الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك للنصر


أطــراف تـريــد إفـشال جــهود الجــزائر بـغـرض  تــفتـيت ليــبيـا
يرى المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك، أن قوى إقليمية تريد أن تدفع بليبيا نحو مستنقع التفتيت وأضاف أن هذه القوى تتربص دوما بالحل السياسي للوضع في ليبيا ،  وقال أن هناك أطرافا تريد إفشال دور وجهود الجزائر في حل الأزمة الليبية وكذا استهداف الجزائر كما استهدفت ليبيا، ولكن الجزائر- كما أضاف- ستكون بكل  أدواتها السياسية والعسكرية بالمرصاد لمثل هذه القوى التي تريد تصدير الأزمة من ليبيا إلى الجزائر ، كما أكد أن استمرار الأزمة في ليبيا يعتبر قنبلة موقوتة تهدد كلا من الجزائر  ومصر وتونس.
•النصر: ماذا تقولون بخصوص تطورات الوضع في ليبيا، سيما بعد التصريحات الأخيرة للمشير خليفة حفتر ، وجريمة الاغتيال التي تعرض  لها عميد بلدية مصراتة الليبية؟
•لزهر ماروك: تصريحات  المشير خليفة حفتر الأخيرة والتي قال فيها أن الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات بالمغرب في 17 ديسمبر 2015، قد انتهت صلاحيته ومعه ولاية حكومة الوفاق الوطني ، ومن جهة أخرى جريمة الاغتيال التي تعرض  لها عميد بلدية مصراتة الليبية، محمد مفتاح اشتيوي هذا مؤشر على أن الوضع لا زال يراوح مكانه في ليبيا ، فتصريحات حفتر ليست من بنات أفكاره لوحده أو من طموحاته الخاصة في رئاسة ليبيا ولكن بإيعاز من قوى إقليمية والتي تريد أن تدفع بليبيا نحو مستنقع التفتيت والذي يظهر الآن بشكل واضح بين الشرق والغرب وتعدد الحكومات وغياب جيش وطني موحد وتقاعس المجتمع الدولي طوال سنوات دون تحرك فعلي ملموس لحل هذه الأزمة بالطرق الدبلوماسية ، القانونية والسياسية مع تقديرنا لجهود المبعوث الأممي الجديد لليبيا غسان سلامة والتعبير عن إرادته في إيجاد حل سريع للأزمة، لكن يبقى الوضع للأسف الشديد يراوح مكانه وكأن هناك تحالف وثيق بين قوى محلية ليبية وقوى إقليمية لا تريد لليبيا أن تبقى موحدة ومستقرة وآمنة حتى تسهل عملية السطو على ثروات الشعب الليبي  وخاصة النفط والغاز ، فهناك قوى تخريبية تتربص دوما بالحل السياسي للوضع في ليبيا فكلما تقترب الأزمة من الحل تخرج هذه القوى وتقوم بعمليات هنا وهناك لتخريب  كل مبادرة سلمية لحل الأزمة.
