تزايد عدد ضحايا الاختناقات بغاز أحادي أوكسيد الكربون القاتل، بشكل محير عبر مختلف ولايات الوطن، تزامنا مع الانخفاض المسجل في درجات الحرارة وموجة البرد التي تجتاح العديد من المناطق عبر الوطن، حيث سجلت مصالح توزيع الكهرباء و الغاز، حصيلة ثقيلة بلغت 65 حالة وفاة و247 حالة اختناق في 93 تدخلا لأعوان الشركة عبر جميع المديريات التابعة لها.
ودقت مديرية توزيع الكهرباء والغاز ناقوس الخطر، في ظل التزايد المفرط لعدد ضحايا الاختناقات، خاصة على مستوى منطقة الهضاب العليا ومنطقة الشرق الجزائري، ناهيك عن الحالات الأخرى التي لم تتدخل فيها فرق الشركة، مشيرة إلى تزايد في عدد الاختناقات والضحايا في حصيلة العام الفارط بالضعف مقارنة بسنة 2016.
وأرجعت السبب الرئيسي لهذه الحوادث، إلى انعدام التهوية، واستعمال أجهزة التدفئة القديمة، وعدم صيانة التوصيلات و التركيب العشوائي لها، ما يتسبب في تسرب كميات هامة من الغازات المحترقة داخل المنازل، تزامنا وتزايد استعمال المدافئ منذ دخول موسم البرد وخلال فترة التقلبات الجوية الأخيرة التي شهدت تساقطا للثلوج بعديد ولايات الوطن .
وتمكنت فرق الاسعاف والطواقم الطبية المتدخلة، حسب ذات المصدر من إنقاذ 182 مختنقا من الموت، من بينهم 107 حالات في ولايات الشرق الجزائري، مشيرة إلى أن أغلب الحالات المسجلة كانت بسبب عدم احترام مقاييس الأمان أثناء تركيب تجهيزات التدفئة، لاسيما فيما يتعلق بالتهوية وإغلاق الصمامات بشكل جيد.
و نظرا للحصيلة الثقيلة المسجلة خلال العام الفارط، و خلال الأيام الاخيرة التي تشهد فيها العديد من ولايات الوطن، انخفاضا محسوسا في درجات الحرارة و موجة لتساقط الثلوج و الأمطار، ما يزيد من استعمال تجهيزات التدفئة، دعت المديرية الوصية المواطنين إلى ضرورة اختيار سباك مؤهل معتمد من طرف مصالح المؤسسة، لضمان عملية الترصيص الجيد وفقا للمقاييس المعمول بها لتفادي التسربات الناجمة عن عمليات التوصيل العشوائية لقنوات التهوية وترصيص الشبكات الداخلية للغاز، كما أكدت على مواصلة حملاتها التحسيسية تحت شعار «من أجل شتاء دافئ وآمن « لتمس جميع شرائح المجتمع، وفي كل مكان تصله الشبكة الخاصة بالغاز، حفاظا على أرواح المواطنين من هذا القاتل الفتاك.
ع/بوعبدالله