمة الوطنية، تقدمت عناصر الأمن المشتركة لمنزلهم و سألت عنه ، و خوفا من اعتقاله ، بقي في حالة فرار بأعالي مشتة أولاد أمحمد، وفي تلك الفترة احتك مع العناصر الإرهابية الناشطة بتلك المنطقة مما سهل أمر إقناعه بفكرة الانضمام إليهم، و تخويفه بأنه سيتعرض للقتل إن تم القبض عليه من طرف عناصر الأمن، عندها التحق بالجماعات الإرهابية، لكن في بداية الأمر، لم يتم تسليحه و لا مشاركته في أي عملية إجرامية، بل كان دوره يقتصر في جلب الحطب و الطهي، كما شارك طيلة فترة تواجده من 1995 إلى غاية 2015 ضمن الجماعات الإرهابية المسلحة ، وشارك في عدة عمليات إجرامية ، استهدفت مختلف مصالح الأمن و كذا المواطنين ، بحيث في سنة 2001، تحصل على سلاح من نوع كلاشنكوف وقتها تم حل سرية البدر التي ينشط ضمنها، و انتقل بعدها إلى منطقة بابور سنة 2002، وفي سنة 2013 و بعد القضاء على ابن خالته الإرهابي (ب.أ) بمنطقة أفتيس، و نظرا لعجز شقيق هذا الأخير الإرهابي التائب(ب.ر) و الذي يعاني من ضعف البصر، أصبح يتكفل بشؤون خالته الإرهابية التائبة(ب.م) و ابنتها المسماة (ح.ف)بمعية ابنتيها.
و قد أضاف المتحدث، بأنه في أواخر سنة 2014، بعد تسليم الإرهابي المكنى « بوزيد» نفسه، انسحب و عائلة خالته التائبة إلى مركز يقع بمنطقة واد دار الواد بزيامة منصورية، وذكر بأنه ساعد العديد من العناصر الإرهابية في تسليم أنفسها، على غرار خالته و ابنها، و ذكر بأنه لم يتسبب في مقتل أو محاولة قتل أو جرح أو سرقة أو اختطاف أي شخص من رجال الأمن أو المواطنين و من لديه أي بينة أو دليل حول ذلك فإنه مستعد أن يتحمل مسؤوليته كاملة .
و عند سماع الإرهابية التائبة المسماة (ح.فتيحة) صرحت بأنها التحقت بالجماعات الإرهابية المسلحة سنة 1995، بعد التحاق أفراد من عائلتها، و كانت تبلغ من العمر 25 سنة ،وبعد التحاقها بمعاقل الجماعات الإرهابية في بداية سنة 1996، تزوجت زواجا غير قانوني بالإرهابي المكنى «عبد الرحمان «، و الذي تم القضاء عليه، شهر ديسمبر من نفس السنة، و ذكرت بأن مهامها اقتصرت على رعاية شؤون أسرتها أو طهي الطعام ، لتعاود الزواج بعده بالإرهابي المكنى أبو العباس، تم القبض عليه سنة 2001، وذكرت بأن ابن خالتها الإرهابي (ب.ي) المكنى الهلالي، كان يتكفل بجلب المؤونة لعائلتها ، مؤكدة بأنها أثناء تلك الفترة لم تشارك في أي عملية إجرامية، بل بقيت تتكفل بشؤون عائلتها و ابنتيها اللتين ولدتا بمعاقل الجماعات الإرهابية، كما تنقلت مع عائلتها بين معاقل الجماعات الإرهابية بجبال بابور، القروش،زيامة، و ابنتيها لم يفارقنها لحظة خلال تواجدها ضمن الجماعات الإرهابية ، حيث بقيتا تساعدانها في شؤون الأسرة، كما انهما لم تشاركا في عمليات إجرامية، أما عن فكرة تخليها عن العمل المسلح، فقد راودتها ، بعد القضاء على أخيها من أمها سنة 2013، أين ناقشت هذه الفكرة مع ابن خالتها(ب.ي) الذي وافقها في ظل سريان قانون المصالحة الوطنية من جهة و تسوية وضعية الإرهابيين التائبين قبلها و اندماجهم في المجتمع من جهة أخرى ، ليبدأ ابن خالتها في البحث عن طريقة لربط اتصال مع مصالح الأمن، ليستعين في الأخير بوالده في التوبة.
كـ طويل