البروفيسور محمد طيبي للنصر: تكريـس ينايــر عيدا وطنيا لبنــة إضافيـة لقوة الدولـة الوطنيــة

• يناير قيمة متقاسمة بين كل الجزائريين  وهو مرتبط بوعي حضاري
أكد الكاتب والباحث البروفيسور محمد طيبي، أن ترسيم يناير يوم عطلة مدفوعة الأجر اعتبار من 12 جانفي ، يعد لبنة إضافية لقوة الدولة الوطنية ، مضيفا أن يناير قيمة متقاسمة بين كل الجزائريين وليست احتفالية منطقة وقال في السياق ذاته، أن جعله يوما وطنيا هو تكفل الدولة بما يجمع المواطنين ، مبرزا أن يناير، مرتبط بوعي حضاري، أكثر مما هو مرتبط بحدث تاريخي والذي يسوقه بعض المؤرخين.
وأوضح البروفيسور محمد طيبي، بخصوص تكريس يناير يوم عطلة مدفوعة الأجر اعتبار من 12 جانفي2018، بالقول  «أنه فيما يخص الإشكاليات التراثية بشكل عام، هي قائمة بذاتها في الأوعية الثقافية وفي الوجدانيات الجمعية وتتقاسمها المجموعة الوطنية في احتفاليات وذكريات وتعامل مع الموروث الرمزي»، مضيفا لفي نفس الإطار «أنه بقدر ما أن هذا الموروث التراثي قد يسهم في تقوية الدولة الوطنية الجامعة، بقدر ما أنه أيضا يدشن معابر مع الذات الجزائرية الوطنية» وقال في تصريح للنصر ، أمس، أن تكريس هذه الاحتفالية يوما وطنيا، هو أيضا إثبات ذات في عمق التاريخ الإنساني، لأن يناير بقدر ما تحيطه الأساطير وأحيانا الأوهام في المعرفة التاريخية، بقدر ما أنه موجود من ذاتيتنا التي نحييها ونرتبط بها وتعطينا بعدا ضمن أبعاد الحضارة الإنسانية على حد تعبيره ، مؤكدا في نفس السياق أن يناير هو مرتبط بوعي حضاري، أكثر مما هو مرتبط بحدث تاريخي والذي يسوقه بعض المؤرخين .
وأكد الكاتب والباحث، أن تكريس يناير عيدا وطنيا رسميا يعد لبنة إضافية لقوة الدولة الوطنية، لأن اشكالية التراث -كما أضاف- هي محور أساسي من الدولة الوطنية، والتي لا تبنيها فقط الثورة والتاريخ والكفاح ، فالتراث الجامع والمانع -كما قال -هو حصن من حصون الدولة الوطنية، واعتبر أن هذا القرار يرسم عيدا قائما وليس جديدا ولم يكن ممنوعا في يوم من الأيام ، وقال أن هذا العيد كان من حياتنا العامة التي يحتفل بها كل الناس ، و أضاف «أنه كل ما تجاوز الجزائريون قضية في حياتهم وهويتهم كلما أصبحوا أقوياء وهذا دفع جديد لبنية الهوية الوطنية» . وأوضح البروفيسور محمد طيبي ، أن يناير قيمة متقاسمة بين كل الجزائريين وليست احتفالية منطقة وقال في السياق ذاته «أن جعله يوما وطنيا يعد تكفل الدولة كدولة، بما يجمع المواطنين كمواطنين وكلحظة تذكر واحتفال وبهجة ، وسعادة لا تزيد إلا ثباتا في الرابطة الوطنية»، مضيفا أنه تحصيل حاصل لواقع موجود نعيشه ، ولم يحدث في يوم في تاريخ الجزائر وأن تدخلت السلطة السياسية ومنعت أحدا من الاحتفال بيناير أو بغير يناير على حد تعبيره.
 وأكد طيبي أن يناير هو جزء من روح الشعب،  وقال «أن الأمازيغية ندافع عنها كلنا من أقصى البلاد إلى أقصاها، ونحن لا نحتاج للدفاع عنها لأنها منا ولنا « ، معتبرا أن القضايا الكبرى المرتبطة بالتراثيات قد واجهتها دول أخرى بكثير  من الحدة والدم، كما حدث في إسبانيا مثلا ، مضيفا في نفس الصدد أن هذه القضايا الرمزية تسييرها صعب ويتماشى مع نضج المجتمع ثقافيا ، ولفت إلى أن التسرع في تسيير الشأن العام يحدث كوارث أحيان والتأخر والتباطؤ أيضا يحدث انشقاقات في النسيج الاجتماعي وبالتالي فالسياسة -كما أضاف- هي دائما حالة توفيق وتناغم بين واقع يتغير ومقتضيات تطرأ ومستقبل نريده أن يكون جامع لنا وليس مفرقا.
 مراد - ح