أضاف الناخب الوطني رابح ماجر فوزا جديدا لحصيلته منذ خلافته للإسباني لوكاس ألكاراز، بعد تخطي الخضر عقبة منتخب تنزانيا برباعية مقابل هدف وحيد، سيكون لها انعكاسات ايجابية دون شك على مستقبل الكتيبة الوطنية التي يعاد بناؤها من جديد وفق رؤية مغايرة، تبناها أعضاء الطاقم الفني وباشروا تجسيدها من خلال إدخال تعديلات على التركيبة البشرية للمنتخب، لكن بطريقة عكسية عما آلفه المتتبعون والجمهور، بعد ضخ دماء جديدة لكن “محلية”.
الانتصار الثالث المحقق من قبل العناصر الوطنية خلال وديات الفترة السابقة، حتى وإن تحقق أمام منتخب متواضع يحتل مرتبة متأخرة جدا في تصيف الفيفا، مثل سابقيه اللذين تمت مواجهتهما، ونعني بهما منتخب رواندا وإفريقيا الوسطى، غير أنه مثلما سمح بتكشف بعض السلبيات، أبان عن مؤشرات ايجابية، سيكون موعد الثلاثاء المقبل أمام منتخب إيران فرصة لتثمينها، أولها كانت بعيدة عن أرضية الميدان، وهي روح المجموعة التي فقدها الخضر خلال الفترة السابقة، نتيجة أزمة الثقة لغياب النتائج وسلوكات بعض العناصر. وأظهر زملاء العائد سوداني، روحا تضامنية فوق أرضية الملعب، أبطلت كل ما قيل وتخوف منه كثير من التقنيين، بخصوص صعوبة التعايش بين عناصر “الحرس القديم” و”الدماء الجديدة”، أو ما يعرف بثنائية محلي - مغترب، كما بينت مواجهة تنزانيا أن المنتخب، حتى وإن ارتكب بعض عناصره أخطاء، وخاصة في المرحلة الأولى على مستوى خط الدفاع والوسط الاسترجاعي، يسير في الطريق الحسن لاستعادة توازنه وتطليق فترة الفراغ، التي أعقبت رحيل الفرنسي غوركوف، وتداول عدة مدربين على العارضة الفنية، بلغ عددهم 3 خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بروسيا.
كما شكل مردود المهاجم بونجاح صاحب الثنائية في شباك حارس منتخب تنزانيا، وكذا زميله بوخنشوش في خط الوسط، أحسن النقاط الايجابية، بعدما تألق الأول وأثبت أنه حتى وإن كان ثاني خيار في منصبه، بإمكانه وبسهولة خلافة لاعب نيوكاستل الانجليزي إسلام سليماني، فيما انقسم الكثيرون حول مردود لاعب شبيبة القبائل حامل لواء المحليين، بين من صنفه بالبعيد عن صفة الدولي، وبين من يرى أن مردوده بغض النظر عن خطأ المرحلة الأولى، كان طيبا ويدعم فكرة أن عمليات البحث والانتقاء قد تسمح باكتشاف لاعبين مظلومين إعلاميا، يملكون القدرة على تقديم الإضافة، وفي أضعف الإيمان توفير بدائل، بما يعزز كرسي احتياط الخضر ويوفر ازدواجية في المناصب.
ردة فعل أعضاء الطاقم الفني وسعادتهم، بما تحقق خلال أولى مواجهات التربص المقام حاليا، وخاصة فيما تعلق بطريقة اللعب ومدى تماشى التشكيلة مع النهج التكتيكي الجديد، المعتمد على خطة ترتكز على 3 مدافعين فقط، تحتاج لتأكيد والبداية ستكون هذا الثلاثاء، بمواجهة منتخب إيران المونديالي، صاحب صدارة ترتيب المنتخبات الأسيوية، في موعد سيكون دون شك محكا حقيقيا لطاقم ماجر، الذي وبعدما تغنى بـ3 انتصارات في الوديات الأخيرة، سيصطدم بمنتخب من العيار الكبير، مقارعته ستكون خير رد على كل المشككين، أما المرور جانبا خلاله، قد يعجل بعودة سهام المنتقدين، ليس لطريقة وسياسة عمل الطاقم الفني، وإنما لمعايير خيار مسؤولي الفاف في تصحيح خطأ تعيين لوكاس ألكاراز، وإعادة رابح ماجر.
كريم - ك