الأحــزاب لـم تتمكــن مـن تـأطيـر المواطنيـن في الانتخابـــات
•الانتخابات المحلية كشفت ضعف الأحزاب السياسية
يرى الكاتب والباحث البروفيسور محمد طيبي، أن الأحزاب السياسية لم تتمكن من تأطير المواطنين في محليات 23 نوفمبر، وقال أن الانتخابات المحلية كشفت ضعف الأحزاب وهذه رسالة إلى السلطة العمومية لتتكفل بتأطير المجتمع حتى لا يخترق في فكره ودينه وفي علاقته مع الدولة، فيما اعتبر أن الانتخاب أعطى البلد صورة تدل على أنه يتحول ويتطور بهدوء .
وأوضح البروفيسور محمد طيبي في تصريح للنصر، أمس، أن نتائج الانتخابات المحلية، من حيث النسبة و بقاء الأحزاب التقليدية في مقدمة التمثيل المحلي، إنما تدل على أن الجزائريين في عمومهم ما زالت لديهم قوة الواقعية السياسية ، كما أشار من جهة أخرى إلى الظاهرة الأخرى -كما قال - وهي التعبير عن الغضب والنقد بالتعبير الأبيض أي بالورقة البيضاء وهذا يشكل حزبا انتخابيا بذاته ويجب دراسته وتحليله -كما أضاف – موضحا في هذا الصدد أن ثقافة المواطنة موجودة وتعبر بالطريقة التي تريدها وهذا يجب أن يأخذ بعين الاعتبار على مستوى العمل الحزبي بشكل جيد.
وقال أن ما لاحظته مؤخرا هو أن الانتخابات ليست مرتبطة بالحزبية وإنما بشبكة العلاقات والمصالح والميل نحو تنافس يشبه مباريات كرة القدم ، مضيفا في نفس السياق أن هذه السلوكيات بدأت تظهر لأن الأحزاب لم تتمكن من تأطير المواطنين في الانتخابات.
وأوضح نفس المتحدث، أن الأهم هو أن الانتخاب أعطى البلد صورة تدل على أنه يتحول ويتطور بهدوء وأيضا عبرت الانتخابات عن طموح الجزائريين نحو التغيير، كما أن السلطات العمومية تلقت الخطاب الشعبي بطريقة جيدة ويجب عليها أن تأخذه بعين الاعتبار وهذا هو المهم حسبه، مضيفا في السياق ذاته أن الانتخابات تعبر عن الرأي والغاية ليست الانتخاب، ولكن كيف أن السلطات العمومية تتلقى الرسائل وتشتغل على أن تتحكم في القضايا الكبرى والقرارات من خلال أخد بعين الاعتبار نتائج الانتخابات .
وأعتبر طيبي، أن الأحزاب السياسية فاقدة الفعالية وهذا يخص كل الأحزاب بدون استثناء بدرجات متفاوتة ، موضحا أن الأحزاب التقليدية لم تتمكن من التجديد في خطابها ورؤيتها ودخلت في كثير من المساومات المحلية والعلاقات العشائرية أي أنها لم تجدد ولهذا لم ينتخب عليها الشباب ، أما الأحزاب الصغيرة -يضيف المتحدث- التي كانت تعكر المشهد فقد انهارت نهائيا باستثناء حزب واحد ، اشتغل بمقاييس عقلانية وهو حزب جبهة المستقبل والذي أخذ ما أراد أن يأخذه بحكم العمل الحزبي الحقيقي، أما الأحزاب الأخرى المجهرية فقد هجرها الناس نهائيا على حد تعبيره، والعنصر الأخير في هذه المسألة -كما قال- هو أن «النموذج الإسلامي» النهضوي تراجع بقوة والدليل على ذلك ليس كما يقال التزوير وإنما فيه فشل للنموذج الذي طرح منذ ربع قرن فهو الآن يتراجع أكثر من غيره. وقال أن هذا ما يجعل الدولة والتي تسهر على الشأن العام والمصلحة العامة أن تتكفل بتسيير الفضاء العمومي أو المجال العمومي وأن تفتح المجال أكثر للمجتمع المدني ليتكفل بتأطير المجتمع، وإلا سيدخل المغردون والدجالون كما دخلوا في عهد سابق على حد تعبيره، موضحا أن الانتخابات كشفت ضعف الأحزاب وهذه رسالة إلى السلطة العمومية لتتكفل بتأطير المجتمع حتى لا يخترق المجتمع في فكره ودينه وفي علاقته مع الدولة -كما قال-.
وبالنسبة للأولويات التي تنتظر المنتخبين الجدد، أوضح طيبي أن الأزمة المالية سيكون لها تأثير على تسيير الشأن المحلي، لكن هذا ليس حجة للذين يسيرون الشأن العام فعليهم -كما قال- أن يجندوا الطاقات المحلية ويضعون أولويات ويحسنون الآداء والتدبير، ضف إلى ذلك أن السياسة العامة للدولة ستستمر فيما يخص المشاريع الكبرى وأيضا التمويل الوطني ، مضيفا أن المشكلة في البلد ليست المال وإنما هي مسألة التسيير ورجال التسيير حسبه .
ومن جهة أخرى دعا المتحدث ذاته إلى إعادة النظر في نمط الانتخاب وفي قانون الأحزاب و أضاف أن هذا هو الذي يطور الآداء الانتخابي ويخرجنا من هذه الشكوك حول الانتخابات وما يدور حولها من مسائل تزوير وعلاقة المواطن مع الإدارة .
مراد - ح