•النصر:الاجتماع الوزاري  الثلاثي ( الجزائر-مصر-تونس) حول ليبيا المنعقد بتونس مؤخرا أكد على ضرورة دعم مسار تسوية الأزمة في إطار الاتفاق السياسي الليبي و مواصلة التشاور  المنتظم بين البلدان الثلاث، ما ذا تقولون في هذا الشأن ؟
•لزهر ماروك: اجتماع تونس يعتبر في حد ذاته مكسبا مهما للبحث عن حل للأزمة في ليبيا باعتبار، أن الاجتماع عقد في وقته وهناك اجتماعات سابقة، و الوضع في ليبيا قد أصبح يهدد هذه الدول الثلاث، حيث أصبحت له انعكاسات جد سلبية أمنيا وسياسيا واقتصاديا على مصر وأيضا على الاقتصاد التونسي وكذلك هذا الوضع يؤثر على الحدود الجنوبية للجزائر ، فاستمرار الأزمة يعتبر قنبلة موقوتة تهدد هذه الدول الثلاث وبالتالي هذه الدول تعمل بالتعاون والتنسيق والتشاور من أجل فرض حل سياسي وسلمي وبالأخص الإسراع في إجراء الانتخابات حتى يتمكن الليبيون في الداخل والخارج لقول كلمتهم في اختيار القيادة السياسية التي ستحكم ليبيا ، وأعتقد أن الاجتماع الوزاري الثلاثي جاء ليؤكد أنه لا مفر من حل سياسي للأزمة، و الواقع أن الجزائر تلعب دورا مؤثرا وفعالا ومهما بخصوص حل الأزمة الليبية لأن الوضع في ليبيا يؤثر على الأمن القومي الجزائري بشكل مباشر على اعتبار أن لدينا حدودا مشتركة وهذه الحدود تمر عبر أماكن حساسة للاقتصاد الوطني، (آبار النفط والغاز) ، وعلى الرغم من جهود الجزائر الحثيثة لجمع شمل الليبيين وإيجاد إجماع حول خارطة طريق لحل الأزمة وتأكيد الجزائر الدائم والمستمر على وحدة ليبيا وتأكيدها على الشرعية الدولية ومدها للمساعدة للشعب الليبي في كل المناسبات الممكنة، لكن لا يمكن للجزائر لوحدها أن تحل هذه الأزمة ويخطئ من يعتقد أن الجزائر قادرة على حل هذه الأزمة لوحدها، لأنها أزمة دخلت فيها أبعاد إقليمية ودولية ودخلت فيها دوائر استخباراتية تريد أن تعبث بوحدة شمال إفريقيا وتريد تمرير مصالح قوى فاعلة في النظام الدولي ، فبالتالي الجزائر تعتبر طرفا إقليميا مهما في معادلة الحل في ليبيا ولكن لا يمكن التصور أن الجزائر لوحدها تستطيع أن تحل الأزمة على اعتبار أن الحل الأول والأخير هو في يد الليبيين، و لا يجب أن ننسى أن هناك من لا يريد النجاح للدور الجزائري في حل الأزمة الليبية وهناك قوى تخريبية تخرب مبادرات الجزائر ولا تريد للجزائر أن تنجح في هذه الجهود وهناك أطراف تريد إفشال جهود الجزائر و استهدافها كما استهدفت ليبيا ولكن الجزائر ستكون بكل أدواتها السياسية والعسكرية بالمرصاد لمثل هذه القوى التي تريد تصدير الأزمة من ليبيا إلى الجزائر .
• النصر : تتزايد التخوفات لدى المراقبين من احتمال انتقال عناصر تنظيم " داعش " من سوريا والعراق إلى منطقة الساحل ، ما رأيكم ؟
•لزهر ماروك : هذه إحدى المخاوف المشروعة والقائمة والحقيقية، الآن «داعش» انتهى دورها في العراق وسوريا بإضعافهما وتدمير جيوشهما واستهداف كل القدرات الاقتصادية للبلدين، باعتبارهما البلدين الأساسيين في معادلة التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل، الآن هناك وظيفة ستعطى لداعش في السنوات والأشهر المقبلة، حيث أن دوائر استخباراتية ستقوم بنقل كل هؤلاء من سوريا والعراق واحتمال توزيعهم في دول الساحل من مالي والنيجر إلى ليبيا وخلق قواعد لهذه الجماعات في ليبيا حتى تنطلق من أجل القيام بدور لاستهداف دول في المنطقة، حيث من المحتمل أنها تريد الضغط على مصر في حدودها الغربية وعلى الجزائر في حدودها الجنوبية وبالتالي هي قنبلة جاهزة وسيتم زرعها في ليبيا لضرب هذين البلدين ، فالتحدي الكبير والأساسي هو ضرورة  التعاون الاستخباراتي الوثيق بين الجزائر ومصر وتونس وكذلك لابد من إشراك دول أخرى كالنيجر وتشاد والسودان لمحاصرة هذه الجماعات التي تقوم بتنفيذ أجندة غربية تحت غطاء ما يسمى الدولة الإسلامية والإسلام بريء من مثل
 هؤلاء .
مراد - ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com